ألغت الإمارات قانون مقاطعة إسرائيل بعد إعلان البلدين تطبيع العلاقات بينهما في 13 أغسطس 2020 بوساطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفق ما أفادت «وكالة الأنباء الإماراتية» الرسمية (وام) أمس، عشية وصول كبير مستشاري ترامب وصهره جاريد كوشنر إلى أبوظبي، ضمن وفدٍ من المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين، على متن أول رحلة مباشرة لطيران «العال» الإسرائيلية من تل أبيب، في بداية جولة إلى المنطقة يسعى من خلالها كوشنر لإقناع هذه الدول بالمشاركة في حفل التوقيع الرسمي بين الإمارات وإسرائيل، والذي سيستضيفه البيت الأبيض قبل شهرين تقريباً من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية التي يسعى الرئيس ترامب جاهداً لإعادة انتخابه فيها.

وأكدت «وام»، أن «رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ألغى بمرسوم القانون الاتحادي رقم 15 لسنة 1972 في شأن مقاطعة إسرائيل والعقوبات المترتبة عليه، في أعقاب الإعلان عن معاهدة السلام مع إسرائيل».

Ad

وجاء في المرسوم أنه «سيتم السماح بدخول أو تبادل أو حيازة البضائع والسلع والمنتجات الإسرائيلية بكل أنواعها في الدولة والاتجار بها».

وأوضحت «وام» أنه «يمكن في أعقاب إلغاء قانون المقاطعة، للأفراد والشركات في الدولة، عقد اتفاقات مع هيئات أو أفراد مقيمين في إسرائيل أو منتمين إليها بجنسيتهم أو يعملون لحسابها أو لمصلحتها أينما كانوا، وذلك على الصعيد التجاري أو العمليات المالية أو أي تعامل آخر أياً كانت طبيعته».

وأضافت، أن المرسوم الذي أصدره الشيخ خليفة، يأتي «ضمن جهود دولة الإمارات لتوسيع التعاون الدبلوماسي والتجاري مع إسرائيل، ومن خلال وضع خريطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك، وصولاً إلى علاقات ثنائية من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي».

وأصبحت الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية تقوم بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد مصر (1979) والأردن (1994).

ولا يزال يتعين إجراء مفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والإماراتي حول تفاصيل تتعلّق بفتح السفارتين وروابط التجارة والسفر قبل التوقيع الرسمي على الاتفاق.

فريق كوشنر

يأتي ذلك في وقت تستعد شركة «العال» لتسيير أول رحلة مباشرة بين مطار بن غوريون في تل أبيب والعاصمة الإماراتية أبوظبي تقلُّ وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى يرأسه مئير بن شباط مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكبار مساعدي الرئيس ترامب بقيادة كوشنر ومستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط آفي بيركوفيتش والممثل الأميركي الخاص بإيران المنتهية ولايته بريان هوك.

وأكد ناطق باسم «العال»، أن موعد رحلة العودة من أبوظبي إلى تل أبيب سيكون بعد ظهر الثلاثاء.

ولا توجد خطوط طيران بشكل رسمي بين إسرائيل والإمارات، ومن غير الواضح إن كانت رحلة «العال» ستستطيع التحليق في أجواء السعودية، لتقليص زمن الطيران.

ويأتي كوشنر إلى المنطقة هذا الأسبوع في محاولة لإقناع العديد من القادة العرب بحضور حفل توقيع اتفاق التطبيع الأخير بين الإمارات وإسرائيل.

وأكدت مصادر دبلوماسية عدة ومصادر في الكونغرس لشبكة CNN الإخبارية الأميركية، أن كوشنر سيسعى لخطب ودّ العديد من الدول العربية لحضور «حفل واشنطن». ووفقاً لاثنين من هذه المصادر، أحدها مسؤول في البيت الأبيض، فإن من بين هذه الدول مصر والأردن والبحرين وعمان والسعودية والمغرب. وقالت المصادر، إن «بعض من تلك الدول المتردّدة تدرس إمكانية المشاركة وتفكر في المستوى الذي ستشارك به ومن ستسرسل».

وأوضحت المصادر، أن «نهج الإدارة في البيت الأبيض يتضمّن تحولاً في التركيز من السعي إلى إحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى إنشاء تحالف إقليمي بهدف صد العدوان الإيراني».

واختتمت المصادر أن كوشنر، سيسعى لحصول الإمارات على مقاتلات F35 الأميركية الصنع والتي يعارضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحؤول دون تخلّي بلاده عن تفوقها عسكرياً في المنطقة.

من ناحيته، قال وزير الزراعة الإسرائيلي ألون شوستر، إن إسرائيل تعمل على مشروعات مشتركة محتملة قد تساهم في تطوير الأمن الغذائي في الإمارات مثل تحلية المياه وزراعة المحاصيل في الصحراء.

وأضاف لإذاعة محلية في مقابلة بُثت أمس الأول، «بأموالهم وخبرتنا يمكن أن نقطع شوطاً طويلاً، مهمتنا هي تحويل هذا النموذج المدهش إلى واقع».

شينكر

وتترافق جولة كوشنر مع نهاية جولة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسبوع الماضي للمنطقة، ومع جولة جديدة سيقوم بها مساعد وزيرة الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر إلى المنطقة.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، أمس الأول، أن «شينكر سيزور الكويت وقطر ولبنان في الفترة من 28 أغسطس إلى 4 سبتمبر 2020.

وسيلتقي في الكويت بوزير الخارجية الشيخ أحمد الناصر، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم لبحث وحدة الخليج والأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي.

وفِي قطر، سيلتقي شينكر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن وكبار المسؤولين الحكوميين لمناقشة قضايا مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي.

وبعد غد سيسافر مساعد وزير الخارجية الأميركي إلى بيروت، حيث سيلتقي بممثلي المجتمع المدني، ويناقش جهود المساعدة الأميركية في أعقاب انفجار ميناء بيروت في 4 أغسطس، ويحضّ القادة اللبنانيين على تنفيذ إصلاحات تستجيب لرغبة اللبنانيين».