مصطفى الكاظمي يفتح النار على «حلفاء طهران» بحزمة قرارات ضد الفصائل المسلحة
ينهمك رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي في اتخاذ جملة قرارات يردّ بها على خصومه الموالين لإيران، والذين نظموا له ما يشبه جلسة محاكمة عند عودته من زيارة طويلة لواشنطن، الأسبوع الماضي.وظهر الكاظمي، على شاشة التلفزيون الحكومي، وهو يزور جهاز مكافحة الإرهاب؛ أقوى تشكيلات قواته النظامية، أمس الأول، معلناً أن الشعب العراقي يطالبه بأن يكلف قوات النخبة هذه بمسؤوليات أوسع، وإن كانت خارج اختصاصها، وذلك للتعامل مع ما وصفه بـ«التوترات الأمنية»، في إشارة واضحة لنشاط الميليشيات الموالية لإيران، والمتهمة بتنظيم موجة جديدة من الاغتيالات تستهدف الناشطين في حركة تشرين الاحتجاجية، خصوصاً في البصرة.ثم ظهر في خطاب بمناسبة عاشوراء، أمس، ليتخذ جملة قرارات وصفت بأنها إعلان مواجهة بمستوى أعلى مع تلك الجماعات، حيث قال إن الجرائم الاستثنائية وقضايا الفساد الكبرى ستكون من اختصاص لجنة عليا مرتبطة بمكتبه.
كما أعلن أنه لا يمكن لأي طرف إجبار بغداد على الخضوع للميليشيات، مستخدماً في وصفها تعبير «اللادولة»، مضيفاً أن جرائم الاغتيال والخطف والسلاح المنفلت خنجر في قلب العراق. جاء ذلك بعد أيام من انشغال الإعلام العراقي بالحديث عن جلسة محاكمة نظمتها قوى عراقية، معظمها يوالي إيران، لرئيس الحكومة الذي أطلق تصريحات مثيرة للجدل خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، في واشنطن.وذكرت مصادر مطلعة في بغداد أن اللقاء بين الكاظمي وخصومه شهد لهجة عتاب شديدة تتهمه بأنه قدم تنازلات كبيرة لأميركا، وخذل الحلفاء في طهران، مخالفاً بذلك تعهدات محددة التزم بها يوم تنصيبه رئيساً للحكومة في مايو الماضي.وأضافت المصادر أن خصوم الكاظمي قالوا له إن موافقته على بقاء القوات الأميركية ثلاثة أعوام أخرى تجاوز للخطوط الحمراء لفصائل المقاومة الموالية لطهران، وإن المواجهة توشك أن تحصل في أي لحظة، في وقت استمرت هذه الفصائل في رشق مباني الحكومة وسفارة واشنطن بصواريخ الكاتيوشا، وتفجير العبوات الناسفة على قوافل تابعة للجيش الأميركي، على الطريق بين البصرة وبغداد.وفي واشنطن، قال الكاظمي للصحافيين إنه طلب من طهران بشكل واضح أن تقطع علاقاتها بالميليشيات العراقية، وأن تتعامل كدولة مع دولة، لأن غياب الاستقرار في العراق يضر بالشراكة بين الجانبين.وتناقلت الصحافة العراقية أن الكاظمي تراجع عن تصريحاته، خلال الاجتماع بالفصائل، بعد عودته إلى بغداد، لكن يبدو أن رئيس الحكومة، وتحت تأثير انزعاجه من تعليقات وسائل الإعلام على جلسة العتاب في بغداد، قرر أن يتحدث بوضوح عن حزمة قرارات تخرجه من كونه رئيساً متهماً بالضعف، إلى كونه رئيساً لاتجاه سياسي يحضّر للفوز في الانتخابات المبكرة المقررة بين صيف وخريف العام المقبل، والذي يحتاج أن يتسلح بقوة أكبر أمام الجمهور.