مصطفى الكاظمي يتوعد الميليشيات من البصرة ومستشار خامنئي يتهمه بخيانة الحسين
رفض رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي النزول من طائرته حين وصل إلى بغداد قادماً من رحلة طويلة إلى واشنطن أمس الأول، وطار على الفور نحو البصرة، الميناء الوحيد للبلاد ومركز صناعة النفط، ليقف على الانهيار الأمني وموجة الاغتيالات ضد الناشطين وتصاعد الاحتجاجات العنيفة التي ضربت جنوب البلاد ووصلت إلى حد قيام المتظاهرين بهدم مقرات الحركات الموالية لإيران بالبلدوزرات.وأنهى الكاظمي زيارته لواشنطن بلقاء أعضاء الكونغرس الأميركي، وودّعته نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب، ليطلب فوراً أن تكون وجهته منزل الطبيبة البصراوية رهام يعقوب التي قُتلت في موجة اغتيالات متصاعدة تستهدف منظمي الاحتجاجات المعارضين لنفوذ الفصائل المسلحة الموالية لإيران.وقال الكاظمي، في لقائه عائلة الضحية، إنهم قتلوها لأنها مثلت آيقونة للبصرة بأعمالها الخيرية ومساهمتها في تحديث المجتمع ومحاربة الفساد، في تصريحات وصفت بأنها الأوضح والأقوى، منذ توليه منصبه في مايو الماضي.
وتوقفت طائرة الكاظمي، حسب مرافقين له في رحلة طويلة دامت خمسة أيام، في بغداد للتزود بالوقود ولاصطحاب رئيس جهاز مكافحة الإرهاب عبدالوهاب الساعدي، ووزيرَي الداخلية والدفاع، قبل التوجه إلى البصرة لزيارة بيت يعقوب.وقال رئيس الوزراء للصحافيين من أمام بيت يعقوب، إنه سيعتقل في أقرب وقت قتلة الطبيبة وزميلها رجل الأعمال الشاب تحسين أسامة، وقتلة الباحث الأمني هشام الهاشمي، الذين سقطوا في موجة اغتيالات هي الأقسى منذ الهدوء النسبي الذي لوحظ مطلع الصيف، بعد سقوط سبعمئة قتيل وثلاثين ألف جريح، في احتجاجات الشتاء التي جاءت بالكاظمي إلى منصبه بديلاً لعادل عبدالمهدي. وقالت أوساط سياسية إن إيران غاضبة من الكاظمي بشدة إثر تصريحاته ومواقفه في زيارة واشنطن التي توجها بلقاء مثير مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.وكتب مستشار المرشد علي خامنئي، في افتتاحية بجريدة كيهان الطهرانية، أن الكاظمي يخون دماء الشهداء ويتمسك بالحاجة إلى قوات اميركية، ويتجاهل تضحيات الجنرال قاسم سليماني، الذي قتله الأميركان في مطار بغداد مطلع العام الحالي.وذكر شريعت مداري، وهو صحافي مقرب جداً من خامنئي، أن سليماني كان امتداداً لثورة الإمام الحسين بن علي، لافتاً إلى أن العراقيين قاموا بخيانة أخرى للحسين وعائلته.وأصدرت الحركات العراقية الموالية لإيران سلسلة بيانات دانت فيها اتفاقات الكاظمي وإعلانه أن الحاجة لا تزال متواصلة للجيش الأميركي في العراق، وأن جدولة الانسحاب قد تتطلب ثلاثة أعوام.ووجهت الفصائل المسلحة تهديدات بأساليب متنوعة متوعدة بطرد القوات الأميركية من العراق، مما يوحي بأجواء تصادم غير مسبوقة قد يشهدها العراق بعد زيارة الكاظمي لواشنطن والاتفاقات التي أُبرمت خلالها.وذكر خبراء أن واشنطن تعهدت للكاظمي بتجفيف منابع قوة الميليشيات، وتحدث المسؤولون عن أتمتة المعابر الحدودية، وإصلاح المصارف العراقية لضبط حركة البضائع والأشخاص والأموال، مما قد يعني قطع تمويل الميليشيات إلى حد كبير، والسيطرة تدريجياً على الطريق البري المفتوح حالياً بين طهران ودمشق عبر الأراضي العراقية.