واشنطن ستسلّح الإمارات دون إخلالها بتفوق إسرائيل

● بنيامين نتنياهو : الاتفاق مع أبوظبي تحالف للمعتدلين ضد الراديكاليين
● مايك بومبيو: إيران لن تحصل على السلاح

نشر في 25-08-2020
آخر تحديث 25-08-2020 | 00:05
بومبيو ونتنياهو يزيلان الكمامات قبل بدء مؤتمرهما الصحافي المشترك في القدس أمس (ا ف ب)
بومبيو ونتنياهو يزيلان الكمامات قبل بدء مؤتمرهما الصحافي المشترك في القدس أمس (ا ف ب)
طمأن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إسرائيل، بأن الولايات المتحدة ستضمن احتفاظها بالتفوق العسكري في منطقة الشرق الأوسط بموجب أي صفقات سلاح أميركية مع الإمارات في المستقبل، كما طمأن أبوظبي بدعمها بكل ما تحتاجه من معدات من أجل الدفاع عن نفسها.
بعد نحو 10 أيام من الاتفاق بين إسرائيل والإمارات، وآمال أميركية وإسرائيلية بمزيد من تطبيع العلاقات مع دول المنطقة لتشكيل تحالف إقليمي قوي ضد العدو المشترك المتمثل بإيران، بحث أمس، وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مستهل جولته للمنطقة والتي بدأها في إسرائيل وتنتهي الجمعة المقبل، «قضايا الأمن الإقليمي المتعلقة بتأثير إيران الشرير، وإقامة علاقات بين إسرائيل ودول المنطقة وتعزيزها، والتعاون لحماية الاقتصادين الأميركي والإسرائيلي من المستثمرين الذين يشكلون ضرراً».

وخلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، أعرب بومبيو عن «أمله» بأن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات التي وعد بدعمها عسكرياً من أجل الدفاع عن نفسها. وأشار إلى الفرصة التي تنتظر شركاء المستقبل «للعمل جنباً إلى جنب والاعتراف بدولة إسرائيل». أضاف: «واشنطن ملتزمة قانوناً بضمان التفوّق العسكري النوعي الإسرائيلي في المنطقة، وسنظل ملتزمين بذلك»، لكنه أكد أيضاً أن الولايات المتحدة ستستمر في «دعم الإمارات بكل ما تحتاجه من معدات من أجل الدفاع عن نفسها»، مضيفاً: «كنا نقدم السلاح إلى الإمارات على مدار عشرين عاماً لحماية أنفسهم وشعبهم ونواصل ذلك في ظل التزامنا بتفوق إسرائيلي وأعتقد أننا نستطيع تحقيق الأمرين معاً».

وقال وزير الخارجية الأميركي، إن «الرئيس دونالد ترامب أوضح أن إيران لن تحصل على السلاح النووي»، معتبراً أن «حصول إيران على السلاح سيضر بالشرق الأوسط». كما رحب بومبيو بدعم إسرائيل ودول الخليج لقرار فرض العقوبات على طهران.

والتقى بومبيو لاحقاً نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي ووزير الدفاع بيني غانتس.

وبعد تل أبيب، من المقرر أن ينتقل بومبيو إلى السودان ثم البحرين فالإمارات، وفق المتحدث باسمه.

وأكدت وزارة الخارجية الاميركية، أن بومبيو سيلتقي خلال جولته رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك «للتعبير عن دعمه لتعميق العلاقات السودانية ـــ الإسرائيلية».

وذكرت «وكالة الأنباء السودانية» الرسمية، أمس، أن محادثات بومبيو في الخرطوم تتعلق بدعم الانتقال الديمقراطي في البلاد والعلاقات مع إسرائيل.

كما أوضحت الخارجية الاميركية، أنه سيلتقي ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، قبل الاجتماع بوزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان لبحث الاتفاق مع إسرائيل.

نتنياهو

من جهته، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الاتفاق مع الإمارات بأنها «نعمة للسلام والاستقرار الإقليمي ويَعِد بمرحلة جديدة في الشرق الأوسط». وأضاف «أعتقد أن ذلك ينبئ بحقبة جديدة حيث يمكن أن تقوم دول أخرى بالخطوة ذاتها».

وقال نتنياهو: «أشكر الرئيس ترامب لكل ما فعله لأمن إسرائيل».

ولفت إلى أن التحالف مع الإمارات هو«تحالف المعتدلين ضد الراديكاليين»، منوهاً بأن الاتفاق مع الإمارات هو بداية حقبة جديدة تتبعها دول عربية أخرى.

وأوضح نتنياهو أن الاتفاق مع الإمارات أمر منطقي «فنحن دولتان لديهما اقتصادان متقدمان وهذا طبيعي وفي ظل رعاية الولايات المتحدة هذا أعطى الاتفاق بعداً دولياً».

أما من جهة صفقات شراء الإمارات للأسلحة قال نتنياهو: «لم يتضمن الاتفاق موافقة إسرائيل على أي بند يمس تفوقها العسكري».

وتابع: «الاعتراض الإسرائيلي لا يزال قائماً. الإدارة الأميركية ستلتزم بتفوق إسرائيل العسكري كما فعلت خلال العقود الماضية منذ اتفاق السلام مع الأردن ومصر ولا شك لدي من أنها ستواصل ذلك».

وكان جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره، الذي سيزور المنطقة في جولة منفصلة بداية الشهر المقبل، قال إن الاتفاق بين إسرائيل والإمارات «يجب أن يزيد من احتمال» بيع طائرات F35 الأميركية إلى أبوظبي.

وفيما يخص إيران أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضاً بتعاطي واشنطن مع «التهديدات الإيرانية» وبحرصها على منع طهران من امتلاح سلاح نووي.

وقال إن «النظام الإيراني يريد السلاح لتسليمه للمتطرفين»، داعياً إلى إعادة فرض العقوبات عليه.

طهران

وفي طهران، كرّر الناطق باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زادة، أمس، موقف بلاده الذي يرى أن الاتفاق الإماراتي مع إسرائيل «خطأ استراتيجي» لكنه قلّل من تأثيره، معتبراً أن «إسرائيل أصغر من أن تشكل تهديداً لإيران».

وفي تحذير لدول أخرى قد توقع اتفاقات مماثلة، نصح خطيب زادة «دول المنطقة بألا تقتفي أثر الإمارات لأنها ستتحمل عواقب أي خطأ في الحسابات ناجم عن التطبيع مع إسرائيل غير القادرة على ضمان أمنها والتي لم تفِ بعهدها يوماً».

وزيرا الصحة

إلى ذلك، أجرى وزير الصحة ووقاية المجتمع الإماراتي عبدالرحمن بن محمد العويس اتصالاً هاتفياً أمس، مع وزير الصحة الإسرائيلي يولي إدلشتاين بحثا خلاله مسارات التعاون الثنائي في مجالات الصحة والبحث العلمي، وفق ما ذكرت «وكالة الأنباء الإماراتية» الرسمية (وام).

في غضون ذلك، يجتمع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هذا الأسبوع للضغط من أجل استئناف الحوار بين الحكومتين من أجل حل الدولتين.

وقال راب في بيان أمس،»لا تزال المملكة المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل واستقرارها، وكان الإعلان أخيراً عن الاتفاق بين إسرائيل والإمارات لحظة مهمة للمنطقة».

وأضاف: «تعليق إسرائيل لضم أراضٍ هو خطوة أساسية نحو تعزيز السلام في الشرق الأوسط. من المهم البناء على هذه الديناميكية الجديدة، وفي النهاية لا يمكن التفاوض على حل الدولتين اللازم لضمان تحقيق سلام دائم إلا بين حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية».

وزير خارجية بريطانيا يزور تل أبيب ورام الله للضغط للعودة إلى المفاوضات
back to top