• تخرجتِ في كلية الحقوق وعملتِ بالمحاماة فما سر اتجاهكِ إلى الفن التشكيلي؟

- "لنا في الفن حياة وأجنحة نعانق بها السماء" دائما أردد هذه العبارة بيني وبين نفسي، فقد أصابني الإحباط بعد أن تركت عملي وبلدي وكان الفن هو السبيل الوحيد للتغلب على هذا الشعور المؤلم وكان هو العلاج، وهو في الأساس حلم الطفولة الذي طالما حلمت بتحقيقه.

Ad

• هل صقلتِ موهبتكِ بدراسة متخصصة للفن لاحقاً أم اكتفيتِ بالموهبة؟

- تعمدتُ أن أعلِّم نفسي بنفسي وأحس بالألوان وأشعر بتأثيرها ونبضها وأجرِّب أنواع الخامات والفُرش والأدوات، كالطفل الذي يحاول اكتشاف العالم من حوله من دون تأثير أو تدخل من الآخرين.. فقط أنا وإحساسي واللوحة البيضاء والألوان. لكن في الوقت ذاته ربما أتجه إلى دراسة متخصصة مستقبلاً.

• ماذا يعني الرسم بالنسبة إليكِ؟

- يعني لي الحرية والانطلاق من كل قيد أو شرط. أجمل ما في الفن أنه ليس هناك قاعدة تسير عليها فيه، أنت من تضع القاعدة وأنت من تخرقها وتخرج عليها كالخروج على القانون!

وقد انعكست علي دراستي للقانون، فأنا امرأة تحب الالتزام بالقواعد في الحياة العادية، بالإضافة إلى كوني من أسرة محافظة، فكان الفن بالنسبة إليّ خروجاً عن النص والعُرف كما أنه يحررني من أي قيد.

• كيف استخدمتِ الفن كوسيلة لدمج النساء المهاجرات إلى أيرلندا بعد انتقالك للإقامة في هذا البلد؟

- درستُ وقرأتُ عن الألوان وتأثيرها العاطفي والنفسي، بالإضافة إلى قراءتي في علوم الطاقة والتأمل، ساعدني ذلك في فهم الحالة المزاجية النفسية للنساء وتحويلها من الحالة السلبية إلى بهجة وإيجابية، بالإضافة إلى ممارسة الفن كعلاج لي بشكل شخصي، أدركت أنه عندما تمارس الفن أو أي شيء تحبه تتجلى الروح وينشرح الصدر. معظمنا يمشي في الحياة بجسده ولا يدرك أن نفسه متعبة ولا تلحق به روحه! فقط تتجلى الروح عندما تتوقف للحظة عن إدمان التفكير، وتبدأ الاستماع لصوت الطفل الذي بداخلك. من هنا تعمدتُ أن تكون الورش الفنية التي أنظمها رجوعاً إلى الطفولة، حيث ركزت فيها على الاستمتاع بالألوان ولمسة الفرشاة على سطح اللوحة.

• حدثينا عن نتائج الورش الفنية التي قمتِ بتنظيمها.. إلى أي مدى أثمرت وأتت أُكلها؟

- عارضني البعض في البداية، وقالت لي سيدة "أنا لم ولن أمسك فرشاة وأرسم شجرة.. أنا لا أستطيع فعل هذا"، بعد انتهاء الورشة أصبحت هذه السيدة تلاحقني في أي ورشة جديدة وتكون أول الحاضرين.

أجمل اللحظات عندما تفاجأ السيدات بإنتاج رسمة جميلة بأيديهن، إذ لم يتوقعن أن عندهن هذه القدرة أصلاً. وأرى في أعينهن الثقة بالنفس وحب الذات، أو عندما تقول لي إحداهن إنها تشعر كأنها رجعت طفلة مقبلة على الحياة وقد عادت إليها الروح. ومن أجمل العبارات المتكررة التي يقلنها لي "لقد أزلتِ عنا غبار الغربة"، وهذا جوهر كوني فنانة، إدخال البهجة وإضفاء الجمال ليس فقط على اللوحات بل على نفوس البشر.

• ما المنطلقات الأساسية للوحاتك أو بمعنى أدق هل ثمة رسالة تحملها؟

- ترتكز لوحاتي على الألوان المبهجة التي تسر النفس، أحاول من خلال تركيبات الألوان والمواد المختلطة وملمس اللوحة البارز، جذب حالة من الهدوء والإحساس بالفرح والبهجة.

• للألوان سحر خاص في أعمالكِ... هل هذا جزء من هدفكِ في إشاعة البهجة لدى الجمهور المتلقي؟

- نعم، أنا شغوفة بالألوان النابضة بالحياة، وأعرف سر تأثيرها في نفسية المتلقي، لذا أسعى في كل عمل إلى تقديم الفرح والسعادة لأي شخص يشاهد أعمالي الفنية.

• لكِ أعمال مرسومة على الوسائد والأحجار... ما أوجه استخدامها في أغراض الديكور؟

- البيوت عناوين أصحابها. عندما كنت طفلة وأدخل بيتاً اقتنت صاحبته عملاً فنياً يدوياً أو صورة من عمل أصلي أنظر إلى هذه السيدة بانبهار وأحس فيها روح الأصالة. مهما كان العمل بسيطاً أو صغير الحجم كالأحجار سيضفي روحاً جميلة على البيت.

• تميل لوحاتكِ إلى المدرسة التأثيرية الانطباعية التي برع فيها الفنان الفرنسي كلود مونيه... مَنْ مثلك الأعلى في هذا المجال؟

- أقف أمام اللوحات الفنية للفنانين العظماء الذين ينتمون لأي مدرسة وأسرح فيها لدقائق وأتساءل: كيف كان يشعر الفنان وهو يقوم برسمها؟! فالفن تعبير عن الروح البشرية على مر الزمن.

كل قطعة فنية فريدة من نوعها مثل الفنان الذي صنعها، وهنا يكمن جمال الفن. وكل فنان هو نسخة أصيلة من ذاته وله بصمة خاصة. فقط أستطيع قول إنني لا أنتمي للمدرسة الكلاسيكية، بل إنني نسخة أصيلة من ذاتي.

• كيف أسهمت الطبيعة الخلابة بأيرلندا في اقتناص مواطن الجمال وصياغتها بريشتكِ؟

- أيرلندا جنه الله في الأرض. كان هذا أول تعليق لي عندما جئت إلى بلد يسحر العيون بجماله خصوصاً إذا أشرقت فيه الشمس! وقد تأثرت بجمال الطبيعة فيها ووضوح الألوان، وحاولت أن أجسد إحساسي هذا في اللوحات من خلال الألوان النابضة بالحياة.

• ما أبرز المعارض الفنية التي شاركتِ فيها؟

- شاركت في معارض كثيرة في أيرلندا، وأشترك هذا العام في معرض دبي الدولي، وأتمنى أن أشارك قريباً في معارض مصرية.

• ما المشروع الفني الذي تحلمين به؟

- لا يقتصر الرسم عندي على لوحات فقط نقتنيها لتلائم ألوان غرفة المعيشة، لكن أن أضيف أثراً طيباً على روح إنسان وأرسم على وجهه ابتسامة وأضيف البهجة والأمل للنفوس. كما أسعى لتوسيع الورش الفنية وإقامتها في أكثر من بلد وإقامة معرض خاص بي.