«كي بي إم جي»: الرؤساء التنفيذيون يركزون على كيفية تأمين المكاسب المناخية للإغلاق

نشر في 30-08-2020
آخر تحديث 30-08-2020 | 00:00
No Image Caption
حدد الرؤساء التنفيذيون للشركات الأكثر تأثيراً في العالم مخاطر المواهب باعتبارها أحد أهم التحديات التي تواجه النمو، وهم يدرسون مساهماتهم المجتمعية الأوسع والغرض من الشركة، ففي أول دراسة من نوعها لقياس مدى تغير أولويات واهتمامات الرؤساء التنفيذيين خلال أزمة كورونا العالمية، أجرت شركة كي بي إم جي دراستين استقصائيتين؛ إحداهما في بداية الجائحة في يناير الماضي، والأخرى في أغسطس الجاري.

ورأى الرئيس التنفيذي لـ «كي بي إم جي» أن جداول أعمال القيادات قد تغيرت بشكل جذري منذ بداية العام، إذ تسارعت الاتجاهات الحالية مثل العوامل (البيئية والاجتماعية والحوكمة) والعمل المرن والتحول الرقمي.

وعند التفكير في آفاق النمو على مدى السنوات الثلاث القادمة، أصبح 32 في المئة من الرؤساء التنفيذيين أقل ثقةً الآن مما كانوا عليه في بداية العام في الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، فإن الرؤساء التنفيذيين أكثر تفاؤلاً بشأن آفاق النمو في بلدانهم (ثقة بنسبة 45 في المئة)، وأكثر ثقة مرة أخرى بمرونة أعمالهم على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

وأشار الرئيس والمدير التنفيذي لـ «كي بي إم جي العالمية» بيل توماس إلى أن «التغيير الكبير في أولويات الرؤساء التنفيذيين على مدى الأشهر الستة الماضية هو مؤشر واضح على أن الشركات كان عليها أن تركز بسرعة فائقة على التعامل مع تحديات الجائحة».

وأضاف توماس أن قادة الأعمال في كل أنحاء العالم يسعون إلى إدارة عدم اليقين بحزم، وقد سرّعت هذه الأزمة الاستراتيجيات التي كانت قائمة بالفعل حول التحول الرقمي والمسؤولية الاجتماعية، لافتا إلى أن «هناك مجالات أخرى التخطيط للمستقبل فيها هو أصعب بكثير، ولا سيما التفكير في طرق العمل في المستقبل، وحل المشكلات، لذا ربما ليس مستغربا أن يركز الرؤساء التنفيذيون على أهمية المواهب لاستدامة أي أعمال مستقبلية والعمل على تنميتها».

النتائج الرئيسية

في يناير صنف الرؤساء التنفيذيون مخاطر المواهب على أنها وراء 11 خطراً آخر على النمو. ومع ذلك، فمنذ بداية الجائحة، ارتفعت المواهب لتكون أكبر تهديد لأعمالهم قبل سلسلة التوريد والمخاطر البيئية.

الأثر الشخصي

تأثرت الحالة الصحية لأربعة من كل عشرة من المجيبين عن الاستبيان (39 في المئة) أو صحة أحد أفراد عائلتهم، وغيّر 55 في المئة من المجيبين استجابتهم الاستراتيجية للجائحة نتيجة لذلك. كما تأثر المديرون التنفيذيون العالميون مالياً، إذ أشار نحو الثلثين (63 في المئة) إلى أنهم أجروا تغييرات على تعويضاتهم نتيجة لأزمة «كوفيد- 19».

مفتاح التحول الرقمي

استثمر الرؤساء التنفيذيون بكثافة في التكنولوجيا خلال الإغلاق، وهم يراهنون على الأبعاد الرئيسية للتحول الرقمي لجعل شركاتهم أكثر مرونة من الناحية التشغيلية، وتركيزا على العملاء، وشهدت أغلبية (80 في المئة) من القادة تسارع التحول الرقمي لأعمالهم خلال هذه الجائحة.

وكانت أكبر التطورات في التحول الرقمي للعمليات، حيث يقول 30 في المئة، إن التقدم قد وضعهم قبل سنوات في المكان الذي كانوا يتوقعون أن يكونوا عليه الآن، ومن المرجح أن يضع ثلثا الرؤساء التنفيذيين (67 في المئة) استثمارات رأسمالية في التكنولوجيا أكثر من الأشخاص، وهو رقم لم يتغير على الإطلاق منذ الاستطلاع الأول.

التركيز على الغرض

في وقت سابق من هذا العام، قال الرؤساء التنفيذيون، إن لمنظماتهم دورا أكبر في المجتمع، وقال ثلثا الرؤساء التنفيذيين (65 في المئة) إن الجمهور يتطلع إلى الشركات لملء الفراغ في التحديات المجتمعية، واتفق ثلاثة أرباعهم (76 في المئة) على أنهم كقيادات مسؤولون شخصياً عن التغيير في القضايا المجتمعية.

وأدت هذه الجائحة إلى تسريع تركيز التنفيذيين العالميين على أدوارهم في المجتمع، وأضافت المزيد من التدقيق في ممارسات الأعمال، إذ يشعر الرؤساء التنفيذيون أن التطورات الأخيرة جعلتهم يتساءلون عما إذا كانت أغراض شركتهم تلبي المعايير المتوقعة من أصحاب المصلحة، إذ قال 79 في المئة إنهم اضطروا إلى إعادة تقييم أغراض شركتهم نتيجة لأزمة «كوفيد -19»، كما أن نفس الأغلبية (79 في المئة) يقولون إنهم يشعرون بالصلة العاطفية الأقوى لأغراض منظمتهم منذ بدء الأزمة.

ووضع هذا التطور العوامل البيئة والاجتماعية والحوكمة بمقربة من صدارة جدول أعمال الرؤساء التنفيذيين، وحوّل نحو الثلثين (63 في المئة) من القيادات التركيز نحو العنصر الاجتماعي في العوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة خلال هذه الفترة من عدم اليقين العالمي. وبالرغم من زيادة التركيز على القضايا المجتمعية، فإن قطاعات كثيرة معرضة لخطر تغير المناخ. وتدرك مجموعة كبيرة من التنفيذيين (65 في المئة) أن إدارة هذا الخطر ستكون أساسية لتحديد نجاحهم، وتحديداً ما إذا كان بإمكانهم الاحتفاظ بوظائفهم على مدى السنوات الخمس المقبلة.

واختتم بيل توماس حديثه قائلاً: «إن أزمة كوفيد- 19 تعيد تحديد شكل القيادة الجيدة للأعمال، وتطالب الرؤساء التنفيذيين بأن القليل من الناس كان يمكن أن يتصوروا قبل أشهر قليلة، ولا تزال الاعتبارات البيئية مهمة، ولكن الأثر المجتمعي أصبح الآن أعلى بكثير على جدول الأعمال»، لافتا إلى أن «الرؤساء التنفيذيين أكثر ارتباطاً بهدف منظمتهم، وسبب وجودهم، ويستخدمونها لتوجيه قرارات أعمالهم خلال أوقات لا يمكن التنبؤ بها».

وشملت الدراسة مقابلات نوعية مع الرؤساء التنفيذيين لشركة هيلينيك للبترول، وشركة كيوسيرا، ومجموعة ناتويست (RBS سابقا)، وطومسون رويترز، ومجموعة سالسانو، وفيريزون للاتصالات، وزيوريخ للتأمين.

back to top