أوقف عضوان، أمس، بـ «مجلس التنسيق الانتقالي»، الذي شكلته المعارضة البيلاروسية بعد الانتخابات الرئاسية التي رفضت نتائجها في 9 الجاري، في مينسك.

واعتقلت شرطة مكافحة الشغب سيرغي ديليفسكي وأولغا كوفالكوفا عند مدخل مصنع الجرارات في مينسك، وفق ما قال دينيس سادوفسكي القريب من كوفالكوفا. وديليفسكي هو رئيس لجنة الإضراب في هذا المصنع.

Ad

وأكد المكتب الإعلامي للمعارضة الاعتقال، مشيرا إلى أنه تم «في إطار إجراء إداري» قد يتعلق بالتظاهرة «غير المرخص لها»، التي جرت في مينسك أمس الأول.

كما اعتُقل بوكون أناتولي، الرئيس المشترك للجنة الإضراب في مصنع بيلاروسكالي للبوتاس، أيضا أمس في بلدة سوليغورسك الصناعية الواقعة على بعد 135 كيلومترا جنوب مينسك، وفق ما ذكرت لجنة إضراب عمال المناجم في هذه المدينة.

وكانت كوفالكوفا قد تقدمت مع عضو آخر في هذا المجلس هو المحامي ماكسيم زناك بشكوى إلى المحكمة العليا الجمعة الماضي من أجل إلغاء الانتخابات الرئاسية، التي فاز فيها رسميا ألكسندر لوكاشنكو بنسبة 80 في المئة من الأصوات. وأثار إعلان هذه النتائج التي اعتُبرت مزورة، حركة احتجاجية غير مسبوقة دخلت أسبوعها الثالث، مع مشاركة نحو 100 ألف شخص، خصوصا يومي 16 و23 أغسطس، في تظاهرتين في العاصمة مينسك.

وفي مؤتمر صحافي، أمس، ذكر «مجلس التنسيق» أنه لا يعرف مكان وجود كوفالكوفا وديليفسكي.

بيلاروسيا: توقيف قياديّين في «مجلس المعارضة»

وقالت ليليا فلاسوفا، عضوة هيئة رئاسة هذا المجلس، خلال المؤتمر الذي تم بثه على الإنترنت: «نحن نتعرض للضغط»، مشيرة إلى أن لجنة التحقيق استدعتها.

وأوضح المجلس، الذي يؤكد أنه مؤلف من 600 شخص، أنه طلب لقاء ممثلين عن السفارة الروسية في بيلاروسيا، لكنه لم يتلق ردا بعد. وترى المعارضة أن زعيمة الحركة سفيتلانا تيخانوفسكايا التي لجأت إلى ليتوانيا، قد فازت. وقامت بتشكيل «مجلس التنسيق» لتنظيم انتقال سياسي لتولي السلطة.

في غضون ذلك، جدد وزير الخارجية الألماني هيكو ماس أثناء زيارته لأوكرانيا، الدعوة الأوروبية لرئيس بيلاروسيا من أجل الموافقة على إجراء حوار لإيجاد حل لهذا «الوضع الحرج».

وذكر ماس «أعتقد أن لوكاشينكو يرى أن الشوارع امتلأت بالمتظاهرين في الأسابيع الأخيرة. ولذلك فإننا ندعو إلى عدم اللجوء إلى العنف واحترام حقوق المتظاهرين».

من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين: «حتى الآن نرى أنه لا استفزازات من المتظاهرين»، وأن قوات حفظ النظام البيلاروسية « قامت بشكل سليم جدا بمسؤوليتها».

وأضاف «نأمل أن يكون من الممكن في المستقبل تفادي ومنع اي استفزاز في هذا الصدد إذا لزم الأمر».

وظهر لوكاشينكو في فيديو، مساء أمس الأول، أثناء وصوله إلى مقر إقامته في العاصمة مينسك، على مسافة غير بعيدة من تظاهرات المعارضة، وهو يرتدي سترة واقية للرصاص ويحمل رشاش «كلاشنيكوف».

وفي الفيديو المنشور على حساب «تلغرام» التابع للرئاسة، ظهر لوكاشينكو (65 عاما) وهو ينزل من مروحية حطّت في مقر إقامته الرسمي، بعدما قام بجولة مع نجله نيكولاي (15 عاما) فوق المكان الذي احتشد فيه أنصار المعارضة بعد ظهر أمس الأول.

وقال الرئيس في فيديو آخر صُوّر أثناء الجولة: «لقد فروا مثل الجرذان»، في إشارة إلى ساحة الاستقلال، نقطة انطلاق التظاهرات، وهي خالية من المتظاهرين ليلا.