الجمهوريون يجمعون بين الدعاية لدونالد ترامب وشعاراتهم

الرئيس الأميركي يحذّر من تزوير «الرئاسية» ويتهم الديمقراطيين باستغلال فيروس كورونا

نشر في 26-08-2020
آخر تحديث 26-08-2020 | 00:04
الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائب الرئيس مايك بنس في شارلوت أمس الأول (أ ف ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائب الرئيس مايك بنس في شارلوت أمس الأول (أ ف ب)
يحاول مؤتمر الحزب الجمهوري الجمع بين الدعاية لرئيس أقل ما يقال عنه بأنه غير عادي من خلال تبني استراتيجية دونالد ترامب غير التقليدية والمثيرة للجدل، وفي الوقت نفسه التمسك بشعاراته المحافظة التقليدية خصوصاً ثلاثية الوظائف وخفض الضرائب والحفاظ على النظام والقانون.
حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كلمته خلال اليوم الأول للمؤتمر العام للحزب الجمهوري أمس الأول من أنه قد يواجه تزويرا في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل.

وكرر ترامب مقولته بأن التصويت عن طريق البريد قد يؤدي إلى زيادة التلاعب بالانتخابات. ويعد التصويت البريدي عنصرا قديما في الانتخابات الأميركية، لكنه من المتوقع أن يكون أكثر شيوعا في ظل جائحة فيروس كورونا.

وقال الرئيس الجمهوري «السبيل الوحيد الذي يستطيعون به سرقة هذه الانتخابات منا هو تزويرها. لكننا سنفوز بهذه الانتخابات».

وقد بدأت فعاليات المؤتمر العام للحزب أمس الاول في مدينة تشارلوت بولاية كارولينا الشمالية، وقد تقرر تقليص الحضور وإجراء بعض الفعاليات عبر الإنترنت بسبب جائحة كورونا.

وكما كان منتظرا، أعلن الجمهوريون تسمية ترامب مرشحا رسميا للرئاسة لفترة ثانية، بعد أن قام نحو 330 مندوبا للحزب يمثلون 50 ولاية بالتصويت لتأييده في إجراءات تمت بحضور شخصي، خلافا لمؤتمر الحزب الديمقراطي الذي انعقد كاملا عبر الإنترنت قبل أيام.

وتستمر فعاليات مؤتمر الجمهوريين حتى الخميس حيث ينتظر أن يعلن ترامب قبول ترشيح الحزب في خطاب يلقيه في حديقة البيت الأبيض، وهي خطوة تلقى موجة انتقادات لكونها المرة الأولى لاستخدام ذلك المقر في إعلان قبول إعادة الترشيح.

وفي تشارلوت، لم تكن كلمة ترامب مدرجة في برنامج اليوم الأول لمؤتمر الحزب الجمهوري، إذ فوجئ الحاضرون عقب إعلان ترشيحه بحضوره إلى مقر المؤتمر، في خطوة يبدو أن الهدف منها إبداء اختلافه عن جو بايدن، الذي لا يخرج كثيراً بسبب الوباء ولم يشارك بمؤتمر الديمقراطيين في ميلووكي.

وأثنى ترامب في كلمته على سياساته الداخلية، ودعا إلى ترشيحه لولايتين إضافيتين لا واحدة فقط، على سبيل السخرية من الديمقراطيين.

وقال «إذا أردتم دفعهم حقا إلى الجنون، عليكم أن تقولوا 12 سنة إضافية، لأننا ضبطناهم يقومون بأشياء سيئة عام 2016. دعونا نرى ما سيحدث. علينا أن نكون حذرين للغاية لأنهم يحاولون القيام بأشياء سيئة مرة أخرى».

وتابع الرئيس «ما يقومون به هو استخدام (وباء) كوفيد- 19 لسرقة الانتخابات، وللاحتيال على الشعب الأميركي، كل شعبنا، في انتخابات نزيهة وحرة».

ورأى ترامب أن هذه أهم انتخابات في تاريخ الولايات المتحدة، وشدد على حاجة البلاد إلى «القانون والنظام» في ضوء الاحتجاجات العارمة التي أعقبت مقتل المواطن الأسود جورج فلويد بمدينة مينيابوليس، وحث المدارس والشركات على إعادة فتح أبوابها رغم الوباء.

وحذّر الرئيس الجمهوري من أنّه في حال فاز الديمقراطيون بالرئاسة فإنّ هذا سيعني «موت الحلم الأميركي»، ووصف اقترح بايدن غلق النشاط الاقتصادي لاحتواء تفشي فيروس كورونا بالجنون، معتبراً أنه سينهي نمو الاقتصاد والتوظيف وازدهار سوق الأسهم.

وتمثل الرسالتان محاولة من حملة ترامب لاستعادة ناخبي الضواحي، ولا سيما النساء، بعدما تخلوا عن الحزب الجمهوري بأعداد كبيرة في عهد الرئيس الحالي.

وقال مراقبون إن رسائل الجمهوريين في اليوم الأول لمؤتمرهم جاءت سوداوية ومتشائمة، في الهجوم على الديمقراطيين، ورسم صورة قاتمة لما يمكن أن تصير إليه البلاد إذا فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة.

وما زال هذا الاجتماع، وهو أصغر بكثير مما كان مخططاً له في الأصل، يمثل تناقضا مع مؤتمر الديمقراطيين الذين اختاروا شكلا افتراضيا بالكامل تقريبا بدلا من التجمع في ساحة الانتخابات بولاية ويسكونسن.

القانون والنظام

وقال الجمهوريون إن مؤتمرهم سيعرض رسالة أكثر تفاؤلا تؤكد على «القانون والنظام» وحقوق السلاح وتخفيضات ضريبية ورجال ونساء أميركا «المنسيين».

واختار الحزب عدم التصويت على وثيقة منصة تقليدية توضح بالتفصيل أهداف سياسته، وبدلاً من ذلك أكد أنه يدعم ما يفعله ترامب، الذي أطلقت حملة ترامب سلسلة أهداف رئيسية تتضمن وعداً بتوفير «عشرة ملايين وظيفة جديدة في عشرة أشهر».

بنس

وبعد إعادة ترشيحه، قال نائب الرئيس مايك بنس في مداخلة مقتضبة، «تحتاج أميركا إلى أن يبقى دونالد ترامب أربعة أعوام إضافية». وأضاف: «سمعت الأسبوع الفائت أن الديمقراطية على المحكّ، لكننا نعلم جميعاً أن الاقتصاد هو على المحكّ، والقانون والنظام هما كذلك».

إلى ذلك، أشاد النائب المحافظ مات غايتس بترامب باعتباره «أول رئيس لم يبدأ حرباً جديدة منذ عهد رونالد ريغان»، متهماً بايدن بأنه «شجع بحماقة عقوداً من الحروب دون فوز أو نهاية».

وسلط الجمهوريون الضوء على عدد من الأميركيين الذين سجنوا أو احتجزوا كرهائن في دول أجنبية من إيران وسورية وتركيا وفنزويلا ودول أخرى وتم إطلاق سراحهم بعد تدخل إدارة ترامب.

في كلمة نارية هاجمت فيها بايدن، اتهمت كيمبرلي غيلفويل، التي تجمعها علاقة عاطفية مع نجل ترامب، الديمقراطيين «بالرغبة في تدمير الأميركيين وكل شيء قاتلوا من أجله ويعتزون به»، مؤكدة أنه «يريدون الهبوط بكم إلى الضعف والتبعية وأيديولوجية الضحية الليبرالية إلى درجة أنكم لن تعرفوا هذا البلد أو أنفسكم».

لا عدالة ولا سلام

في غضون ذلك، تزايد الغضب غداة تجاوزات ارتكبتها الشرطة وضحيتها رجل أسود يُدعى جاكوب بليْك في ويسكنسن، في مأساة جديدة أججت الجمر المتّقد في حركة الاحتجاج التاريخية ضد العنصرية التي ولدت إثر مقتل الأميركي الإفريقي جورج فلويد اختناقاً في 25 مايو تحت ركبة الشرطي الأبيض ديريك شوفين.

back to top