حوار خفيف مع أم كلثوم!
تمر الكويت هذه الأيام بكل ما هو خارج عن المألوف منذ نشأتها كدولة... صحيح أنها قد مرّت بأحداثٍ جسام في تاريخها وتجاوزتها بحكمة الحكماء وعقول العقلاء. ولعل من المناسب– في هذا المقال– مخاطبة العقل الجمعي بدغدغة المختزن بأرشيف أذهان مَن تعايشوا مع السيدة أم كلثوم، بحوارٍ يخرج بنا قليلاً عما تحفل به مقالات الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي من مناقشة ما يحدث في الكويت... هي دردشة مجازية أستفيد خلالها من خبرتي السابقة في إعداد البرامج الإذاعية في مراحل الزمن الجميل.***
• جاهزة يا ست؟!- أنا بانتظارك.• هل تتذكرين: يا دارنا يا دار؟- وفاكرة كمان: التبر في أرضها... والدر في بحرها؟• بكل أسف أصبح: التبن في برها... والصخر في بحرها!- إزاي... إزاي... إزاي؟• لأننا أصبحنا دولة مفلسة!- دا مستحيييييييل.• لا مستحيل ولا شيء... والاحتمال أن تتوقف مرتبات الموظفين!- أهو دا اللي مش ممكن أبداً... ولا أصدقه أبداً أبداً.• احنا نقول مثل ما تقولين... لكننا صابرين!- إنما للصبر حدود.• قلت لكِ صابرين، وأكثرنا يتمنى ويطالب. - وما نيل المطالب بالتمني... ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً• كيف نأخذ الدنيا غلابا... وأغلبنا طيبين وغلابه؟.. لكن عندنا أمل.- تأملون بوعود؟!... وكلام معسول وعهود؟!• لأننا شعب يحب وطنه الكويت... اللي كانت... اللي كانت... اللي كانت... يا ليتك يا ست تكملين اللي كانت ماذا؟- سنين بحالها ما فات جمالها على حد قبله.• ولكنك قلتِ: سنين ومرت؟- وحترجع تاني.• يعني نقول للزمان ارجع يا زمان؟- إنما قولوا: يا نجمةً للسنا... على جبين المنى... نعم عشقنا ثراكِ... نعم وعشنا فداكِ.• والله يا ست نحن نعشق الكويت لآخر رمق في حياتنا، لكن هناك من لا يحب الكويت فيعمل على تدميرها.- أكاد أشك!• لماذا تشكين؟... إذا كنتِ أنتِ التي أسعدتِ ملايين البشر هناك من تطاول عليكِ بالسباب والشتائم في محطات التلفزيون... فماذا تقولين لهذا الذي سبك؟- أقوله: سامحتك بيني وبين روحي.• أتمنى أن نختتم بكلمة تقوليها للكويت التي تحبك.- أقول لشعب الكويت: الله محبة... الخير محبة... النور محبة.***• لم أقصد أن ألوي ذراع أغاني أم كلثوم باقتطاف إجابات تتماشى مع أسئلتي، لكن العفوية التي دفعتني إلى كتابة هذا الموضوع جعلت هذا الحوار المتخيَّل مع أم كلثوم يعبر عما يختلج في نفسي نحو الوطن الذي أحبه.