أقر رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، الذي تصفه الولايات المتحدة بأنه "آخر ديكتاتور في أوروبا"، في لقاء مع رئيس المحكمة العليا في بلاده، بأن "النظام الاجتماعي الحالي، يتسم بطابع استبدادي جزئياً".

وقال لوكاشينكو، الذي يواجه أقوى انتفاضة سلمية مطالبة بالديمقراطية بعد إعلانه الفوز بولاية سادسة في انتخابات جرت أوائل الشهر الماضي واعتبرتها المعارضة أنها مزورة، إن "هناك حاجة لبناء نظام لا يرتبط بشخصية الرئيس"، وطلب من رئيس القضاء الانضمام إلى عملية تغيير دستور البلاد.

Ad

وأضاف: "أعتقد أنه على الرغم من أن منظومة ترتيب الحياة الاجتماعية لدينا، تعتبر استبدادية إلى حد ما، فإن الرئيس مع ذلك يرعى المحاكم ويحميها. لكن هذه لحظة شخصية، ونحن بحاجة للتأكد من أن النظام ليس مرتبطاً بشخص، بما في ذلك بلوكاشينكو. لذلك، أعتقد أنه يجب أن نعكس في الدستور الجديد بشكل لائق النظام القضائي في البلاد".

في وقت سابق، أعلن لوكاشينكو استعداده للتنازل عن جزء من السلطات الرئاسية، لكن فقط في إطار إصلاحات دستورية تعرض على الاستفتاء.

ورفض مراراً مطلب المعارضة بإجراء انتخابات جديدة، متمسكاً بأن الاقتراع يجب أن يتم فقط بعد اعتماد دستور جديد.

إلى ذلك، وبينما أكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن قائمة العقوبات الأوروبية على بيلاروسيا ستكون جاهزة خلال أيام وستشمل شخصيات سياسية رفيعة المستوى، أعلن رئيس ليتوانيا إيتاناس ناوسيدا، أمس، أن بلاده ولاتفيا وإستونيا (دول البلطيق) قرّرت فرض عقوبات سفر على نحو 30 مسؤولاً بيلاروسياً، بينهم لوكاشينكو.

وفرضت لاتفيا وإستونيا في وقت سابق عقوبات على مسؤولين بيلاروس تحمّلانهم مسؤولية "تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية" واستخدام العنف ضد المتظاهرين.

وأمس أيضاً، قال وزير خارجية لاتفيا إدغارز رينكيفيتشس، إن زيارة لوكاشينكو إلى ريغا، المخطط لها منذ أبريل الماضي، ألغيت.

وأوضح: "في ضوء الأحداث الأخيرة في بيلاروسيا، ولأن لاتفيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى لا تعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية في هذه الجمهورية، فإن هذه الزيارة لم تعد ممكنة، وقد تم حذفها من جدول الأعمال".

وفي برلين وبعبارات واضحة غير معتادة من قبل هذه الدولة التي تعتمد سياسة خارجية متحفظة خصوصاً تجاه روسيا التي تدعم لوكاشينكو، قال الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، إن "الحكومة الألمانية تقف بقوة إلى جانب الشعب في بيلاروسيا في رغبته في السلام والمشاركة الديمقراطية والتغيير السياسي". وأضاف: "حان الوقت لأن يعترف لوكاشينكو بالحقائق في البلاد".

وفي موسكو، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن الرئيس فلاديمير بوتين، سيستقبل نظيره البيلاروسي في موسكو قبل حلول منتصف سبتمبر.

إلى ذلك، تعتزم المرشحة الرئاسية السابقة في بيلاروسيا سفيتلانا تيخانوفسكايا، إلقاء كلمة أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي في 4 سبتمبر الجاري، وفي الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في 8 سبتمبر.

وبدأت احتجاجات المعارضة الضخمة في جميع أنحاء بيلاروسيا في 9 أغسطس الماضي، بعد الانتخابات الرئاسية التي فاز بها للمرة السادسة لوكاشينكو (66 عاماً) الذي يحكم منذ 26 عاماً وحصل، وفقاً للجنة الانتخابات المركزية، على 80.1 في المئة من الأصوات.

وأمس الأول، تظاهر عشرات الآلاف من المعارضين في مينسك في تحرّك حاشد جديد مناهض لإعادة انتخاب لوكاشينكو، رغم الانتشار الكثيف لقوات الأمن.

ويبدو أن التعبئة كانت ضخمة، تماماً كما كانت يومي الأحد السابقين عندما تظاهر 100 ألف شخص في مينسك.

(نيودلهي، بكين - د ب أ، رويترز)