مع إطلاق الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسمياً عملية تفعيل آلية «الزناد» لإعادة العقوبات الدولية عليها، أقدمت إيران على احتجاز سفينة تابعة للإمارات، واستدعت القائم بأعمال سفارتها؛ احتجاجاً على مقتل اثنين من صياديها في حادث إطلاق نار بالخليج تزامن مع اختبار طهران لصاروخين بعيدَي المدى.

ووسط ارتفاع منسوب التوتر بعد إعلان الإمارات تطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب اتفاق رعاه ترامب، أوضحت إيران أمس أن السفينة احتجزت الاثنين الماضي بعدما أطلقت سفن خفر السواحل الإماراتية «النار على زوارق صيد، مما أدى إلى مقتل اثنين عليها».

Ad

وبررت وزارة الخارجية الإيرانية احتجاز السفينة الإماراتية بأنها كانت تبحر بشكل غير قانوني في المياه الإقليمية وتم توقيف طاقمها»، مؤكدة أن أبوظبي أعربت عن «أسفها العميق» على الحادث و«أعلنت استعدادها للتعويض عن أي أضرار تسبب بها».

وتزامن الحادث مع إعطاء الرئيس الأميركي أمس الأول أوامر لوزير خارجيته مايك بومبيو بإخطار مجلس الأمن عزمه إعادة تفعيل كل العقوبات الدولية على إيران عملياً، وفق الآلية المعروفة بـ«الزناد» أو «سناباك»، متوقعاً أن تهرع طهران إليه طلباً لاتفاق جديد.

وبعيد تصريح ترامب، توجه بومبيو إلى نيويورك لإخطار مجلس الأمن بالأمر، في مرحلة أولى من إجراءات معقدة يمكن أن تسبب انقساماً طويل الأمد بين القوى الكبرى.

وبينما حذر بومبيو روسيا والصين من تجاهل إعادة فرض جميع العقوبات وهدد بمعاقبتهما، كشفت طهران عن صاروخين أبعد مدى، أحدهما بالستي والآخر «كروز»، أمس، في وقت أعلنت هيئة الطاقة الذرية تعزيز قدرتها على تخصيب اليورانيوم تحسباً لانهيار الاتفاق النووي، الذي انسحب ترامب منه في 2018.

إلى ذلك، أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أمس، أن اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل يجب أن يزيل «أي عقبة» أمام الولايات المتحدة لبيع مقاتلات F35 لبلاده.

واعتبر قرقاش، في مقابلة عبر الإنترنت شاركت فيها «الجريدة» مع مؤسسة «المجلس الأطلسي»، أن الإمارات لم تقدم أي طلبات جديدة للأميركيين منذ الاتفاق مع إسرائيل، وإذ تم ذلك فستكون مشروعة، ويجب أن تحصل على المقاتلات، مؤكداً أن فكرة حالة الحرب، أو الحرب مع إسرائيل لم تعد قائمة.

ورغم تشدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونفيه التقارير عن عمليات شراء الإمارات مقاتلات F35 الحديثة، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن أبوظبي مهتمة بهذه الطائرات ومستعدة لدفع مبالغ ضخمة للحصول عليها.

وبينما توقع قرقاش إزالة أي عقبة تجاه شراء هذا النوع من الطائرات في الأسابيع أو الشهور المقبلة، جدد التأكيد أن وقف ضم أراضي الضفة كان شرطاً أساسياً للاتفاق مع إسرائيل، باعتباره مسألة خطيرة جداً، مبيناً أن الإمارات لا تفاوض نيابة عن الفلسطينيين، فهم وحدهم مَن سيقرر وضع دولتهم النهائي.

وأكد قرقاش أن سفارة بلاده في الدولة العبرية ستكون في تل أبيب، مشدداً على أن الإمارات ملتزمة بحل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.