وصل أمس، كبار مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الإمارات لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق يؤسس لعلاقات مفتوحة بين الدولة الخليجية وإسرائيل.

وكان باستقبال الوفدين وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، لكن حتى قبل بدء المحادثات في أبوظبي، صنع الموفدون تاريخاً في مجال الطيران باستقلالهم أول طائرة تجارية إسرائيلية مباشرة من تل أبيب إلى العاصمة الإماراتية، وهي كذلك أول طائرة إسرائيلية تجارية تمر فوق الأراضي السعودية.

Ad

كوشنر

وفي كلمة من أرض مطار أبوظبي هنأ جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره، الإمارات وإسرائيل، شاكراً في الوقت نفسه السعودية على موافقتها على مرور الرحلة عبر أجوائها.

وقال: "هذه أول مرة يحدث فيها هذا الأمر وأود أن أشكر المملكة العربية السعودية لجعل ذلك ممكناً".

وأكد كوشنر أن "السلام أمر ملحّ لشعوب المنطقة، والسلام الذي أبرمه القادة الإماراتيون والإسرائيليون مرغوب فيه أيضاً من شعبيهما، وأعتقد أنه لا يمكن للفلسطينيين الركون إلى الماضي، وإنما عليهم القدوم إلى مائدة المفاوضات".

وأكد أن بلاده "يمكنها الحفاظ على تفوق عسكري نوعي لإسرائيل في المنطقة بينما تدعم علاقات واشنطن مع الإمارات"، مجدّداً تأكيده أن "أميركا تعتبر إيران أكبر تهديد في المنطقة".

وفي وقت سابق، قال كوشنر للصحافيين على مدرج مطار بن غوريون "صليت أمس الأحد عند الحائط الغربي من أجل أن يتابع المسلمون والعرب في أنحاء العالم هذه الرحلة وأن يدركوا أننا جميعاً أبناء الله وأن المستقبل يجب ألا يحدده الماضي سابقاً".

وأعرب عن أمله أن تكون الرحلة بداية "مسار تاريخي في الشرق الأوسط وما وراءه"، متمنياً أن يكون مستقبل المنطقة أكثر سلاماً. وأضاف: "يجب ألا يحدد الماضي، شكل المستقبل، هذا الوقت يبعث على الأمل بشكل كبير، وأعتقد أن إحلال السلام والازدهار ممكن في هذه المنطقة وحول العالم".

أوبراين

من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، في مطار أبوظبي، إن "الإمارات وإسرائيل ستكونان أكثر أمناً بهذا السلام"، وتابع "أن التاريخ سيذكر قيادتي البلدين بأنهما من صناع السلام".

بن شباط

أما مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شباط فعبّر عن فخره بوجوده في أبوظبي وقال في كلمة باللغة العربية "السلام عليكم. وصلنا هنا لتحويل الرؤية إلى واقع"، داعياً دولاً أخرى "للمشاركة معنا في صنع السلام من أجل شعوب المنطقة". وأضاف :"علينا تعزيز القواسم المشتركة لتغيير الواقع".

نتنياهو

وفي وقت سابق، قال نتنياهو على "تويتر": "هكذا يبدو السلام من أجل السلام"، مشيداً بما أسماها "رحلة تاريخية" واصفاً بذلك اتفاقاً لتطبيع العلاقات مع دولة عربية لا ينطوي على تسليم أرض احتلتها إسرائيل في حرب 1967.

وجرى الإعلان عن اتفاق "التطبيع" في 13 أغسطس، وهو أول تسوية من نوعها بين دولة عربية وإسرائيل منذ أكثر من 20 عاماً، وقد جاء إلى حد بعيد بدافع من مخاوف مشتركة من إيران.

المحادثات

ويرافق كوشنر وأوبراين أيضاً، المبعوث الأميركي الخاص لإيران المنتهية ولايته برايان هوك وعدد من كبار شخصيات إدارة ترامب، أما الوفد الإسرائيلي، فيترأسه بن شباط ويضم نحو 20 مسؤولاً من المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وسيبحث المسؤولون على مدى يومين سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالات تشمل الطيران والسياحة والتجارة والصحة والطاقة، ومن المقرر أن يزور مبعوثو الدفاع الإسرائيليون الإمارات بشكل منفصل.

ونقل تلفزيون "العربية" عن المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، أنه "سيجري بحث التعاون الاقتصادي والعلمي والتجاري والثقافي في أبوظبي وكذلك الرحلات المباشرة بين البلدين".

ويأمل المسؤولون الإسرائيليون أن تخرج الزيارة بموعد حفل توقيع في واشنطن، ربما في وقت مبكر من سبتمبر الجاري، بين نتنياهو وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

ويمكن أن يمنح ذلك ترامب دفعة في مجال السياسة الخارجية قبل محاولته للفوز بفترة جديدة في نوفمبر. وقال كوشنر في القدس أمس الأول إن الاتفاق "خطوة عملاقة إلى الأمام".

وتحاول إدارة ترامب إقناع الدول العربية الأخرى القلقة من إيران بالتواصل مع إسرائيل. وأشارت السعودية، أقوى هذه الدول، إلى عدم استعدادها لذلك.

وكتب مراسل موقع "والاه" الإسرائيلي، الصحافي باراك رافيد، في تغريدة من على متن الطائرة الإسرائيلية أن كوشنر، قال أمس إن الرئيس ترامب، ونتنياهو، سيبحثان مسألة بيع طائرات "F35" للإمارات للوصول إلى تفاهم.

الصحة الإسرائيلية

وضمت وزارة الصحة الإسرائيلية في وقت متأخر مساء الأحد الإمارات و8 دول أخرى إلى قائمة "الدول الخضراء" ذات معدلات الإصابة المنخفضة بـ"كورونا".

وعليه، سيتم إعفاء المسؤولين والصحافيين الإسرائيليين المسافرين إلى أبو ظبي من الحجر الصحي لمدة 14 يوماً عند عودتهم.

أشتية

وفي رام الله، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية في مستهل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء "يؤلمنا جداً ونحن نرى هبوط طائرة إسرائيلية في الإمارات تحمل اسم كريات جات، المستعمرة التي بنيت في بلدة الفالوجا والتي حوصر فيها الرئيس المصري السابق جمال عبدالناصر".

لقطات

• حملت رحلة الطيران الإسرائيلية "العال" الرمز "إل واي 971"، وهو رمز الاتصال الدولي للإمارات. وستحمل رحلة العودة رمز الاتصال الدولي 972 الخاص بإسرائيل.

• خُطّت على الهيكل الخارجي لقمرة قيادة الطائرة كلمة "سلام" بالعربية والعبرية والإنكليزية.

• استغرقت الرحلة من مطار بن غوريون الدولي إلى دبي نحو 3 ساعات و20 دقيقة، وفق ما أعلن الطيار للركاب.

• بث إعلاميون إسرائيليون كانوا على متن طائرة "العال"، صوراً لخريطة سير الرحلة خلال عبورها الأجواء السعودية.

• قال قائد الطائرة الكابتن تال بيكر عبر الإذاعة الداخلية للطائرة "نتمنى للجميع السلام" ورددها بالإنكليزية والعربية والعبرية. كما استخدم اللغات الثلاث في الإعلان عن رقم رحلة الطائرة ووجهتها.

•تسلّم الركاب حقائب بها أدوات للوقاية من فيروس "كورونا" ومطهر ومناديل مطهرة ووضع البعض كمامات مرسوم عليها أعلام إسرائيل والإمارات.

• جلس جاريد كوشنر وروبرت أوبراين مئير بن شباط جنباً إلى جنب مع ضباط من الخدمة السرية الأميركية ووكالة الأمن الداخلي الإسرائيلية (شين بيت).

• قال متحدث باسم شركة "العال" إن الطائرة مزودة بنظام "سي ميوزيك" المضاد للصواريخ المعمول به في كل طائرات الشركة من طراز "بوينغ 737".