العراق: تصاعد الهجمات يرفع الصوت ضد «السلاح المنفلت»

نشر في 31-08-2020
آخر تحديث 31-08-2020 | 00:05
مسلمون شيعة يؤدون مراسم عاشوراء أمس في كربلاء     (رويترز)
مسلمون شيعة يؤدون مراسم عاشوراء أمس في كربلاء (رويترز)
تصاعدت الهجمات التي يعتقد أن فصائل شيعية عراقية تقوم بها ضد القوات الأميركية، دون أن يصل الأمر إلى ايقاع ضحايا أو إصابات في صفوف الأميركيين، كذلك دون أن تتبنى جهة واضحة الهجمات، مما يقيّد قدرة واشنطن والحكومة العراقية على الرد.

وتزامناً مع إقرار إدارة الرئيس دونالد ترامب، أمس الأول، بأنها ستسحب ثلث الجنود الأميركيين من العراق البالغ عددهم أكثر بقليل من 5 آلاف جندي في غضون أشهر، تعرضت المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد، إلى هجوم صاروخي.

وقالت خلية الإعلام الأمني، إن صاروخاً من نوع كاتيوشا سقط على منزل فارغ داخل المنطقة المحصنة. لكن حساب «صابرين نيوز» على تلغرام الذي يروج للفصائل الشيعية المسلحة قال، إن أربعة صواريخ استهدفت القاعدة العسكرية الأميركية في السفارة الأميركية.

كما أشار الحساب إلى استهداف رتل محمل بالإمدادات اللوجستية تابع للقوات الأميركية على الخط السريع قرب جسر النيل بين الحلة والديوانية.

وجاء تصاعد الهجمات بطريقة تضر بهيبة الأجهزة اللأمنية مع تنامي الدعوات إلى ضبط «السلاح المنفلت».

فقد طالب «تحالف القوى» السني أمس الأول، رئيس مجلس الوزراء مصفطى الكاظمي بالإسراع بحصر السلاح بيد المؤسسات العسكرية.

وقال بيان للتحالف، إن سلاح الميليشيات «أصبح خطيراً على أمن المجتمع وأمن المؤسسات الرسمية».

وشدد على أن «احتكار الدولة وحدها للسلاح ورد في البرامج الوزارية لكل الحكومات المتعاقبة، وآخرها حكومة الكاظمي، وحان أوان العمل من أجل تنفيذ هذا الهدف من دون تلكؤ».

وكان رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، تعرض إلى حملة بسبب اعتباره خلال مقابلة تلفزيونية أن «السلاح المتفلت» بات ظاهرة موجودة فقط عند المكون الشيعي.

وأوضح الحلبوسي، أن «السلاح المنفلت يقع بيد طرفين الأول تعنى به الفصائل المسلحة والثاني تعنى به بعض العشائر والعصابات وكلهم من لون واحد». وعقب: «جميع هذه الأطراف تنتمي للشركاء الشيعة». واتهم عضو «تحالف الفتح» غضنفر البطيخ، الحلبوسي بـ»الطائفية». في المقابل، قال رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، أمس الأول أن حكومته تراهن على جهاز مكافحة الإرهاب المدرب أميركياً والذي يقوده الفريق أول الركن عبدالوهاب الساعدي، وهو ضابط شيعي يحظى بشعبية خصوصاً لدى المحتجين الذين يطالبون بإصلاحات سياسية واقتصادية منذ أكتوبر، والذي أبعده رئيس الحكومة السابق عادل عبدالمهدي قبل أن يعيده الكاظمي إلى المنصب.

وكان الكاظمي أجرى زيارة تفقدية إلى مقر الجهاز وكان في استقباله الساعدي. وفي بيان عن مكتبه، شدد رئيس الحكومة العراقية على أن «جهاز مكافحة الإرهاب يحظى بثقة العراقيين، لما حققه من بطولات ومآثر في الحرب ضد عصابات داعش الإرهابية، والتعامل الإنساني لمقاتليه مع أهالي المناطق التي تحررت من الإرهاب وشعورهم بالأمان تجاههم».

وبيّن الكاظمي، أن «الجهاز قد نال سمعة دولية أيضاً، ويجب العمل على تعزيز هذه السمعة، وضرورة ترسيخ مبدأ العقيدة الوطنية في عمل الجهاز، وأيضاً باقي الأجهزة الأمنية».

وأشار القائد العام للقوات المسلحة، إلى «التحديات التي تواجه العراق في المرحلة الراهنة، وحرص الحكومة على مواجهتها وتذليلها، وتصحيح الكثير من المسارات الخاطئة، للمضي قدماً بالبلاد».

وأكد الكاظمي، مخاطباً ضباط الجهاز، أن «رهان الحكومة اليوم عليكم وعلى قواتنا الأمنية البطلة، في التصدي لكل ما يهدد أمن واستقرار المجتمع وأفراده».

في سياق قريب، أقر السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي في حوار مع موقع ألمونيتور الأميركي بأن العراق تحول إلى ساحة صراع بين إيران والولايات المتحدة لكنه وجه اللوم إلى واشنطن في ذلك بقتلها الجنرال قاسم سليماني عندما كان «ضيفاً» على الحكومة العراقية.

back to top