رغم معارضة اليونان والاتحاد الأوروبي، مددت تركيا مهمة مثيرة للجدل للتنقيب عن الغاز والنفط في شرق البحر المتوسط، قبالة السواحل القبرصية أمس.

وأطلقت سفينة «الريس عروج»، التركية، للمسح والتنقيب إعلان «نافتيكس» جديد، الرسائل النصية البحرية، حول تمديد مهامها من الأول إلى الـ 12 من سبتمبر الجاري. وكانت السفينة وصلت إلى المنطقة، التي يعتقد أنها غنية بالموارد الهيدروكربونية، في العاشر من أغسطس الماضي، وجرى تمديد مهامها إلى الأول من الشهر الجاري.

Ad

ودافع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن أنشطة بلاده في التنقيب عن الموارد الطبيعية في بحري ايجه والمتوسط، مؤكدا أنها تستند إلى «مبدأ البحث عن الحق والعدالة».

وقال إردوغان، في كلمة بمناسبة بدء العام القضائي الجديد، أمس، إن «محاولات الاستيلاء على كامل ثروات البحر المتوسط التي هي حق لكل بلد يطل عليه مثال للاستعمار الحديث».

ووصف سعي بعض الدول إلى حبس بلاده في نطاق سواحلها من خلال جزيرة ميس اليونانية، التي تبعد عن تركيا كيلومترين فقط، وعن اليونان نحو 600 كيلومتر بـ «الظلم وعدم الإنصاف».

في غضون ذلك، أعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن استعداد بلاده للحوار مع اليونان لحل الخلافات، «طالما كانت أثينا مستعدة لذلك»، مؤكدا تأييد أنقرة للجلوس على طاولة المفاوضات مع كل الأطراف حول شرقي البحر المتوسط من أجل تحقيق «التقسيم العادل».

واتهم أوغلو، خلال مؤتمر مشترك مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم في أنقرة، اليونان بمحاولة استفزاز تركيا عبر «اتخاذ موقف يتسم بالعداء».

وعلّق على قيام أثينا بإرسال جنود إلى جزيرة ميس بالقول: «إذا تجاوز حجم التسليح حده فإن اليونان ستكون هي الخاسرة».

وفي وقت يتقاطع التوتر بشرق المتوسط مع الصراع في ليبيا، ذكر أوغلو أنه بحث مع بوقادوم قضايا إقليمية، وخاصة «الملف الليبي»، لافتاً إلى أن الأحداث في ليبيا أثرت على الجزائر باعتبارها جارة حدودية.

وجدد الوزير، الذي تدعم بلاده حكومة «الوفاق» الليبية بزعامة فايز السراج، هجومه على قائد قوات «الجيش الوطني الليبي» خليفة حفتر، متهماً إياه بـ «عدم الرغبة في التوصل إلى حل سياسي وتثبيت وقف إطلاق النار».

في المقابل، ردت الخارجية اليونانية على الإعلان التركي بالقول، إن تركيا «تواصل تجاهل الدعوات للحوار، كما أنها تواصل تصعيد استفزازاتها»، متهمة أنقرة بـ «تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة».

في هذه الأثناء، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ونظيره التركي سادات أونال اهتمام موسكو وأنقرة بدفع الحوار البنّاء بين الأطراف الليبية المتنازعة أمس.

إلى ذلك، هزّ انفجار قوي العاصمة الليبية الخاضعة لقوات «الوفاق»، في حين عقد ممثل السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ووزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، اجتماعات منفصلة مع السراج في طرابلس بهدف تثبيت تفاهم الأخير مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، المدعوم من قوات حفتر، لوقف إطلاق النار ودفع العملية السياسية.