هل ينجح دونالد ترامب في تكرار مفاجأة رئاسية 2016؟

شقيقة الرئيس تقول إنه بلا مبادئ... وأفراد عائلته «أبرز» المتحدثين بمؤتمر الجمهوريين

نشر في 24-08-2020
آخر تحديث 24-08-2020 | 00:04
أنصار ترامب في رحلة تأييد بالزوارق في بحيرة وينيبيسوكي أمس الأول (أ ف ب)
أنصار ترامب في رحلة تأييد بالزوارق في بحيرة وينيبيسوكي أمس الأول (أ ف ب)
عشية انطلاق المؤتمر الوطني للجمهوريين، لا تزال أجواء الانقسام الحزبي تسيطر على انتخابات رئاسية استثنائية، خصوصاً بسبب «كورونا»، الأمر الذي يزيد الغموض والتشكيك في استطلاعات الرأي التي تُظهِر أن دونالد ترامب لن يفوز باقتراع 3 نوفمبر.
يغتنم دونالد ترامب أي مناسبة للتذكير بأن الجميع تقريبا كان يتوقع له الهزيمة في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، غير أنه من الصعب اليوم إقناع المشككين بأنهم مخطئون وبأنه ما زال يحظى بفرصة الفوز بولاية ثانية في 3 نوفمبر.

وتعكس استطلاعات الرأي حذرا أكثر منها قبل أربع سنوات، على ضوء معطيات عدة غير مستقرة.

وثمة عوامل كثيرة تلقي بظلها على الحملة الانتخابية، وقد تنعكس على مسارها، وفي طليعتها جائحة أودت بأكثر من 170 ألف شخص في الولايات المتحدة، وأزمة اقتصادية حادة، وموجة تظاهرات احتجاجا على العنصرية وعنف الشرطة، وخصم ديمقراطي نادرا ما يغادر منزله في ديلاوير في ظل تدابير التباعد للحد من تفشي فيروس كورونا.

وبالرغم من هذه الظروف المتبدلة، يتفق المراقبون على أن ترامب لا يحظى بأي فرصة في الفوز بالتصويت الشعبي الذي خسره أيضا في عام 2016.

فولايتا كاليفورنيا ونيويورك، معقلا الديمقراطيين، وحدهما تمنحان المعارضة فارقا بملايين الأصوات، في حين أن شعبية ترامب متدنية جدا ولا تتخطى 40 في المئة.

غير أن الرئيس في الولايات المتحدة لا يُنتخب بالتصويت الشعبي على المستوى الوطني، بل بأصوات الهيئة الناخبة.

ففي 2016 تغلبت هيلاري كلينتون بنحو ثلاثة ملايين صوت على ترامب على المستوى الوطني، لكنه حقق فوزا ساحقا عليها بأصوات الهيئة الناخبة حيث فاز بـ 304 أصوات مقابل 227 للمرشحة الديمقراطية.

غالبا ما يؤكد ترامب أن استطلاعات للرأي أجرتها جهات خاصة تشير إلى أنه في موقع جيد للفوز بولاية ثانية.

غير أن آخر متوسط لاستطلاعات الرأي العامة الوطنية التي يجريها موقع "فايف ثيرتي إيت.كوم" يمنحه نحو 43 في المئة من الأصوات مقابل 51 في المئة لخصمه جو بايدن.

كما أن توقعات مجلة "ذي إيكونوميست"، التي يتم تحديثها يوميا، تمنح بايدن 88 في المئة من الفرص في الفوز بالرئاسة، مع حصوله على عدد حاسم من الأصوات في الهيئة الناخبة قدره 343 مقابل 195 لترامب، في حين يكفي جمع 270 صوتاً للوصول إلى البيت الأبيض.

ثمة بالطبع عوامل أخرى ينبغي الأخذ بها. فالجمهوريون يبدون تفاؤلهم بشأن انتعاش اقتصادي قد يضخ زخما في حملتهم، ويعقدون آمالا على التوصل إلى لقاح ضد فيروس كورونا.

ويطرح البعض الآخر احتمال أن يقوض بايدن بنفسه حملته بارتكابه إحدى هفواته المعهودة.

ويبقى هناك أخيرا احتمال تدخل أجنبي على غرار المساعي الروسية لزعزعة حملة كلينتون ودعم حظوظ ترامب عام 2016.

غير أن أستاذ التاريخ آلان ليشتمان الذي وضع نهجا من 13 نقطة لتوقع نتائج الانتخابات يأتي بنتيجة صائبة منذ 1984، يعتبر أن أيا من هذه العوامل لا يمكنه إنقاذ الرئيس المنتهية ولايته.

وقال "حتى في حال تحسن الاقتصاد، فهذا لن يبدل شيئا على الأرجح"، مضيفا "لدينا ركود في وسط عام انتخابي ونمو سلبي إلى حد أن الحظوظ تبقى ضئيلة جدا في أن يتمكن فصل إضافي من عكس هذا الاتجاه".

ولا تكفي الولايات المحسومة لترامب لجمع أصوات المندوبين الـ 270 الضرورية للفوز بالرئاسة.

وكما في كل مرة تقريبا، ستحسم الانتخابات في عدد ضئيل من الولايات الأساسية الكبرى، وربما في بعض الولايات الأصغر حجما.

وقال مسؤول في حملة الرئيس بيل ستيبيان متحدثا إلى صحافيين: "إننا بحاجة للفوز إما بويسكونسن أو ميشيغان أو بنسلفانيا. إذا فزنا في أي من هذه الولايات الثلاث وفي الولايات التي فاز بها الرئيس عام 2016، فإن جو بايدن سيبقى في قبو منزله".

وأوضح أستاذ العلوم السياسية ديفيد باركر أن الرئيس بحاجة إلى الاحتفاظ بجميع الولايات الأساسية تقريبا التي فتحت له طريق البيت الأبيض عام 2016، وهي ويسكونسن وميشيغان وبنسيلفانيا وفلوريدا وكارولاينا الشمالية وأوهايو.

وتابع باركر، الذي يدرّس في الجامعة الأميركية: "بإمكانه أن يخسر إحدى هذه الولايات والفوز رغم ذلك، لكن لا يمكنه خسارة اثنتين".

إلا أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى أن جو بايدن يتقدم على الرئيس في كل هذه الولايات، ويهدد خصمه حتى في تكساس التي فاز بها ترامب بفارق شاسع في الانتخابات الأخيرة.

واستبق ترامب انطلاق فعاليات المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري اليوم، وأعلن عن "اختراق علاجي كبير" لفيروس كورونا، وذلك غداة اتهامه "الدولة العميقة" في إدارة الغذاء والدواء FDA بالعمل على إبطاء اختبارات اللقاحات وتأخيرها إلى ما بعد الانتخابات المقررة في 3 نوفمبر.

وكانت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كايلي ماكيناني قالت إن ترامب سيعقد مؤتمراً صحافياً، مساء أمس، بحضور وزير الصحة والخدمات الإنسانية أليكس عازار ورئيس إدارة الغذاء والدواء وستيفان هان، "يتعلق باختراق علاجي كبير للفيروس الصيني"، الذي ارتفعت حالات الإصابة به في الولايات المتحدة إلى 5.65 ملايين، وأودى بحياة أكثر من 170 ألفاً.

عائلة الرئيس

وشنّ خصوم ترامب حملة لاذعة، بعد نشر برنامج الكلمات الرئيسية في المؤتمر الوطني الجمهوري.

وأظهرت صورة توضيحية نشرتها محطة "فوكس نيوز" المحافظة لأبرز المتحدثين في المؤتمر، أن ترامب وزوجته ميلانيا، ونجليه دونالد ترامب جونيور وإريك وابنتيه ميلانيا وتيفاني هم بين 12 متحدثا رئيسياً في المؤتمر.

وضمت اللائحة إلى جانب آل ترامب، نائب الرئيس مايك بنس، ومندوبة أميركا السابقة في الأمم المتحدة نيكي هيلي ورئيس الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفين ماكارثي والسناتورة جوني أرنست، أول من أدت خدمة قتالية في الجيش تصل إلى الكونغرس.

وفي شأن عائلي أيضاً أظهرت تسجيلات مسربة أجرتها ابنة شقيقه ماري ترامب، وصفت ماريان ترامب باري شقيقها الرئيس بأنه "قاسٍ وليس لديه أي مبدأ وغير جدير بالثقة، وتغريداته لعينة وكاذبة"، مؤكدة أنه "التحق بجامعة بنسلفانيا لأن شخصاً آخر أدى الامتحانات عنه".

وفي التسجيلات، التي نقلتها "واشنطن بوست" أمس الأول، هاجمت ماريان خصوصاً سياسة ترامب في مجال الهجرة، مؤكدة أن "كل ما يريده هو إثارة إعجاب قاعدته" الانتخابية.

سياسياً وفي أوج الخلافات حول التصويت بالمراسلة، تبنى مجلس النواب أمس الأول نصاً يقضي بمنح مساعدة بقيمة 25 مليار دولار لخدمة البريد وبوقف إصلاحات خلافية يرى الديمقراطيون أنها تهدد الاقتراع عن بعد.

مجلس النواب يوافق على تخصص 25 مليار دولار لإصلاح البريد
back to top