• بداية، حدثنا عن مشاركتك المرتقبة في المسلسل التاريخي «فتح الأندلس»؟

- أولا، النص ليس حديث اللحظة، بل مطروح منذ عامين، لكن الشركة المنتجة لم تخض التجربة، لأن المسلسل يحتاج إلى ميزانية إنتاجية ضخمة، لنعود من خلاله إلى مستوى الدراما التاريخية التي قدمناها في الثمانينيات والتسعينيات، ومنها المسلسل الكويتي الضخم «ابن سينا» الذي شاركت في بطولته إلى جانب الفنانين الكبار محمود ياسين وسناء جميل وسعد أردش، ومن الكويت شارك إبراهيم الصلال وسعاد عبدالله وعبدالإمام عبدالله، ومجموعة من نجوم الوطن العربي.

Ad

وما أحوجنا هذه الأيام إلى مثل هذه النوعية من الأعمال التي تعود بنا لصدارة المشهد الدرامي كما كنا في السابق، ولذلك أنا مع تأجيل العمل حتى الاستعداد الكامل والخروج به في الصورة المثلى.

محاذير السفر

• لكن الحديث عن مشاركة العمل بالموسم الرمضاني المقبل يجعله قريب التنفيذ؟

- المسلسل كان مقررا انطلاق تصويره أغسطس الماضي، أي قبل عام تقريبا، لكننا كنا منشغلين بأعمال رمضان، وبمجرد أن انتهينا ظهرت بوادر جائحة كورونا، وبدأت محاذير ومخاوف حول السفر، والمسلسل لا يمكن تصويره محليا، بل يحتاج لصحارى الشام كدولة سورية.

كما أنه من المقرر التصوير في إسبانيا وتركيا ورومانيا أيضا بحسب الشركة المنتجة، لكني على المستوى الشخصي، ومن قراءتي للتاريخ أرى أن أنسب مواقع التصوير هي سورية وصحراء بلدان المغرب العربي كتونس وخاصة المغرب.

• من الفنانون المرشحون حتى الآن للمشاركة في العمل؟

- العمل ضخم ويحتاج كما هائلا من الفنانين الخليجيين والعرب، وهو ما تعكف عليه الآن شركة المها لمخرج العمل محمد العنزي، ويشارك في البطولة حتى الآن الفنانون إبراهيم الصلال وجمال الردهان ومحمد العجيمي وداود حسين ومحمد عاشور وحصة النبهان والفنان السوري الكبير تيسير إدريس والأردني عاكف نجم وكثيرون غيرهم.

أصحاب الهمم

• لكنك تعكف على نصوص أخرى... هل اتخذت قرارا بشأنها؟

- لدي عدة عروض محلية وأخرى خليجية، وبمجرد انتهائي من تصوير مشاهدي في مسلسل «سما عالية» بمنطقة الأحمدي خلال أيام من المقرر أن أشارك في مسلسل إماراتي تم الاتفاق بشأنه مارس الماضي، لكنه توقف بسبب إغلاق المطارات مع اندلاع جائحة كورونا.

ويتناول المسلسل الإماراتي قصة أصحاب الهمم بالتركيز على واقعهم ومشكلاتهم وإبداعاتهم بالحياة، وهو من إخراج السعودي خالد الطخيم، الذي أسعد كثيرا بعودة التعاون معه بعد آخر مسلسلاتنا معا عام 2011، وهو الدراما التاريخية «أيام وليالي» الذي حقق نجاحا كبيرا، فكان العمل ثريا وقويا، وناقش المجتمع السعودي في مدينة الرياض، وما مر به من تحولات سياسية واجتماعية من خلال دراما مشوقة، في الفترة بين عامي 1958 و1978.

خسائر مؤقتة

• كيف ترى تأثير أزمة «كوفيد 19» على حركة الدراما؟

- على مستوى التلفزيون توقفنا لفترة، وها نحن الآن نستكمل ما بدأناه، وبدأت الحياة تعود تدريجيا وسط الاحترازات الوقائية من العدوى، لتبقى الخسائر مؤقتة ومحدودة، لكن المسرح هو المتضرر الأكبر من هذه الأزمة، ويجب عودته سريعا، فكيف يتم فتح المطاعم والأسواق وينتهي الحظر تماما، ولا تزال المسارح تعاني الشلل؟ فمن الممكن تقديم العروض المسرحية مع تحقيق التباعد الاجتماعي، أما ما يحدث الآن فهو اختناق للحركة المسرحية التي كانت تعاني في السابق مشكلات عدة، وها هي الآن تزداد معاناتها.

معاناة المسرح

• هل معاناة المسرح هي السبب في عزوفك عنه أم أسباب صحية؟

- بالعكس صحتي لا تمنعني من المشاركة في العروض المسرحية، وأود أن أتلقى نصا مميزا يتيح لي فرصة الوقوف على الخشبة من جديد، فقد قدمت آخر عروضي عام 2018، وهي مسرحية بعنوان «دربج خضر»، بالتعاون مع الفنانين انتصار الشراح وجاسم عباس وفاطمة الدمخي ومي التميمي، ومن تأليف وإخراج خالد الراشد.

لكن المسرحية لم تحظ بالعرض الجماهيري، حيث كانت أحد العروض المشاركة في مهرجان ليالي مسرحية كوميدية، وهي معاناة أخرى يعانيها المسرح الكويتي، فلدينا عروض رائعة وشباب موهوبون وقدرات هائلة، يتم حرقها في عروض المهرجانات فلا تصل للجمهور ولا يعلم عنها أحد ولا تكتب لها الحياة.

• هل ترى أن العروض المسرحية المشاركة في المهرجانات غير حية؟

- بالتأكيد، المسرح هو حياة الفنان، والجمهور هو حياة المسرح، فكيف يكون هناك مسرح بدون جمهور، إذن هي أعمال ميتة لم تكتب لها الحياة تلك التي لم تتمتع بالحضور الجماهيري الكبير والعروض الطويلة حتى يطلع عليها أكبر عدد ممكن من الجمهور.

وللأسف جهودنا الشبابية في مجال المسرح تبذل في الخفاء، ولا يراها أحد، فكيف يقدم الشباب مئات العروض بالمهرجانات، منها ما هو توعوي أو ترفيهي أو تثقيفي أو نقدي، ثم لا يراها سوى أشخاص معدودين، ليذهب بعدها العمل في طي النسيان للأبد، فلا يسمع عنها الشارع ولا تقدم ولا تؤخر في الحركة الفنية والاجتماعية، وكأن الفنان يخاطب نفسه حين لا يجد جمهورا يتلقى رسالته الفنية.

المشهد الثقافي

• ما تأثير ما يعانيه المسرح على المشهد الثقافي كله؟

- تأثير واضح، فالمشهد الثقافي لأي مجتمع ليس مجرد بنايات ضخمة أو أسواق فارهة، المشهد الثقافي هو حس إنساني ونقدي بناء، وحركة فنية بالمقام الأول، وتحول المسرح التجاري والأكاديمي إلى مواسم يعطل الحركة الفنية بشكل كبير، فنحن لا نفتح مسارحنا سوى في الأعياد والمناسبات، وهو ما يحمل رسالة خفية بأن المسرح شيء غير حيوي لتوجيه وتوعية وتنوير المجتمع، ولذلك يضعف تأثيره على الجمهور.

هذا على عكس الدول الفنية الكبرى، فمسارح لندن لا تعرف المواسم بل تفتح أبوابها طوال العام، وتغلق في الإجازات والأعياد، وهو ما يعكس رؤية تلك المجتمعات للمسرح بأنه أداة عمل وفكر مشمول بدعم رسمي كأي جهة حكومية تعمل طوال العام وتعطل في الإجازات.

• ما الذي تغير بحياتك مع فك الحظر... وهل تخطط للسفر؟

- لا أزال اتبع الإرشادات الصحية للوقاية من العدوى، والتزم بالكمام والمعقمات، فضلا عن الفحص الدوري المنتظم، وخاصة بعد أن تعافيت مؤخرا من جلطة، لكن مع عودة حركة السفر لطبيعتها سأقوم بزيارة عدة مدن كأبوظبي ودبي، فضلا عن رغبتي في زيارة المغرب، وعودة الحركة السياحية لطبيعتها ببلدان الشام، فقد اشتقنا لزيارة سورية ولبنان كالسابق.