القلب المخموم
![محمد العويصي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1556955806395198900/1556955806000/1280x960.jpg)
وهنا يحضرني موقف حادثة الإفك التي طعن فيها في شرف أمّنا أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، وزوجة نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، في هذه الحادثة أقسم أبو بكر الصديق ألا ينفق على قريبه الفقير "مسطح بن أثاثة" لأنه تكلم مع المنافقين في عرض أمنا عائشة، رضي الله عنها. فلما نزل قول الله تعالى: "وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبـُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ"، قال أبو بكر: بلى، والله إني لأحب أن يغفر الله لي فأرجع إلى قريبه مسطح النفقة التي كان ينفقها عليه.عجبا لبعض الناس كل يوم يغتسلون بالماء والصابون وينظفون أجسامهم جيدا، ويتعطرون ويلبسون أجمل الثياب وأغلاها لكن قلوبهم فيها شيء على إخوانهم، أو مملوءة بالحقد والحسد والكراهية والبغضاء والعداوة.كما يوجد بيننا ناس مرضى يعانون الفشل الكلوي شافاهم الله وعافاهم، هؤلاء المرضى يوميا يذهبون إلى المستشفى لغسل الكلى، فإلى مرضى القلوب أقول لماذا لا تغسلون قلوبكم؟وقد تسأل عزيزي القارئ: هل القلوب تُغسل؟ أقول، بنعم غسل القلوب كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما سئل: أي الناس أفضل؟ قال: "كل مخموم القلب، صدوق اللسان"، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد".أسال الله سبحانه وتعالى أن يطهر قلوبكم ويجعلها تقية نقية صافية وسليمة لأن القلب السليم سبب من أسباب دخول الجنة، كما قال عليه الصلاة والسلام عن رجل من أهل الجنة بسبب قلبه المخموم.