أكد المشرف على الإنتاج بشركة "هيونة" للإنتاج الفني والمسرحي، الفنان هاني الطباخ، أنه يترقب الموعد الرسمي الذي ستعلنه الجهات المختصة للسماح بعودة افتتاح المسارح، خصوصاً مع إلغاء ساعات حظر التجوال خلال أيام، ما يبشر بعودة المسارح قريبا عند دخول المرحلة الخامسة، أسوة بالعديد من دول المنطقة.

وأضاف الطباخ أنه مستعد للعودة مع الالتزام بكل الإجراءات الاحترازية والوقائية التي ستفرضها الجهات الصحية، من تعقيم وتباعد اجتماعي والتزام بنسبة حضور ربما تصل إلى 50 في المئة من حجم المسرح، مستطردا: "الجمهور هم أهلنا وإخواننا وأحباؤنا، ونحن سنكون أكثر التزاما بالتعقيم والتباعد، وعلى استعداد بتطهير المسارح على نفقتنا إذا لم تتولى إدارتها تلك المهمة، ولدينا حماس ورغبة في العودة والالتزام وإمتاع جمهورنا الذي اشتقنا له كثيرا كما اشتاق لنا".

Ad

وأوضح أن "هيونة" للإنتاج المسرحي استعدت بمسرحية جديدة يجري التجهيز لها حاليا للعرض بمجرد عودة الحركة المسرحية، من خلال عمل بعنوان "استنزال موضي وقماشة" وتدور حول المواقف الكوميدية التي تقع بين الزوجات أو "الشرايج" في المنزل الواحد، وهي من تأليف هيا الشعيبي وبطولتها إلى جانب الفنانة إلهام الفضالة، ويشارك في التمثيل الفنانون علي الفرحان وعبدالله الحمادي وثامر الشعيبي، ومجموعة من طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية الموهوبين الذين يستحقون فرصة حقيقية للظهور والإبداع.

وشدد الطباخ على أنه رغم جاهزية المسرحية فإنه لن يتجه للعرض بأحد مسارح المنطقة أو الخليج قبل العرض المحلي الذي يعتبر نقطة انطلاق قوية استنادا إلى قاعدة جماهيرية وشعبية كبيرة من محبي المسرح والنجوم المشاركين بالعمل، وهم أولى بالحضور والاستمتاع قبل الخروج في جولة خليجية.

ورشة كتابة

من جهته، أكد نائب مدير "مجموعة السلام الإعلامية" الفنان عبدالله المسلم أن المجموعة جاهزة للعروض المسرحية بالفترة المقبلة، وعلى استعداد تام لاعتلاء خشبة المسرح بنص جديد من انتاجها يعكف على كتابته حاليا والده الفنان القدير عبدالعزيز المسلم على رأس ورشة كتابة تضم المؤلفين محمد الكندري وأيمن الحبيل، كما يشارك بكتابة الأغاني الشاعران الغنائيان سامي العلي وساهر، في قصة تدور حول مستقبل الكويت.

وأضاف أنه سيشارك ببطولة العمل إلى جانب والده الفنان القدير والفنانة انتصار الشراح وغيرهم من الفنانين الجاري التعاقد معهم بالفترة الحالية، ترقبا لعودة المسرح، وسيكون العرض على مسرح النادي العربي الذي يستضيف عروض المجموعة والذي يتسم بسعة كبيرة تتجاوز الألف مقعد، وهو عدد كبير مقارنة بالمسارح العادية التي لا تتجاوز سعتها في المتوسط 500.

خسائر مادية

وحول احتمالية تكبد العروض المسرحية خسائر مادية في ظل تخفيف نسبة الحضور إلى 50 في المئة كما هو متوقع، أكد المسلم أن المسارح التي تضم 500 مقعد وستضطر للسماح لـ 250 شخصا فقط التزاما بالقرارات المرتقبة، من المتوقع أن تتكبد خسائر فعلية، فالعرض المسرحي الذي يقدر متوسط سعر التذكرة فيه بـ 10 دنانير، سيكون العائد منه في ليلة العرض الواحدة 2500 دينار، وهي قيمة لا تكفي تكلفة العرض المسرحي الواحد، الذي لابد ألا يقل مدخوله عن 4000 في الليلة لتسديد الأجور والتكلفة اليومية للعرض وإيجار المسرح.

وتوقع المسلم أن تكون عروض المجموعة في المساحة الآمنة نظرا لاتساع صالة العرض بالنادي العربي، بعيدا عن تكبد خسائر، وإن كان العائد سيكون أقل بالتأكيد من الظروف الطبيعية في حالة العرض الكامل، وهو ما سيقبل بتقليل حجم المشاركين بالعمل من فنانين وفنيين، مؤكدا أنه لن يتم المساس بالأجور أو الاتجاه لتخفيضها لأنها بالنهاية مجهود وأتعاب المشاركين بالمسرحية.

مجازفة

في المقابل، نأى الفنان القدير عبد الرحمن العقل بشركته الإنتاجية عن خوض تجربة المسرح في ظل قيود التباعد الاجتماعي التي تفرضها الجائحة، مؤكدا أن دخول المسرح في ظل نسبة الـ 50 في المئة يؤكد تكبد خسائر محققة، وهي مجازفة كبيرة ستجعل عدداً كبيراً من الشركات تحذو ذات الحذو وتؤثر السلامة في الابتعاد قليلا حتى تزول الجائحة ويعود المسرح بدون اشتراطات حول نسبة الحضور.

وأكد العقل أنه يشتاق جدا لجمهوره بالمسرح، وأن شركة "عبدالرحمن العقل وأولاده للإنتاج الفني" لا تتوانى عن إمتاع الجمهور بنصوص مسرحية قوية وهادفة، وكان آخرها مسرحية "رحلة بدينار ونص" التي قدمها على مسرح عبدالحسين عبدالرضا العام الماضي، بمشاركة الفنانين شهاب حاجيه وخالد العجيرب وريم أرحمة ورانيا شهاب من تأليف محمد الكندري وإخراج عبدالعزيز صفر.

وأوضح أن العمل الإنتاجي له قواعد وإلا خرج عن أصوله المتعارف عليها بالمجال، وأهمها الالتزام بعدم خوض تجربة خاسرة لسداد حقوق المشاركين بالعمل، وتحديد نسبة الحضور في ظل انخفاض أسعار التذاكر لن يأتي بعروض مربحة، كما أن الاتجاه لرفع سعر التذكرة التي تبدأ بـ 7 دنانير وترتفع إلى 30، لن يكون مجزيا، خصوصا في تلك الظروف التي يمر بها العالم، ولذلك فمن الصحيح الانتظار والترقب حتى تعود الاوضاع لسابق عهدها.