رغم الانتقادات الشديدة لاستخدامه مقر الرئاسة في دعايته الانتخابية، محا الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الخطوط الفاصلة بين السياسات الحكومية والحزبية، بإلقائه خطاباً غير تقليدي من البيت الأبيض من المقرر أن يعلن فيه قبول ترشحه لولاية ثانية.

ووسط تصاعد الاحتجاجات العرقية في ولاية ويسكونسن، وجّه الحزب الجمهوري رسالة قوية إلى الأميركيين تتعلق بالقانون والنظام، مصوراً ترامب، على أنه داعم لإنفاذ القانون.

Ad

وفي آخر أيام مؤتمر الحزب، خيّر الجمهوريون الناخبين بينه أو مواجهة الفوضى إذا ما وقع اختيارهم على منافسه الديمقراطي جو بايدن في اقتراع الثالث من نوفمبر المقبل.

وفيما رفع الحزب الجمهوري شعار «خطر الاشتراكية»، اعتبر نائب الرئيس مايك بنس أن انتخاب ترامب لولاية جديدة أمر بالغ الأهمية للحفاظ على القانون والنظام والنجاعة الاقتصادية، محذراً من أن بايدن لا يعدو كونه مجرد واجهة لليسار الراديكالي.

وقال بنس، في خطاب تزامن مع إرسال ترامب تعزيزات فدرالية للسيطرة على التظاهرات المستمرة في كينوشا بولاية ويسكونسن منذ إطلاق الشرطة على أميركي أسود عدة مرات في ظهره من مسافة قريبة يوم الأحد، «الحقيقة الصعبة هي أنكم لن تكونوا بأمان في أميركا جو بايدن».

وأضاف بنس، قبل انضمام ترامب إليه على المنصة ترافقه زوجته ميلانيا، «لأكن واضحاً، يجب أن يتوقف العنف سواء في مينيابوليس أو بورتلاند أو كينوشا. لقد مات الكثير من الأبطال وهم يدافعون عن حريتنا. نحن نرى الآن الأميركيين يضربون بعضهم بعضاً، وسننفذ القانون والنظام في شوارع هذا البلد لكل أميركي من كل عرق وعقيدة ولون».

نصب تذكارية

وتحدث بنس عند نصب فورت مكهنري التذكاري الوطني في بالتيمور بولاية ماريلاند. وسعى إلى إعادة تشكيل الرؤية المتعلقة بالاقتصاد متجاهلاً إلى حد بعيد ملايين الوظائف المفقودة بسبب جائحة كورونا.

واعتبر بنس أن «ترامب وضع الأمة على طريق الحرية والفرص منذ اليوم الأول. لكن جو بايدن سيضع أميركا على طريق الاشتراكية والانحدار»، مؤكداً أن «الأسبوع الماضي قال جو لا توجد معجزة قادمة، وما لا يفهمه على ما يبدو أن أميركا دولة المعجزات وهي على الطريق الصحيح للحصول على أول لقاح آمن وفعال لفيروس كورونا بحلول نهاية العام».

وضجت واشنطن بشائعات تتحدث عن رغبة ترامب في تغيير نائبه لإعطاء حملته دفعاً قوياً وطرح اسم سفيرة الأمم المتحدة السابقة نيكي هايلي، لكنه كافأ بنس على ولائه وعلاقاته الوثيقة بالمسيحيين البيض الأكبر سناً، الذين لعبوا دورا أساسياً في فوزه في 2016.

اختبار منشّطات

وفي مقابلة مع صحيفة «واشنطن إكزامينر»، أكد ترامب أنّه تفاجأ بالتحسّن الكبير الذي طرأ على أداء بايدن خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، مؤكداً أنّه سيطالب بإجراء «اختبار منشّطات» قبل مناظرته معه.

وبرّر ترامب تشكّكه في أن يكون أداء بايدن خلال المناظرة الأخيرة له مع السيناتور الاشتراكي البارز بيرني ساندرز في مارس طبيعياً، مضيفاً: «لقد شاهدته خلال المناظرات مع كلّ أولئك الناس. كان غير كفء، لكن ضدّ بيرني، كان عادياً. كيف يمكن تفسير ذلك؟».

ومن المقرّر إجراء المناظرة الأولى بين دونالد ترامب وجو بايدن في 29 سبتمبر، تليها مناظرتان في 15 و22 أكتوبر، في حين تجري الانتخابات في 3 نوفمبر.

قضية ويسكنسون

في غضون ذلك، أوقفت السلطات القضائية أمس الأول شابا من أنتيوك عمره 17 عاماً بتهمة قتل شخصين خلال اعمال عنف واسعة وقعت في مدينة كينوشا احتجاجاً على إطلاق شرطي النار على رجل أسود يدعى جايكوب بليك من مسافة قصيرة وأصابه بسبع رصاصات في الظهر أثناء محاولته دخول سيارته.

وبعد إجرائه مكالمة مع حاكم ويسكونسن توني إيفرز، كتب ترامب، في تغريدة، «لن نقف أمام النهب وإشعال الحرائق والعنف والفوضى في الشوارع الأميركية»، مبيناً أنه «أرسل قوات إنفاذ قانون فدرالية والحرس الوطني إلى كينوشا لإعادة إحلال القانون والنظام».

وتحدث بايدن مع عائلة بليك ودعا هو والأسرة إلى إنهاء العنف. ولكن على عكس ترامب الذي لم يعلق بعد علنا على إطلاق الشرطة النار، دعا بايدن إلى العدالة ودافع عن الحق في الاحتجاج.

وقال بايدن، في مقطع مصور نشرته حملته، «الاحتجاج على الوحشية حق وضروري للغاية، لكن حرق المجتمعات ليس احتجاجاً. إنه عنف لا داعي له».