تحدث الشاعر رجا القحطاني عن بداياته وقصته الأولى في الشعر "فقد كانت بدايتي وميولي واهتمامي في الشعر تقريباً عندما كنت في السادسة عشرة من العمر، من خلال ترددي على مكتبة في المنطقة التي أسكن بها، ومواظبتي على ذلك، فأستعير الكتب من الشعر الفصيح والعامي، وكنت أجد نفسي مشدوداً إلى قراءة هذه الدواوين".

واستهل القحطاني حديثه في برنامج "نادي الثقافة" عبر إذاعة الكويت عمن ألهمه من الشعراء، قائلاً إن "الشاعر الذي شدني دائماً، وكان دائماً وما زال، وأجده في ذاكرتي، كلما جاء مجال للشعر هو أبو الطيب المتنبي"، ولا ننسى أن الشعراء في بداياتهم يبحثون عن الاستفادة من قصائده وكسب خبرة متراكمة.

Ad

وأوضح أن ديوانه "من وحي المتنبي"، لم تأت تسميته عبثاً، فهناك قصيدة فيه يناجي بها المتنبي، ويقارن بين الوضع السياسي في عصره حين كانت الدولة العباسية في مراحل ضعفها وتفككها، فكان المتنبي غير راضٍ عن هذا الوضع، لافتاً إلى أن الوضع مشابه إلى حد كبير لوضعنا السياسي في العالم العربي حالياً.

واستطرد: "كتبت قصيدة جاءت بعنوان الديوان الذي يجب اختياره بحذر وبدقة، وفضّلتُ أن أختار هذا العنوان الذي يعد متماشياً مع مضمون من خلال قصيدة المتنبي".

بحور في الشعر

ولم يخفِ القحطاني إعجابه بـ"القصيدة الأفضل" سواء كانت بالشعر الفصيح أو العامي، فقد تكون القصيدة العامية لكنها قوية وفيها إبداع، وقد تكون القصيدة الفصحى تقليدية وليس فيها روح، والعكس صحيح "فأنا لا أنظر إلى العنوان، بل إلى المضمون نفسه سواء في الشعر العامي أو الفصيح، لكن بالنسبة إليّ الشعر العامي المسمى بالشعر النبطي في منطقة الخليج والجزيرة العربية تربطه علاقة عضوية مع الشعر الفصيح، فهناك بحور في الشعر العامي النبطي مطابقة تماماً للشعر الفصيح بشكل غريب باستثناء طبعاً الجانب النحوي واللغوي لا يراعى في الشعر العامي بينما يراعى تماماً وبدقة من خلال القواعد والنحو في الشعر الفصيح".

بين الكيف والكم

وأوضح القحطاني أنه في مسألة النشر يحكمه الكيف، وأن الكم ليس مقياساً للإجادة والإبداع، بل الكيف هو مقياس التمكن في الشعر. وعن تجربته الصحافية، أفاد بأنها كانت مثمرة من خلال نشر موضوعات ومقالات تتعلق بمجال الشعر، وأيضاً من خلال استقطاب الشعراء الجدد.

وتحدث القحطاني عن مجموعة من الشعراء ورأيه بهم فقال "بالنسبة لجرير والفرزدق يحار الشخص في تفضيل أحدهما عن الآخر، فكان لهما شعر عرف بـالنقائض، لذلك من فوائد هذه القصائد المتبادلة بين جرير والفرزدق أنها تشكل مرجعاً مهماً في اللغة، وللباحثين في التاريخ، والوضع الاجتماعي".

وعن أحمد شوقي يقول القحطاني "يتميز شوقي بأن شعره أكثر غزارة، وأيضاً كتب مسرحيات شعرية، وكتب النثر على طريقة السجع".

رواد الحداثة

وقال عن بدر شاكر السياب، إنه أحد رواد الحداثة في الشعر العربي منذ منتصف القرن الماضي، لافتاً أنه يعكس معاناته الشخصية، وأبناء وطنه، وأيضاً يركز على البعد الإنساني في قصائده.

أما عن الشاعر محمود درويش فقال القحطاني، إنه ظل طويلاً يركز على قضية العرب الأولى "فلسطين".

وعن عاطفة الشاعر نزار قباني يقول القحطاني إنه من أروع شعراء العرب، وركز في قصائده على موضوع المرأة إلى زمن النكبة، قبل أن يتجه إلى المجال السياسي في قصائده، ويعد واحداً من أكثر الشعراء الذي تحدث ليس فقط في وصف جمال المرأة والتعبير عن الحب والعاطفة، بل أيضاً عن معاناة المرأة في الوطن العربي".