سحبت السلطات البيلاروسيّة السبت اعتماد العديد من الصحافيّين الأجانب، بما في ذلك من وكالة فرانس برس، قبل تظاهرة جديدة احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسيّة.

وقال المتحدّث باسم الحكومة أناتولي غلاز، إنّ القرار اتُّخذ بناءً على توصية من وحدة مكافحة الإرهاب في البلاد، ولم يُحدّد عدد الصحافيّين المشمولين بالإجراء، لكنّ وسائل إعلام أجنبية بينها «بي بي سي» و«راديو ليبرتي» أفادت بسحب اعتماد العديد من صحافيّيها.

Ad

وقالت تاتيانا ميلنيشوك لفرانس برس «وزارة الخارجيّة البيلاروسيّة اتّصلت بي وأبلغتني بإلغاء اعتمادي واعتماد أحد زملائي بصفتنا مراسلين لبي بي سي، وطلبوا منّي إعادة بطاقتي».

وقال متحدّث باسم شبكة «بي بي سي»، «ندين بأشدّ العبارات هذا الخنق للصحافة المستقلّة»، داعياً السلطات البيلاروسيّة إلى «إلغاء قرارها» والسماح للصحافيّين «بأداء عملهم».

بدوره، قال مدير الأخبار في وكالة فرانس برس فيل شيتويند، إنّ «الحكومة أبلغت الصحافيّين البيلاروسيّين في وكالة فرانس برس بسحب اعتمادهم، لم يُقَدّم أيّ تفسير، ولا عِلم لنا بأسباب سحب الاعتماد»، وأضاف «ندعو سلطات بيلاروس إلى إعادة الاعتمادات، حتّى يتمكّنوا من مواصلة تقديم تغطية مستقلّة وغير منحازة للأحداث في بيلاروس».

من جهتها، ندّدت وكالة أسوشييتد برس السبت بـ «هذا الهجوم ضدّ حرّية الصحافة في بيلاروس» وبطرد اثنين من صحافيّيها إلى روسيا بعد سحب اعتمادهما، وقالت لورين إيستون، مديرة العلاقات الإعلاميّة في الوكالة الأميركيّة، إنّ «وكالة أسوشييتد برس تدعو الحكومة البيلاروسيّة إلى إعادة أوراق اعتماد الصحافيّين المستقلّين والسماح لهم بمواصلة تقديم تقارير للعالم عمّا يحدث في بيلاروس».

كما ندّدت رئيسة إذاعة «راديو ليبرتي» ديزي سينديلار بالقرار، قائلةً في بيان إنّ «سحب اعتماد صحافيّينا بلا سبب أو تبرير، هو إجراء يائس من حكومة استبداديّة لخنق وسائل الإعلام المستقلّة والسيطرة بلا هوادة على توفير معلومات موثوق بها في بيلاروس».

وقالت سفيتلانا تيخانوفسكا، أبرز وجوه المعارضة، إنّها ترى في هذا القرار «دلالة جديدة على أنّ النظام في حالة إفلاس أخلاقي وهو لا يحاول التمسّك بالسلطة إلا من خلال الخوف والترهيب».

وقالت السفارة الأميركيّة إنّها «قلقة» من استهداف الصحافيّين «بشكل مستمرّ» في بيلاروس، مندّدةً بـ «حجب وسائل الإعلام المستقلّة أو المعارضة» وبـ «انقطاع الإنترنت» و«الاعتقالات التعسّفية لمواطنين مسالمين»، ودعت مينسك إلى «ضبط النفس».

يواجه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو الذي يتولّى السلطة منذ عام 1994 حركة احتجاجيّة غير مسبوقة منذ انتخابات 9 أغسطس التي أعلن فيها فوزه الساحق بنحو 80% من الأصوات.

ونظّمت المعارضة تظاهرتين كبيرتين هذا الشهر، ودعت إلى احتجاج واسع النطاق الأحد.

وفرّت تيكانوفسكايا إلى ليتوانيا المجاورة بعد أن قالت إنّها هزمت لوكاشنكو البالغ من العمر 65 عاماً ودعت إلى تنظيم احتجاجات.

ورفض الاتّحاد الأوروبّي نتائج الانتخابات الرئاسيّة، قائلاً إنّه يستعدّ لفرض عقوبات على كبار المسؤولين البيلاروسيّين، حاضاً لوكاشنكو على الحوار مع المعارضة.

من جانبه، رفض لوكاشنكو تقديم أيّ تنازلات، مندّداً بمؤامرة غربيّة لإسقاطه.

وردّت السلطات على التظاهرات بحملة أمنيّة عنيفة دانتها جماعات حقوقيّة ورؤساء غربيّون.

وقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ وجرح المئات في أعمال عنف، بينما اعتُقل نحو سبعة آلاف.

واعتُقل العديد من الصحافيّين العاملين في بيلاروس لفترات وجيزة منذ الانتخابات.