كشفت دراسة طبية نشرت حديثا أن معدلات استهلاك التبغ للرجال في الكويت هي الأعلى في دول مجلس التعاون، وأن كلفة التبغ الإجمالية بلغت 1.45% من ناتج الدخل المحلي بما يعادل تقريبا 1609 ملايين دولار، وهي الكلفة الأعلى في دول المجلس.واوضحت الدراسة ان الدولة تتحمل 82% تقريبا من كلفة التدخين المباشر، كما أن الكويت هي الدولة الوحيدة من دول المجلس التي لم تطبق فرض الضريبة الانتقائية على منتجات التبغ حتى الآن.
وقالت مقررة البرنامج الوطني لمكافحة التدخين وعضوة اللجنة الخليجية للتبغ د. آمال جاسم في تصريح صحافي بمناسبة نشر نتائج دراسة الكلفة الاقتصادية للتدخين والتدخين السلبي في دول الخليج، إنه على الرغم من أن الكلفة الاقتصادية لتدخين التبغ في الخليج أقل نسبياً من تلك المشاهدة في الدول المتقدمة فإن تقدير الكلفة ينبغي أن يعزز عمل السياسات والبرامج الرامية لمكافحة التبغ وبالتالي تحقيق توفير كبير في الكلفة الاقتصادية.وأكدت أن هذه الورقة العلمية تعتبر الأولى وسيتبعها نشر ورقة أخرى خاصة بسياسات ضرائب التبغ في الخليج، مشيرة إلى أن الدراسة سيتم تحديثها كل 3 سنوات حسب الخطة المعتمدة من اللجنة بعام 2022.وأوضحت أن العمل بدأ في هذه الدراسة منذ عام 2017، وساهمت فيها قطاعات مختصة من كل من وزارة المالية، ووزارة التجارة والصناعة، وهيئة القوى العاملة، والإدارة العامة للجمارك، والإدارة المركزية للإحصاء، بالإضافة للبرنامج الوطني لمكافحة التدخين، والمركز الوطني للمعلومات الصحية.
تدخين التبغ
وأشارت جاسم إلى أن الورقة العلمية تناولت باستفاضة الكلفة الاقتصادية لتدخين التبغ في دول مجلس التعاون الخليجي، وتبين أن الكلفة الإجمالية لتدخين التبغ قدرت بحوالي 1.25% من اجمالي الناتج المحلي الإجمالي في دول المجلس، وهو ما يوازي تقريباً 43 مليار دولار (القوة الشرائية) تقريبا ما يعادل 14307 ملايين دولار، وشكل التدخين السلبي نسبة 20% من الكلفة، وقد كانت الفئة العمرية الأبرز تضرراً من التدخين هي فئة الذكور متوسطي العمر، وقد كانت الكلفة الأعلى مرتبطة بأمراض الجهاز التنفسي والسكري وأمراض القلب.وذكرت أن الدراسة بينت أن 70.4% من الوفيات الناتجة عن التدخين هي بسبب أمراض القلب، تليها الأورام بنسبة 14.2% وبعدها الأمراض التنفسية بنسبة 6%.مرض السكري
وذكرت أن من نتائج هذه الدراسة أن مرض السكري من النوع الثاني يعد السبب الأكبر في كلفة الأمراض الناتجة عن التدخين، وهو أمر استثنائي لدول مجلس التعاون وذلك لانتشار الإصابة بالسكري في المجتمعات الخليجية، حيث تقع جميعها ما عدا عمان ضمن أعلى عشر دول في العالم في معدلات الإصابة بمرض السكري.وأوضحت أن من النتائج الهامة التي بينتها الدراسة أن الفئة العمرية 30-34 سنة كانت كلفتها الناتجة عن التدخين السلبي أكبر من الكلفة الناتجة عن التدخين المباشر، ويمكن تفسير ذلك بأن هذه الفئة تعرضت عندما كانت في عمر أصغر للتدخين السلبي في فترة الطفولة وتظهر الآثار السلبية على الصحة في عمر أصغر نسبيا من آثار التدخين النشط المباشر.