د. صقر الملا لـ «الجريدة•» : مشروع بإشراف هيئة الرياضة على القيد وتسديد الاشتراكات بالأندية

• في البداية... أعلنت الهيئة العامة للرياضة خطة لتطوير الرياضة، حدثنا عنها؟

- تشمل الخطة 5 عناصر، هي اللاعب والمدرب والإداري والحكم والإعلام الرياضي، وبسبب ظروف جائحة فيروس كورونا، تم تأجيل اتخاذ قرار بتشكيل فريق العمل المعني بتنفيذ خطة التطوير، وسيتم إصدار القرار في هذا الشأن خلال شهر سبتمبر.

• ما المدة التي تحتاجها هذه الخطة لتنفيذها؟

- لابد من الانتهاء من الإعداد العام للخطة خلال فترة من 3 إلى 6 أشهر، لكن التطبيق الفعلي لها يحتاج من 4 إلى 6 سنوات، وعلى سبيل المثال تم وضع 3 مستويات للمدرب، الذي يحتاج مدة عامين من أجل الانتقال من مستوى إلى مستوى أعلى.

برنامج تدريبي

• ما أهداف خطة التطوير؟

- تتمثل أهداف الخطة في الاهتمام بالعناصر الخمسة التي تم ذكرها سلفا، ومنها صقل خبراتهم وتدريبهم بشكل علمي مدروس، ومن أجل الايضاح هناك برنامج تدريبي متخصص للمدربين، كما أن هناك معايير للإداريين تتمثل في ضرورة التدرج بالمراحل السنية وصولا إلى الفريق الأول، إضافة إلى وجوب الحصول على دورات تدريب في العلوم الإدارية.

كما يجب ان يكون هناك سقف محدد للرواتب، فلا يجوز ان يحصل الإداري في المراحل السنية على مقابل مادي اكبر من الاداري في الفريق الاول، وهذه المعايير ستقضي على الواسطة والمحسوبية في تعيين الإداريين الذي يعتبرون حجر زاوية في المنظومة الرياضية.

5 لاعبين

• تم الاعلان سابقا عن دعم الرياضيين اللاعبين المتأهلين لأولمبياد طوكيو... هل لنا أن نعرف اوجه هذا الدعم؟

- تتمثل اوجه الدعم في تنفيذ برنامج إعداد البطل الاولمبي بشكل فعلي على الابطال الذين تأهلوا أو اقتربوا من التأهل، وقد دخل بالفعل 5 لاعبين في العاب القوى ممن باتوا قاب قوسين أو أدنى من التأهل، في معسكر خارجي لمدة 3 أشهر، كما تم تجهيز خطة الإعداد لأبطال الرماية الذين تأهلوا كذلك.

وبرنامج البطل الاولمبي ينقسم إلى شقين، الاول: توفير الاحتكاك للابطال المتأهلين للأولمبياد والاهتمام بهم، والثاني: اكتشاف المواهب بين اللاعبين من المراحل السنية المختلفة في السنوات المقبلة، والاهتمام بهم لصقل خبراتهم وتوفير الاحتكاك الجيد لهم مع مدارس رياضية مختلفة، وهو ما يضمن إعداد أبطال يستطيعون التأهل للدورات الأولمبية والمنافسة بشكل حقيقي في اللعبات التي يمارسونها.

مختبر فسيولوجي

• إذن نستطيع القول إن برنامج البطل الأولمبي يعتمد على المعسكرات الخارجية وتوفير الاحتكاك الجيد للاعبين؟

- بالطبع لا... فالبرنامج لا يعتمد فقط على المعسكرات الخارجية، فهناك اخصائي تغذية معني بوضع برنامج غذائي صحي للاعبين وقياس نسبة الدهون، وكذلك المختبر الفسيولوجي الخاص بمتابعة التطور الفسيولوجي بأجسام اللاعبين، كما ان هناك برنامج متابعة كاملا يحدد مدى التزام اللاعب بالمعسكر وتطور مستواه، الامر الذي يؤكد وجود متابعة دقيقة عن كثب لكل جانب من الجوانب الصحية والرياضية للاعبين الذين سيتم اختيارهم لدخول برنامج البطل الأولمبي.

• هل كان لفيروس كورونا تأثير على تنفيذ البرنامج وعلى ميزانيته؟

- كل مؤسسات الدولة تأثرت بالجائحة، شأنها شأن كل المؤسسات في أغلب دول العالم، لكن قطاع الرياضة بالهيئة عمل على اعادة توجيه الميزانية المخصصة بالشكل الصحيح لهؤلاء الابطال، وثمة لقاء قريب سيجمع مسؤولي الهيئة معهم، لتأكيد دعمهم وتسخير الامكانيات لهم من اجل تحقيق الاهداف المرجوة.

- أظن أننا سنكون قادرين على التكيف مع تقليص الميزانيات، لاسيما بعد اتخاذ قرار الغاء المعسكرات الخارجية الصيفية، إلى جانب عدم المشاركة في البطولات الخارجية في فترة الصيف.

• هل سيتم تقليص ميزانيات جميع الاتحادات بالتساوي؟

- من المؤكد أن الاتحادات التي تحقق إنجازات ولديها ابطال عالميون واولمبيون سيكون لها الاولوية في الدعم، في حين سنعمل على دعم الاتحادات الاخرى من أجل الارتقاء بها.

مساندة الأندية

• ما دور الهيئة في الاستثمار بالاندية والاتحادات؟

- قطاع الاستثمار بالهيئة العامة للرياضة عمل في العامين الاخيرين على حث ودعم ومساندة الاندية والاتحادات لمساعدتها في البحث عن الفرص الأفضل لاستثمار منشآتها، وعملت الهيئة على الانتهاء من الاجراءات الإدارية بشكل سريع، وبالفعل هناك العديد من الاندية والاتحادات التي تسير على الطريق الصحيح للانتهاء من هذا الامر. 

• هل سيتسبب الاستثمار في تقليص جديد لميزانيات الاتحادات والأندية؟

- لا، بالعكس، فالاستثمار يعد دعما إضافيا للأندية والاتحادات الرياضية، والمعروف أن دعم الاندية جاء بقانون، ولهذا هو واجب على الجميع، علما ان السواد الاعظم من دول العالم غير قادرة على تطوير الرياضة من خلال الدعم الحكومي فقط، بل عملت على الاستثمار من خلال قيامها بشراكة مع القطاع الخاصة.

• كيف ترى مستقبل الأندية مع الاستثمار فيما يخص النجاح في هذا الامر من عدمه؟

- هذا الامر يعود في المقام الاول إلى قدرة الاندية على الاستثمار وجذب المستثمرين، فأغلب الاندية تمتلك مواقع استراتيجية، كما انها تتواجد في مناطق سكنية، والهيئة تتعامل مع الأندية بعدالة مطلقة في هذا الجانب.

إنشاء أندية خاصة

• ما مدى إمكانية انشاء والترخيص لاندية شاملة في الفترة المقبلة؟

- من الصعوبة بمكان الترخيص بإنشاء اندية شاملة في الفترة المقبلة، وإنما التوجه السائد يتمثل في إنشاء أندية خاصة، وهي التي ستكون قادرة على تطوير الرياضة، كونها ستتعامل باحترافية تامة مع لاعبيها، عكس الحال بالنسبة للأندية الشاملة، فلاعبيها لهم أعمالهم الخاصة ووظائفهم في الفترة الصباحية بينما يتدربون في الفترة المسائية.

فكر رائع

• ما العلاقة بين الهيئة العامة للرياضة واللجنة الاولمبية الكويتية؟

- العلاقة بين الهيئة واللجنة يسودها تعاون مثمر بين الطرفين، وهي علاقة أكثر من رائعة، وهو الأمر الذي كنا نطمح له في السابق، وأؤكد أنه لو كانت العلاقة بين الهيئة واللجنة كما هي الآن لما تعرضت الكويت للايقاف الرياضي، علما أن رئيس اللجنة الشيخ فهد الناصر صديق قبل أن يتواجد في هذا المنصب، وهو صاحب فكر رائع، والأمر نفسه ينطبق على جميع أعضاء مجلس الإدارة.

• توقع البعض حدوث طفرة في الشأن الرياضي بعد رفع تعليق النشاط، لكن هناك خيبة أمل وترقب من البعض... فماذا تقول لهؤلاء؟

- نحن نتعامل مع بشر، وتبعات تعليق النشاط لن يتم إصلاحها في عام واحد، والكلام عن خيبة الأمل أمر غير صحيح، هناك فقط أمور سلبية بالنسبة لاتحاد كرة القدم، والهيئة من جانبها كانت تلبي جميع متطلبات الاتحاد، على الجانب الآخر هناك اتحادات مثل اتحاد السلة يشهد تطورا ملحوظا، وكذلك اتحاد اليد والعاب القوى والرماية والسباحة والرياضة النسائية.

الهيئة طرف محايد

• إلى متى ستظل الهيئة مغلولة الايدي في الاشراف على عملية قيد الاعضاء الجدد وتسديد الاشتراكات السنوية؟

- ما حدث من امور ظالمة في حق اعضاء الجمعية العمومية في العامين الماضيين، اكد ان الحكومة متمثلة في الهيئة العامة للرياضة هي طرف محايد يلجأ له جميع الاطراف التي تتعرض للظلم، ومن كان يطالبون في الماضي بعدم التدخل الحكومي كما يسمونه يطالبون به حاليا لإنصافهم، وهو في واقع الامر ليس تدخلا، كون الامر يتعلق بأموال، ولن نسمح أو نقبل باستمرار الظلم، وهناك مشروع سيتم طرحه على جميع الجهات الرياضية، لضمان وجود الهيئة خلال التسجيل والتسديد لرفع الظلم في الفترة المقبلة.

• لمسنا اهتماما بمركز الطب الرياضي بشكل غير مسبوق حدثنا عن الأسباب؟

- مركز الطب الرياضي هو إحدى الادوات الشديدة الاهمية نحو تطوير الرياضة، فعندما يبذل لاعب اقصى مجهود في التدريبات دون تغذية سليمة فسيعاني بالطبع من خلل في مستواه الفني والبدني، وسيكون معرضا بشكل دائم ومستمر في الاصابات، لذلك عملنا على توفير اخصائي تغذية في المركز لجميع الهيئات الرياضية لوضع برامج غذائية، للحفاظ على اللاعبين، والارتقاء بمستواهم الفني والبدني والصحي وتلافي الاصابات إلى حد كبير.

كما أن هناك مختبرا فسيولوجيا، إذ يتعين قبل انطلاق الموسم اجراء فحوصات فسيولوجية لجميع اللاعبين على غرار ما يحدث في الدول المتقدمة، وقد تم تطوير المختبرات الفسيولوجية والطبية الموجودة في مركز الطب الرياضي لتصبح مختبرات شاملة لاخضاع اللاعبين للفحوصات قبل بداية كل موسم وقبل انتقال اللاعب من ناد لآخر.

وعلى سبيل المثال تم منع بعض اللاعبين من ممارسة الرياضة كونها تمثل خطرا على حياتهم، كما أنه تم إخضاع أحد المحترفين للفحوصات التي أكدت إصابته بالتهاب الكبد الوبائي، وتم إبلاغ النادي بهذا الامر وبالتالي عدم التجديد له، وفي حال اردنا تطوير الرياضة فعلينا الاهتمام بالبيئة المحيطة، لذلك تم الاهتمام بمركز الطب الرياضي.

• متى ترى الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي النور وتباشر مهامها في ظل وجود الكثير من الشكاوى المرفوعة للنظر أمامها؟

- هيئة التحكيم الرياضي وفقاً للقانون رقم 87 لسنة 2017 الخاص بإنشائها تعتبر جهة مستقلة، ولا يجوز التدخل في أعمالها، لذلك تحديد موعد انطلاق ومباشرة أعمالها منوط بمجلس إدارتها، الذي انتهى من وضع النظام الأساسي، وحدد الإجراءات التحكيمية والنظم واللوائح الداخلية، وهو ما استغرق وقتاً طويلاً وجهداً مضنياً لإنجازه، الأمر الذي يُشكَر القائمون عليه.

أما فيما يخص الجانب المنوط بنا، كجهة حكومية، فقد قام وزير الدولة لشؤون الشباب مشكوراً بتخصيص مقر للهيئة الوطنية، كما وافق المدير العام للهيئة العامة للرياضة د. حمود فليطح على الميزانية الخاصة بها، ولم يتبق سوى بعض الإجراءات التي يتولى وزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري التنسيق حولها مع وزارة المالية، لتلبية بعض المتطلبات التي حددها مجلس إدارة هيئة التحكيم قبل البدء في مباشرة أعمالها.