دونالد ترامب سيزور مدينة كينوشا ... وقتيل في «اشتباك انتخابي»

الديمقراطيون ينتقدون قرار الاستخبارات وقف إحاطة الكونغرس بمعلومات أمنية حول «الرئاسية»

نشر في 31-08-2020
آخر تحديث 31-08-2020 | 00:00
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتفقد الحرس الوطني في لايك تشارلز أمس الأول (أ ف ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتفقد الحرس الوطني في لايك تشارلز أمس الأول (أ ف ب)
بعد تفقده أضرار إعصار لورا المدمر في لويزيانا وتكساس، قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارة مدينة كينوشا في ولاية ويسكونسن، التي تشهد موجة احتجاجات عارمة منذ إصابة المواطن ذي الأصول الإفريقية جايكوب بليك بجروح بالغة برصاص شرطي أبيض.
في أوج احتجاجات عرقية لم تشهدها الولايات المتحدة منذ عقود، أججها أخيراً إصابة الشرطي الأبيض روستن شيسكي لمواطنه الأسود جايكوب بليك أمام أعين أبنائه الثلاثة، سيتوجه الرئيس دونالد ترامب غداً إلى مدينة كينوشا في ولاية ويسكونسن.

ووفق المتحدّث باسم البيت الأبيض جود دِير، فإن ترامب سيلتقي مسؤولين عن قوّات الأمن في كينوشا، وسيتفقّد أيضاً الأضرار الناتجة عن أعمال الشغب في المدينة ذات الأغلبية البيضاء، التي تحولت إلى أحدث بؤرة ساخنة في صيف اتسم بمظاهرات في جميع الأنحاء وبلغت ذروتها مساء الثلاثاء عندما أطلق شاب يبلغ من العمر 17 عاماً النار في ظروف غامضة على متظاهرين، مما أسفر عن مقتل شخصين.

ومع انتشار الغضب في كينوشا بسبب إقالة الشرطي الأبيض دون توقيفه أو اتهامه، واصلت التأهب وحدات الحرس الوطني، التي استعان حاكم ويسكونسن توني إيفرز بالمزيد منها لمساعدة سلطات إنفاذ القانون على منع تجدد الاضطرابات واستعادة النظام، في حين انضم نحو 1000 شخص إلى مسيرة طولها ميل واحد في كينوشا، مرددين هتافات «حياة السود مهمة» و»لا عدالة، لا سلام».

اشتباك مسلح

في الأثناء، قتل شخص مساء أمس الأول، خلال مسيرات صاخبة لأنصار ترامب في مدينة بورتلاند بولاية أوريغون، التي كانت مركز التظاهرات المتكررة ضد عنف الشرطة في الولايات المتحدة منذ مقتل المواطن الأميركي الإفريقي جورج فلويد اختناقاً تحت ركبة الشرطي الأبيض ديريك شوفين في 25 مايو الماضي.

ووفقا للتقديرات، فإن نحو 2500 من أنصار ترامب نظموا موكباً يضم مئات السيارات حول المدينة، ما أدى لاندلاع اشتباكات مع جماعات يسارية. وفيما يعتقد أن القتيل كان من أنصار ترامب، أكدت الشرطة، التي لم تقدم أي تفاصيل بشأن هويته أو من أطلق النار عليه، «اندلاع أعمال عنف بين متظاهرين ومتظاهرين مضادين»، مشيرةً إلى أن «شرطيين تدخلوا وأقدموا في بعض الحالات على توقيفات».

أمن الانتخابات

وفي خطوة رأى الديمقراطيون أنها ستسمح بالتغطية على التدخل الروسي، أبلغ مدير الاستخبارات الوطنية DNI جون راتكليف لجنتي المخابرات بمجلسي النواب والشيوخ أمس الأول بأنهما لن تحصلا بعد الآن على إحاطات حول المعلومات الأمنية عن الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر.

وأوضح راتكليف، في رسالة مؤرخة في 28 أغسطس موجهة إلى مسؤولين برلمانيين من الحزبين وكشفت عنها الصحافة، أمس الأول، «أعتقد أن هذا النهج يسمح بأن نضمن إلى أقصى حد ممكن ألا يساء فهم أو تسييس المعلومات، التي يقدمها المكتب للكونغرس لدعم مسؤولياتكم الرقابية على أمن الانتخابات والتأثير الأجنبي الخبيث والتدخل في الانتخابات».

وتابع راتكليف، وهو برلماني جمهوري سابق من تكساس عيّنه ترامب على رأس جهاز الاستخبارات في أواخر فبراير، أن ذلك «سيحمي أيضاً مصادرنا وأساليبنا بشكل أفضل، بالإضافة إلى حماية المعلومات الأكثر حساسية وضمان عدم إساءة استخدامها».

وسيبقى بإمكان الكونغرس الوصول إلى التقارير المكتوبة المصنفة سرية، لكن لن يتمكن المشرعون بعد الآن من استجواب المسؤولين في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية حول ما يعلموه.

ورد الديمقراطيون في الكونغرس بغضب على هذه الخطوة، ووصفوها بأنها «مخزية» واتهموا ترامب بالرغبة في التستر على التدخل الروسي في انتخابات نوفمبر.

وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ورئيس لجنة المخابرات بالمجلس آدم شيف، في بيان، «هذا تخلٍّ صادم من المخابرات الوطنية عن مسؤوليتها القانونية بإطلاع الكونغرس على الأحداث أولا بأول، وخيانة لحق الناس في معرفة إلى أي مدى تحاول قوى أجنبية تخريب ديمقراطيتنا».

وأضاف بيان بيلوسي وزميلها: «بدلاً من الشفافية، حاول ترامب ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين ومدير المخابرات الوطنية جون راتكليف نشر تصورات كاذبة عن تكافؤ مصالح العديد من الدول في الانتخابات الأميركية والسياسة. لكن أهداف وتصرفات روسيا والصين وإيران غير متطابقة. فقط دولة واحدة - روسيا – تقوم بشكل نشيط بتنفيذ مجموعة كاملة من الإجراءات لتقويض الانتخابات الرئاسية، وضمان النتيجة التي يعتبرها الكرملين أفضل لمصالحه».

إعصار لورا

إلى ذلك، زار ترامب أمس الأول لويزيانا وتكساس اللتين ضربهما هذا الأسبوع الإعصار لورا المصحوب برياح شديدة للغاية، والذي تسبّب بوفيات وأضرار، غير أنّ الخسائر تُعتبر أقلّ بكثير، مقارنةً بما خلّفه إعصار كاترينا قبل 15 عاماً.

وفي مستهلّ زيارته، وصل ترامب معتمراً قبّعة حمراء مكتوبا عليها «USA»، إلى مدينة ليك تشارلز (80 ألف نسمة) في لويزيانا، والتي تضمّ مراكز عدّة لتكرير النفط. وعلى الرّغم من انتشار فيروس كورونا، لم يضع الرئيس كمامة، وزار حيّاً تضرّرت منازله وتقطّعت فيه الأشجار.

وفي وقتٍ يُعاني مئات ألوف السكّان انقطاعاً في الكهرباء والمياه جرّاء الإعصار، أعلن ترامب أنّ الوكالة الفدراليّة لإدارة حالات الطوارئ وزّعت 2.6 مليون لتر من الماء و1.4 مليون وجبة.

ومهنّئاً المسؤولين الفدراليّين والمحلّيين الذين تجمّعوا حوله خلال مؤتمر صحافي مقتضب عقده في محطّة إطفاء، قال ترامب، في حضور الحاكم الديمقراطي للولاية جون بيل إدواردز: «ليست لديّ شكوى واحدة، لقد مرَّ على لويزيانا الكثير، لقد قمتم بعمل رائع».

وقضى 14 شخصاً على الأقلّ عندما ضرب الإعصار لورا مناطق في ولايتي لويزيانا وتكساس بجنوب الولايات المتّحدة، لكنّ الأضرار التي تسبّب بها جاءت أقلّ ممّا كان متوقّعاً.

وتوّجه ترامب بطائرة هليكوبتر إلى محطّته الثانية، مدينة أورانج القريبة، في ولاية تكساس، حيث اجتمع مع مسؤولي الولاية لمناقشة طريقة استجابتهم للإعصار. واعتبر حاكم تكساس غريغ أبوت أنّ الولاية اجتازت محنة مرور الإعصار، من دون أن تتّسع رقعة انتشار فيروس كورونا.

back to top