مؤتمر الجمهوريين ينطلق... وفق «قواعد دونالد ترامب»

• مايك بومبيو يشارك من إسرائيل
• جو بايدن: السؤال عن القدرة العقلية لأي مرشح يزيد على 70 عاماً أمر مشروع

نشر في 25-08-2020
آخر تحديث 25-08-2020 | 00:04
مدخل قاعة استضافت إحدى فعاليات مؤتمر الجمهوريين في شارلوت أمس
مدخل قاعة استضافت إحدى فعاليات مؤتمر الجمهوريين في شارلوت أمس
وفق «قواعد وأسلوب» الرئيس الأميركي المثير للجدل دونالد ترامب، انطلق أمس المؤتمر الجمهوري العام، الذي سيعيد ترشيحه لولاية ثانية، متسلحاً هذه المرة بدعم المؤسسة الحزبية، لكن بعد 4 سنوات صاخبة أثارت سياساته خلالها الكثير من الجدل والانقسام.
انطلق المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، أمس، والذي يستمر أربعة أيام، وسيعيد خلاله الحزب «مبايعة» الرئيس دونالد ترامب ونائبه مايك بنس لولاية ثانية.

وتجري معظم فعاليات المؤتمر الجمهوري عبر الإنترنت، كما هي الحال في مؤتمر الحزب الديمقراطي غير المسبوق الأسبوع الماضي، لكن الجانب التقني لن يكون إلا بداية التغييرات المخالفة للتقاليد التي يدخلها ترامب وحزبه.

وعلى خلاف المؤتمرات التقليدية، حيث يبقى المرشّح بعيداً عن الأضواء بشكل كبير حتى الليلة الأخيرة، يتوقع أن تسلّط الأضواء على ترامب وكلماته طوال الأيام الأربعة للمؤتمر، الذي انطلق باجتماع للمندوبين الجمهوريين في تشارلوت بكارولاينا الشمالية للاستماع لخطابه الأول.

وفي استعراض للقوة يتخلى عن تقليد فصل الحملات الانتخابية عن منصب الرئاسة، سيلقي ترامب من البيت الأبيض خطاب قبوله ترشيحه رسمياً للرئاسة.

ورغم سلسلة العناوين السلبية، بما فيها تقدّم منافسه الديمقراطي جو بايدن، باستطلاعات الرأي واعتقال مدير حملته السابقة ستيف بانون وانتقاد شقيقته في تسجيلات سرية، يصرّ الجمهوريون على أن ترامب قادر على استنساخ فوز 2016 المفاجئ، ويأملون بأن يشكل مؤتمر تسميته رسمياً كمرشح للانتخابات المقررة في الثالث من نوفمبر، نقطة انطلاقة جديدة لحملته.

وظهرت وثيقة للحزب بأنه سيعيد تبني رؤية ترامب التي اطلق عليها «الولايات المتحدة اولا»، رغم الصخب الذي احدثه داخلياً وخارجياً خلال السنوات الأربع الماضية.

وإلى جانب مجموعة كبيرة من القادة الجمهوريين وحفنة روج لهم المحافظون كشخصيات حرب ثقافية، ستلقي زوجة ترامب ميلانيا خطاباً اليوم، وكذلك أبناؤه بمن فيهم دونالد جونيور ومستشارته إيفانكا وزوجة ابنه لارا.

وفي اليوم الأول من المقرر أن يلقي كلمة أيضا نائب الرئيس مايك بنس مع سفيرة الأمم المتحدة السابقة نيكي هالي وزوجين من ولاية ميسوري لوّحا بالبنادق ضد متظاهرين من حياة السود مهمة أمام مسكنهم.

وخلال مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» بثّت أمس الأول، توقع ترامب مؤتمراً مبهجاً جداً وإيجابياً»، متعهداً بخفض الضرائب وبـ«أفضل اقتصاد على الإطلاق». ودافع ترامب عن صراعاته المتزايدة والمحادثات المثيرة للجدل مع وسائل الإعلام، قائلاً: «لم أُعامل بعدالة، ولابد لي من المقاومة. ولو لم أقاوم بقوة، لما كنت أجلس هنا وأود أن أكون هادئا أيضاً».

ويواجه ترامب معركة صعبة أمام بايدن، الذي يستغل عدم الرضا عن طريقة تعاطيه مع أزمة الوباء والاضطرابات الناجمة عن اللامساواة العرقية والقلق من الأضرار الاقتصادية طويلة الأمد لتدابير الإغلاق الرامية لاحتواء الفيروس.

بومبيو

ومن المقرر أن يلقي وزير الخارجية مايك بومبيو خطابا اليوم لدعم ترامب خلال زيارة رسمية لإسرائيل، وسيكون مثل هذا التدخل السياسي المباشر من قبل وزير الخارجية أثناء وجوده في الخارج أمرا غير معتاد إلى حد كبير.

وبينما تحدث خلال مؤتمر الديمقراطيين جميع الرؤساء الديمقراطيين السابقين الأحياء، وكذلك المرشحان الرئاسيان السابقان هيلاري كلينتون وجون كيري، فإنه من غير المتوقع أن يتحدث الرئيس الجمهوري السابق جورج دبليو بوش الذي يعد من منتقدي ترامب.

وتقول التقارير الإعلامية إن ترامب الذي عزز صعوده من قطب العقارات في نيويورك إلى صدارة المشهد السياسي من خلال برنامجه التلفزيوني الواقعي «المتدرب» (ابرينتس)، لجأ إلى اثنين من منتجي البرنامج للمساعدة في التخطيط للمؤتمر.

ومن المتوقع أن يتضمن المؤتمر مزيدا من البث المباشر، وهو نهج يحمل فرصا ومخاطر، أكثر مما حدث خلال المؤتمر الديمقراطي.

وفي وقت لاحق، صوّت مندوبو الحزب لتبني ترشيح ترامب وبنس.

وعشية توجهه إلى كارولاينا الشمالية لافتتاح المؤتمر، سعى ترامب وكبار مساعديه إلى إضفاء مزيد من التفاؤل، ورسم صورة مناقضة للمؤتمر الديمقراطي، الذي انتهى لتوه، بوصفه بأنه «الأحلك والأكثر غضباً وكآبة» في التاريخ.

وبالمثل، يأمل الجمهوريون في الحصول على دفعة من إعلان ترامب، أمس الأول، عن «اختراق تاريخي في مكافحة فيروس كورونا وإنقاذ عدد كبير من الأرواح»، بمصادقة إدارة الأغذية والأدوية FDA على استخدام واسع النطاق لبلازما المتعافين لعلاج المصابين به.

ويأتي قرار FDA في توقيت يواجه فيه ترامب ضغوطاً هائلة لكبح تفشي الوباء، الذي عرقل دوران عجلة أكبر اقتصاد في العالم وألقى بظلاله على احتمالات فوزه بولاية ثانية بعدما كانت تبدو واعدة. ويُعتقد أن البلازما (مصل الدم) يحتوي على أجسام مضادة قوية يمكن أن تساعد المصابين في محاربة الفيروس بوتيرة أسرع، كما يمكن أن تسهم في الحد من التداعيات الخطرة للإصابة بالوباء.

وعلى الرغم من أن البلازما مستخدم حالياً في علاج المصابين في الولايات المتحدة ودول أخرى، لا يزال الجدل قائماً بين الخبراء حول مدى فاعليته، وقد حذّر بعضهم من آثار جانبية له.

بايدن وهاريس

وفي حين أشار وزير الصحة أليكس عازار إلى أن النتائج الأولية تبيّن أن معدّل البقاء على قيد الحياة أعلى بنسبة 35% لدى المصابين الذين تلقوا هذا العلاج، اتهم المرشح الديمقراطي للبيت الأبيض خصمه الجمهوري بـ«التخلي عن دوره» في وسط الأزمة الصحية.

وعشية المؤتمر الجمهوري، قال بايدن، خلال مقابلة مشتركة مع نائبته المحتملة كامالا هاريس: «لا ألومه على الأزمة الحالية، ألومه على التخلي عن دوره وعدم التعامل مع الحلول».

كما انتقد بايدن الأميركيين الذين يتذرعون بـ«حريتهم» لرفض وضع كمامات، غير آخذين بالأدلة العلمية على فاعلية هذه الاستراتيجية الجماعية في منع انتقال العدوى.

ورداً على هجمات خصمه المشكك في قدراته الذهنية، في حين أن صحة الرئيس البالغ 74 عاماً هي نفسها تثير مخاوف، قال بايدن (77 عاماً): «انظر إليّ وإليك سيّدي الرئيس، وقل لنا كيف حالنا؟»، معتبراً أن «السؤال عن القدرة العقلية لأي مرشح يزيد عمره على 70 عاماً أمر مشروع».

من جهتها، رفضت هاريس اتهامات ترامب المستمرة لها، ووصفتها بأنها «تهدف لتشتيت انتباه الشعب». وشددت المدعية العامة السابقة المتحدرة من أب جامايكي وأم هندية، على التزام بايدن من أجل المساواة بين السود والبيض، مؤكدة أنه «يعرف حقا معنى حياة السود مهمة»، في إشارة إلى الحركة المعارضة للعنصرية وعنف الشرطة.

الجدل لايزال قائماً حول فاعلية وآثار اعتماد بلازما المتعافين في علاج «كورونا» رغم اعتمادها من FDA
back to top