فيروز تلتقي ماكرون في زيارته إلى "وطنها الجريح"
يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته للعاصمة اللبنانية بيروت اليوم الاثنين بلقاء مع أيقونة الغناء اللبناني المطربة فيروز، وهي من أشهر المطربين في العالم العربي ويعتبر صوتها بمثابة موسيقى تصويرية للبنان من أوج ازدهاره مرورا بصراعاته وحتى أحدث صدمة شهدها.ويجري الاحتفاء بفيروز (85 عاما)، التي نادرا ما تتحدث لوسائل الإعلام مع أن أغنياتها تتردد عبر موجات الأثير من الرباط إلى بغداد، على أساس أنها كنز وطني ورمز للسلام يتجاوز الانقسامات القبلية والطائفية في لبنان وخارجه.وسيلتقي ماكرون بفيروز في منزلها عقب وصوله إلى بيروت للمرة الثانية خلال أقل من شهر كي يحث السياسيين المنقسمين في لبنان على حل أسوأ أزمة اقتصادية تمر بها البلاد، والتي فاقمها انفجار مدمر شهده مرفأ بيروت هذا الشهر.
وكانت القنوات المحلية اللبنانية تبث المقطوعات الغنائية، التي خصت بها فيروز مدينة بيروت، أثناء عرضها صور الانفجار وما نجم عنه من دمار.وفي واحدة من أشهر أغنياتها تقول فيروز "حبيتك بالصيف!! حبيتك بالشتى!!" وهي المقطوعة التي طُرحت قبل دخول لبنان في أتون حرب أهلية استمرت بين عامي 1975 و1990، وهي فترة كان لبنان لا يزال فيها مشهورا بلقب "سويسرا الشرق الأوسط"، حيث كان يجتذب مشاهير هوليوود إلى مطاعمه وشواطئه البديعة. وكان اللبنانيون يستمعون إلى أغنياتها على اختلاف دياناتهم وطوائفهم، سواء كانوا من المسيحيين أو المسلمين أو الدروز، حتى وإن كانوا يسفكون دماء بعضهم البعض في الشوارع.ونالت فيروز إعجاب رؤساء فرنسيين آخرين. فقد منحها الرئيس فرانسوا ميتران وسام قائد الفنون والآداب عام 1988 ومنحها الرئيس جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف في عام 1998.ويتوقع أن يضغط ماكرون من أجل تشكيل حكومة خبراء جديدة غير موصومة بالفساد، وقادرة على اجتثاث ممارسات الرشى وإهدار الأموال والإهمال إضافة إلى إعادة إعمار المناطق الشاسعة التي دمرها انفجار الرابع من أغسطس آب في بيروت.وقال المغني اللبناني ملحم زين لرويترز إن لقاء ماكرون بفيروز سيكون رسالة مفادها أن "هذا هو لبنان الذي نريده".وكان أول ظهور لفيروز، التي ولدت باسم نُهاد حداد، على تلفزيون أوروبي عام 1975 في برنامج فرنسي. وفي عام 1979، تضمنت أغنيتها "إلى باريس!" كلمات تقول فيها "يا فرنسا شو بقلن لأهلك عن وطني الجريح؟".وخلال الحرب الأهلية قامت فيروز بجولة في الخارج، وأحيت حفلا غنائيا واحدا فقط في لبنان على خشبة مسرح بين شطري بيروت التي كانت مقسمة بسبب الحرب آنذاك.