توقعات بمعركة قانونية طويلة حول «رئاسية أميركا»

مع تواصل المؤتمر الوطني الجمهوري الذي يصل إلى ذروته اليوم بكلمة للرئيس دونالد ترامب يعلن فيها قبول ترشيحه، أثار تحذير وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون من معركة قانونية طويلة بعد الاقتراع في 3 نوفمبر مخاوف من اضطراب سياسي لا أحد يمكنه توقع نتائجه.

ونصحت كلينتون في مقابلة مع قناة «شوتايم» مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن بألا يقرّ بالهزيمة حتى لو أعلنت النتائج خسارته. مؤكدة أن «عملية فرز الأصوات سوف تطول»، داعية الديمقراطيين إلى الاستعداد لـ«عملية قانونية هائلة».

وأشارت كلينتون، التي خسرت عام 2016 أمام ترامب في إحصاء المجمّعات الانتخابية لكنّها فازت بالتصويت الشعبي بفارق نحو 3 ملايين صوت، إلى أنّ الجمهوريين يأملون الحصول على النتيجة التي يسعون إليها من خلال التصويت الشخصي خلال اليوم الانتخابي، وليس بالضرورة انتظار فرز أصوات متأخرة عبر البريد، معتبرة أن أمامهم «عدة سيناريوهات يتطلعون إليها، أحدها العبث بأصوات الغائبين ويعتقدون أنّ هذا الأمر قد يساعدهم في الحصول على هامش ضيّق في أصوات المجمّعات الانتخابية في يوم الانتخاب».

وفي الليلة الثانية من مؤتمره العام، حذر الحزب الجمهوري من أنه إذا وصل بايدن إلى البيت الأبيض فسوف يعاني الاقتصاد وستنقل الوظائف إلى الخارج وسيكون للصين اليد العليا وستتحول الرئاسة إلى «دمية في يد اليسار الراديكالي».

واختتمت الليلة الثانية من المؤتمر، مساء أمس الأول، بخطاب مطول ألقته السيدة الأولى ميلانيا ترامب من حديقة البيت الأبيض وأعربت فيه عن الأسى لمعاناة المتضررين بسبب وباء كورونا، وأشادت خلاله بأداء زوجها لحل هذه الأزمة.

وأضفت عارضة الأزياء السابقة لمسة ألطف على حملة إعادة انتخاب زوجها رئيساً لولاية ثانية، وذكّرت بقصة مغادرتها سلوفينيا ووصولها إلى الولايات المتحدة لتلقي الضوء على قضية المهاجرين والمساواة، مؤكدة أنها بعد عشر سنوات من إقامتها «في أرض الفرص» أصبحت مواطنة أميركية.

وعلى غرار الليلة الأولى من المؤتمر، كانت عائلة الرئيس تحت الأضواء، مع إلقاء نجليه من زيجات سابقة، إريك البالغ 36 عاماً وتيفاني البالغة 26 عاماً، أيضاً كلمتين. وأثنى إريك على والده، مؤكداً أنه سيحيي «روح» الولايات المتحدة وقريباً تحت قيادته سيتم إرسال الأميركيين إلى المريخ».

وفي واقعة لم يسبق لها مثيل، وجّه وزير الخارجية مايك بومبيو رسالة المؤتمر من خلال فيديو تم تسجيله في اليوم السابق خلال زيارة عمل للقدس، أشاد فيها بترامب، مؤكداً أن زوجته وابنه «أكثر أماناً وحرياتهما أكثر أماناً، لأن الرئيس ترامب وضع رؤيته أميركا أولاً موضع التنفيذ».

وقال وزير الخارجية، الذي جرت العادة أن يبقى بعيداً عن الأحداث الحزبية، في رسالة موجهة بوضوح إلى القاعدة الانتخابية الإنجيلية للملياردير الجمهوري، «مرحبا، أنا مايك بومبيو، أتحدث إليكم من مدينة القدس الجميلة»، مضيفاً: «الرئيس ترامب نفّذ رؤيته لأميركا. ربما لم تجعله يتمتع بشعبية في كل عاصمة حول العالم، لكنها نجحت».

وفي تصعيد للنزاع حول التمويل الفدرالي لخدمة البريد، بدأت ولايات نيويورك ونيوجيرسي وهاواي، أمس الأول، بمقاضاة إدارة ترامب بسبب إجراءات مزعومة تم اتخاذها لـتقويض الانتخابات.

في المقابل، واصل ترامب تحذيره من التصويت عبر البريد. وكتب في تغريدة جديدة أمس الأول: «من المستحيل على المراكز الانتخابية أن تجدول بشكل دقيق، 80 مليون بطاقة اقتراع غير مرغوب فيها».

وأظهر استطلاع نشرته قناة «بي بي إس نيوز أور» أن 43 في المئة من البالغين الأميركيين يرغبون بالتصويت عبر البريد في الانتخابات الرئاسية.

جاء ذلك، بينما شهدت ولاية ويسكونسن لليلة الثالثة على التوالي اشتباكات مسلحة في شوارع كينوشا أسفرت عن مقتل شخصين بالرصاص وإصابة ثالث في وقت مبكر، أمس، بحسب إدارة شرطة المدينة.

وبعد ليلة جديدة من النهب والحرق، أعلن حاكم ويسكونسن توني إيفرز حالة الطوارئ وتعهد بنشر 250 من أفراد الحرس الوطني بدل 100 بهدف استعادة الأمن والنظام في المدينة، التي عصفت الاحتجاجات بها يوم الأحد الماضي عندما أطلقت الشرطة النار على الأميركي الأسود جيكوب بليك فأصابته أمام أطفاله في ظهره وتسببت بشلله، بحسب والده. واشتبك المحتجون مع الشرطة حتى الساعات الأولى من فجر أمس وأضرموا النيران في المركبات والمباني وانتهكوا حظر تجول كان مفروضاً ليلة الاثنين للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن إطلاق النار على بليك. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب طلقات مطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل صوت لتفريق المحتجين الذين تحدوا حظر التجول وتجمعوا أمام مبنى محكمة ومتنزه مجاور في وسط كينوشا.

وفي ولاية أوريغون، أعلنت سلطات بورتلاند حدوث أعمال شغب واعتقلت أكثر من 20 شخصاً وأمرت المحتجين بالتفرق بعد إضرام النار في مقر رابطة الشرطة، التي شهدت 17 مواجهة على الأقل بين 29 مايو و19 أغسطس.