أعلن "غاليري مصر" انطلاق موسمه الفني الجديد بمعرض "أجساد غير مُروَّضة"، الذي يفتح أبوابه أمام الجمهور والفنانين اعتباراً من الأحد المقبل 6 سبتمبر المقبل، ويستمر حتى 24 من الشهر ذاته.

وفي المعرض الجديد تتشابك الخطوط والألوان لتنسج مجموعة من أجساد البشر، ومعها تصنع عالماً فسيحاً من الأسئلة الوجودية المهمة التي تشغل بال الفنانة التشكيلية وئام المصري، وتتشارك فيها مع المتلقي المتذوق لأعمالها الجديدة، عبر لوحات تقدم الفكرة من خلال الأجساد البشرية غير المروضة أو الجامحة، في رمزية تشير إلى الرغبة في الانفكاك من قيود العالم.

Ad

ويتوقع أن يحظى المعرض الجديد باهتمام كبير من جانب الجمهور والنقاد، على حد سواء، نظراً للأعمال المميزة التي تقدمها دائماً الفنانة المصرية في معارضها.

وتعكس اللوحات جرأة شديدة في تناول الفكرة الأساسية للمعرض، التي قد يراها المتلقي محاولة لفهم العالم بكل ما فيه من تفاصيل، وربما تستوقفه بعض اللوحات التي تطرح مزيداً من التساؤلات ذات البُعد الفلسفي العميق. وفي كل الأحوال تبقى ضربات الفرشاة أداة تترجم قدرة وئام المصري على توصيل رسائلها إلى كل من تقع عينه على لوحاتها البديعة، ليتفاعل معها ويتشارك مع الفنانة في هذه الحالة التفاعلية المميزة.

مضمون العرض

وفي هذا الإطار، تكشف الفنانة وئام المصري عن مضمون العرض بقولها: "أتوق إلى الحرية والخلاص، إذ تعتريني مشاعر كالعاصفة تعصف بي، مدينتي تنهار وتُبنى في لحظات، شظايا من هنا وهناك، الخلاص هنا، لكنها تضيق بي كلما اتسعت، فقد استفحلت وطغت حتى فرضت سطوتها على عالمي، تمزقت أجسادهم وتناثرت لا منطقياً، لا وجود للقدوة، بل تضاءلت إلى درجة التلاشي".

وتطرح تساؤلاتها عبر اللوحات، مستخدمة لغة الريشة والألوان، وكأنها تقول: "من يسن القيم والمثالية؟ ولماذا نسعى إلى كمال لا وجود له؟ ولماذا لا نتقبل أنفسنا كما نحن؟ ولا يتقبلنا العالم على ما نحن عليه؟".

قضايا ومفاهيم

من جانبه، يؤكد مدير "غاليري مصر" الفنان التشكيلي محمد طلعت، أهمية العرض المرتقب لما تمثله وئام المصري من شخصية فنية متفردة تميل دائماً إلى تناول قضايا ومفاهيم من الواقع، تشتبك خلالها مع سياقات اجتماعية معاصرة.

وقال: "تتميز التجربة الفنية لوئام المصري بالجرأة والموهبة عند تحويل أفكارها ومشاعرها إلى مشاهد تصويرية قادرة على استثارة المتلقي للتفاعل معها رويداً رويداً، حتى يصير جزءاً منها".

يُشار إلى أن وئام المصري مدرِّسة في كلية الفن والتصميم بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، وعُرضت أعمالها محلياً ودولياً في معارض ومهرجانات وبيناليات ومتاحف حول العالم مثل: البينالي الأول للكتاب بالمتحف القومي برومانيا (2018)، بيروت آرت فير (2018)، سمبوزيوم الأقصر الدولي في دورته العاشرة بمصر (2017)، بينالي بكين الدولي الخامس للفنون المعاصرة عام 2012 (الصين).

كما شاركت في العديد من المعارض الفردية والجماعية في مصر والخارج، وحصلت على أكثر من 25 جائزة ومنحة دراسية من مؤسسات مختلفة في مصر والخارج. وأعمالها ضمن المقتنيات الخاصة لدى العديد من المؤسسات مثل: مكتبة الإسكندرية، ومتحف الفن المصري الحديث، والمتحف الوطني القومي في بوخارست، إلى جانب مقتنيات خاصة لدى أفراد في مصر وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا والإمارات.