تابع البطريرك الماروني بشارة الراعي، مواقفه اللاذعة ضد المنظومة الحاكمة في لبنان وإخفاقاتها المستمرة منذ أشهر.

وتناول الراعي، في عظته، أمس، مواضيع السلاح ومخازن المتفجرات والحياد والسلام وتشكيل الحكومة العتيدة، موجهاً سهامه إلى مختلف القوى، وأولها «حزب الله»، من دون أن يسمّيه.

Ad

واعتبر الراعي أن على السلطة أن «تعتبر انفجار المرفأ بمثابة جرس إنذار، فتبادر إلى دهم كل مخابئ السلاح والمتفجرات ومخازنه المنتشرة من غير وجه شرعي بين الأحياء السكنية في المدن والبلدات والقرى».

وغمز من قناة «حزب الله» والسلاح غير الشرعي، مشيراً إلى أنّ «بعض المناطق اللبنانية تحوّلت إلى حقول متفجرات، لا نعلم متى تنفجر ومن سيفجّرها، وهي تشكل خطراً جدياً على حياة المواطنين التي هي ليست ملك أي شخص أو فئة أو حزب أو منظمة، وحان الوقت لسحب هذه الأسلحة والمتفجرات من الأيدي ليشعر المواطنون بأنهم في أمان في بيوتهم».

وتابع: «نحتاج اليوم إلى شخصية تعيد، مع أصحاب الإرادات الحسنة، نسج هذه العلاقات العربية والدولية، وتُخرِج لبنان من عزلته الجبرية السياسية والدبلوماسية والاقتصادية التي تخنقه».

إلى ذلك، لا تبدو الأزمة الحكومية اللبنانية آيلة إلى خواتيم إيجابية، فبعد إظهار رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل عدم الجدية في تشكيل الحكومة سريعاً، ووضعهما عراقيل في وجه مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال رئيس حركة «أمل»، أمس، انه «أطفأ محركاته العاملة على تشكيل الحكومة الجديدة»، مضيفاً: «انني بذلت كل ما في وسعي فيما يخص موضوع تشكيل الحكومة، لكن تبين أن يدا واحدة تصفُق (بضم الفاء) ولا تصفق». وختم: «أنا أنتظر الآن ما سيفعله غيري بهذا الشأن».

في موازاة ذلك، وصل إلى بيروت، مساء أمس، وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غيريني على رأس وفد عسكري رفيع المستوى من قيادة الجيش الايطالي وكبار مساعديه. وكشفت مصادر دبلوماسية، أمس، أن «الضيف الايطالي سيلتقي يوم غد (الاثنين) الرئيس عون، وكلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة المستقيل حسان دياب، ونظيرته نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر».

كما سيزور الوزير الإيطالي مقر قيادة القوات الدولية العاملة في الجنوب، ويلتقي قائدها وكبار الضباط. وتزامنا، أعلن الجيش اللبناني عبر حسابه على «تويتر»، أمس، «وصول باخرة ايطالية وعلى متنها آليات هندسية ومستشفى ميداني».

في سياق منفصل، تسلّم فرع «المعلومات» في قوى الأمن الداخلي من مخيم البداوي، أمس، إيهاب ش. المشتبه في ضلوعه في جريمة كفتون الكورة، التي ذهب ضحيتها ثلاثة شبان من البلدة كانوا يسهرون على حمايتها.

وقالت مصادر أمنية إن «إيهاب سلّم نفسه للقوّة المشتركة بعد اشتباك سريع، بعدما أقنعه ضباط من القّوة بالاستسلام، فعمد إلى إسقاط سلاحه وتسليم قنابل يدوية كانت بحوزته. وقد اقتادت فرقة من فرع المعلومات المتشبه فيه إلى المديرية العامة للأمن الداخلي في بيروت للتحقيق معه».

وأشارت المصادر إلى أنّه «تم العثور على بصمات إيهاب في السيارة التي تركها مطلقو النار على الشبان الثلاثة في كفتون، فبادرت شعبة المعلومات إلى محاولة توقيفه. ولدى وصول القوة إلى محيط الشقة التي يقطنها بادر إلى إطلاق النار مما أدى إلى جرح أحد العناصر، ليتم بعدها التفاوض معه وإقناعه بتسليم نفسه، فحصل الأمر».

وتابعت: «إيهاب سبق أن سُجن بتهمة الإرهاب في وقت سابق بلبنان، وقضى محكوميته في السجون اللبنانية، وكان قد حاول قبلها الدخول إلى سورية للانضمام إلى مجموعات مسلّحة إلا أنه تم إلقاء القبض عليه لدى أحد الأفرع الأمنية للنظام السوري، فسُجن عاما واحدا قبل أن يُعمل على إطلاق سراحه وإعادته إلى لبنان».