السودان يؤجل حسم «السلام» مع إسرائيل إلى ما بعد «الانتقالية»
اتصال بين وزيري الدفاع الإماراتي والإسرائيلي
لم يسمع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ما كان يتمناه خلال زيارته للخرطوم أمس، والتي كان الهدف منها إقناع السودانيين بأن يحذوا حذو الإمارات في اتفاقها مع تل أبيب، إذ استبعد السودان الاعتراف بإسرائيل قبل تنظيم انتخابات في عام 2022. والتقى بومبيو، أمس، خلال زيارته للسودان في إطار جولته الإقليمية، رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان.وأعلن حمدوك، إثر محادثاته مع بومبيو، أن حكومته "لا تملك تفويضاً" لاتخاذ قرار بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشدّداً على أهمية فصل هذا الموضوع عن عملية رفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.
ونقل الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الإعلام فيصل محمد صالح، عن حمدوك قوله، إن موضوع الاتفاق مع إسرائيل "سيتم التقرير فيه بعد إكمال أجهزة الحكم الانتقالي".واضاف البيان ان "بومبيو ناقش مع حمدوك أولوية رفع السودان عن لائحة الإرهاب والتطورات الإيجابية في العلاقات بين إسرائيل والسودان وأهمية التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة".وقالت الخارجية الأميركية، في بيان، إن بومبيو بحث مع البرهان «التعميق المستمر للعلاقات الثنائية بين إسرائيل والسودان وأهمية استمرار دعم الجيش للحكومة الانتقالية». وكان تحالف "قوى الحرية والتغيير" في السودان، والذي قاد الاحتجاج الذي أطاح الرئيس عمر البشير من الحكم العام الماضي، أكد في بيان أمس غداة اجتماع ليلي مع حمدوك، أن الحكومة الانتقالية غير مفوّضة قي قضية التطبيع، وشدد على "حـق الشعب الفلسطينـي في أراضيه وفي الحياة الحـرة الكريمة".من جهته، أكد بومبيو، الذي اعتبر أن "تحوّل السودان للديمقراطية فرصة لا تتكرر إلا مرة في الجيل"، دعم الإدارة الأميركية للعملية الانتقالية في السودان ولعملية السلام. وكان بومبيو وصل إلى الخرطوم في أول زيارة لوزير خارجية أميركي للسودان منذ 15 عاماً في زيارة استمرّت ساعات، وفي أول رحلة رسمية مباشرة بين تل أبيب والخرطوم اللتين لا تقيمان علاقات دبلوماسية، وما زال البلدان عملياً في حالة حرب.إلى ذلك، شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، خلال اجتماعه مع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، في مقر الرئاسة برام الله، على ضرورة "عقد اتفاق سلام مع الفلسطينيين أولاً"، بدل القفز بعيداً عنهم "نحو تطبيع العلاقات مع دول عربية"، رافضاً مبدأ السلام مقابل السلام الذي أعلنه نتنياهو.ووصل راب إلى المنطقة، حاملاً مبادرة لإقناع الفلسطينيين بالعودة إلى طاولة المفاوضات، لكن عباس اشترط أن تكون أي محادثات جديدة برعاية اللجنة الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، و"بمشاركة دول أخرى إن أمكن".وبينما اعترضت الخارجية الأميركية بشدة على استضافة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لاثنين من قادة حركة "حماس"، موضوعَين على لائحة الإرهاب الأميركية، في إسطنبول يوم 22 أغسطس، أجرى وزير الدولة لشؤون الدفاع الإماراتي محمد بن أحمد البواردي، أمس، اتصالاً هاتفياً مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس.وأفادت وكالة "وام" الإماراتية الرسمية بأن الوزيرين "أعربا عن قناعتهما بأن الاتفاق بين البلدين سيعزّز فرص السلام والاستقرار في المنطقة، ويمثل خطوة إيجابية في هذا الاتجاه"، متطلعَين إلى "تعزيز قنوات التواصل وتأسيس علاقات ثنائية راسخة لما يعود بالخير على البلدين والمنطقة".