أنهى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، جولة شرق أوسطية شملت أربع دول، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ركزت على عملية السلام بين العرب وإسرائيل بعد الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي وإيران.

وأجرى بومبيو لقاء مع مستشار الأمن القومي طحنون بن زايد، قبل اجتماعه مع وزير الخارجية والتعاون الدولي عبدالله بن زايد قادماً من مملكة البحرين، ثالث محطاته ضمن الجولة التي شملت أيضا إسرائيل والسودان.

Ad

وهنأ بومبيو قبل وصوله، عبر «تويتر» الشعب الإماراتي على «الاتفاق التاريخي مع إسرائيل»، ووصفه بأنه «أهم خطوة نحو السلام في الشرق الأوسط منذ أكثر من 25 عاماً». وأضاف: «نأمل في البناء عليه لتحقيق السلام في المنطقة».

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس، إن بومبيو بحث مع المسؤولين الإماراتيين القضايا الإقليمية والثنائية ذات الاهتمام المشترك، ويشمل ذلك التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا ووحدة منطقة الخليج ونفوذ إيران "الخبيث" في المنطقة.

وكان الوزير الأميركي أجرى، أمس الأول، محادثات عبر الهاتف مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يعتبر «مهندس الاتفاق» مع إسرائيل.

وذكرت «وكالة أنباء الإمارات» الرسمية (وام) أنّ «المسؤولَين ناقشا معاهدة السلام مع إسرائيل وآفاق تعزيزها بما يخدم أسس السلام والاستقرار في المنطقة».

البحرين

وفي المنامة، أكّد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة لوزير الخارجية الأميركي،أمس، «أهمية تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي وفقاً لحل الدولتين الذي يحقق السلام العادل والشامل والمؤدي الى قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».

ونقلت «وكالة أنباء البحرين» الرسمية عن الملك إشادته «بالدور المحوري الذي تضطلع به الإدارة الأميركية وجهودها الدؤوبة لدفع عملية السلام وإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة، ومواجهة التدخلات الايرانية في شؤون المنطقة»، مؤكداً «دعم مملكة البحرين ومساندتها لهذه الجهود».

وقال بومبيو، في تغريدة لاحقة، إنه ناقش مع ملك البحرين وولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة «أهمية بناء السلام والاستقرار الإقليميين، بما في ذلك أهمية وحدة الخليج ومواجهة النفوذ الإيراني الخبيث في المنطقة». كما التقى بومبيو بنظيره البحريني عبداللطيف الزياني، وأكد على الشراكة القائمة منذ فترة طويلة مع البحرين.

وقبل وصوله المنامة، كتب بومبيو على «تويتر»: «سعيد لوصولي إلى الخليج. نحتاج إلى اتحاد الخليج الآن أكثر من أي وقت مضى لمواجهة إيران وبناء سلام ورخاء دائمين». أضاف أنه من الضروري اغتنام زخم الاتفاق بين إسرائيل والإمارات.

والاسبوع الماضي، أكّد مسؤول بحريني لـ»وكالة فرانس برس» دعم المنامة لـ»الحقوق الفلسطينية»، مشدداً على أن «مملكة البحرين دولة ذات سيادة وقراراتها مدفوعة بمصالحها الوطنية».

ويرى محللون أنه حتى إذا فشل بومبيو في إقناع البحرين بإقامة علاقات علنية مع إسرائيل، فإنّه يمكن للمملكة أن تلعب دور الوسيط في المساعي الدبلوماسية الإقليمية.

وكان بومبيو قال في مستهل جولته الاثنين الماضي في تل أبيب، إنه متفائل بإمكان أن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات التي أصبحت في 13 أغسطس أول بلد خليجي يعلن عن اتفاق مع إسرائيل.

لكنه قوبل أمس الأول، برفض من السودان، الذي كان ضمن جولته الثانية، حيث قالت الحكومة إنها لا تملك «تفويضاً» لإقامة علاقات مع إسرائيل خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت سقوط الرئيس السابق عمر بشير ومن المفترض أن تستمر حتى عام 2022.

نتنياهو

وفي القدس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء أمس الأول، إن وفداً إسرائيلياً سيتوجه إلى أبوظبي الاثنين المقبل برفقة كبار مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإجراء محادثات بشأن تدعيم الاتفاق مع الإمارات.

وسيكون الاجتماع رفيع المستوى الأول بين الأطراف الثلاثة منذ أن أعلن ترامب التوصل لاتفاق في 13 أغسطس الجاري. ولا يزال الاتفاق بانتظار مفاوضات تتعلق بتفاصيل مثل فتح السفارات وروابط التجارة والسفر قبل توقيعه رسمياً.

وقال نتنياهو، في بيان، إن المستشار الكبير بالبيت الأبيض جاريد كوشنر ومستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط آفي بيركوفيتش ومسؤولين أميركيين آخرين سيسافرون مع الوفد الإسرائيلي الذي يرأسه مئير بن شباط، مستشار الأمن القومي لنتنياهو.

وأكد مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية مشاركة كوشنر وأوبراين وبيركوفيتش، وقال إن الممثل الأميركي الخاص بإيران المنتهية ولايته بريان هوك سيكون أيضاً معهم على متن الطائرة. وبات هذا الوفد يعرف إعلامياً بـ»فريق السلام».

وأكدت قناة «مكان» التلفزيونية الإسرائيلية، إن الوفد سيتوجه مباشرة من تل أبيب إلى أبوظبي على متن طائرة إسرائيلية، في أول رحلة تجارية على الإطلاق بين البلدين.

وقال نتنياهو، إن المحادثات ستركز على سبل تعزيز التعاون الإسرائيلي ـ الإماراتي في قطاعات مثل الطيران والسياحة والتجارة والمالية والصحة والطاقة والأمن.

وأردف قائلاً: «هذا اتفاق تاريخي. سيجلب محركات النمو، وآمل أن تنضم دول أخرى في منطقتنا إلى دائرة السلام».

ومع ذلك، فإن نقطة الخلاف الرئيسية الناشئة تتعلق ببيع الولايات المتحدة طائرات مقاتلة متقدمة من طراز F35 للإمارات، وهو ما عارضه نتنياهو، وفقا لموقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي ووسائل إعلامية أخرى، وقد تمثل القضية نقطة شائكة في المفاوضات. وخلال زيارة للمنطقة لإظهار الدعم الأميركي للعلاقات الإسرائيلية العربية، طمأن بومبيو إسرائيل بأنها ستحتفظ بتفوق عسكري في المنطقة بموجب أي صفقات أسلحة مستقبلية مع الإمارات.

وكانت صحيفة «إسرائيل هايوم» نقلت عن دبلوماسي إماراتي رفيع المستوى قوله إن زيارة بومبيو، هي جزء من جهود واشنطن لوضع حجر الأساس لقمة ستجري خلال الاسابيع.

وتابع الدبلوماسي الإماراتي، الذي لم يكشف اسمه، أن «القمة ستنعقد في إحدى دول الخليجية وأن الولايات المتحدة تحاول تأمين مشاركة البحرين وعمان والمغرب والسودان وتشاد، إلى جانب إسرائيل والإمارات».

وأشار إلى أن «الدول الأخرى، بما في ذلك السعودية ومصر والأردن، لم تؤكد بعد مشاركتها في القمة». وكانت «الجريدة» نشرت في يونيو أن إدارة ترامب أطلقت مساعي لعقد مؤتمر دولي حول السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في دولة خليجية، قد تكون البحرين، قبل موعد الانتخابات الأميركية الرئاسية في نوفمبر المقبل.

وأوضح المصدر وقتها أن ترامب قد يحضر المؤتمر بنفسه إذا تم التوصل إلى اختراق في نتائج الاتصالات الأميركية التي بدأت بالفعل مع إسرائيل والفلسطينيين والأردن ودول خليجية، مضيفاً أن واشنطن ستدعو نتنياهو و»رئيس الوزراء الثاني» بيني غانتس للمشاركة.

وكشف أن هدف المؤتمر سيكون إعلان إقامة الدولة الفلسطينية، إلى جانب دولة إسرائيل، حسب خطة ترامب للسلام المعروفة باسم «صفقة القرن».