معرض جمعية الكاريكاتير يتصدى لجائحة فيروس كورونا بالرسم
25 فناناً يشاركون بـ 70 عملاً فنياً يغلب عليها الطابع الكوميدي
ترصد أعمال معرض «الكاريكاتير في زمن كورونا» ما تُحدثه جائحة كوفيد 19 في الحياة اليومية وتبعاتها المزعجة بطريقة ساخرة.
بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أطلقت جمعية الكاريكاتير الكويتية معرضها الافتراضي المشترك، الذي يستمر حتى 16 الجاري، تحت عنوان «الكاريكاتير في زمن كورونا»، ويتضمن المعرض 70 لوحة لـ 25 فنانا من أعضاء الجمعية، ترصد الحياة في ظل الوباء، ومن بينها لوحات شكر للعاملين في الصفوف الأولى على جهودهم للحد من انتشار الجائحة، ويتخلل المعرض ورش عمل وحلقات نقاشية افتراضية.«الجريدة» التقت بعض المشاركين، وكانت البداية أمين صندوق جمعية الكاريكاتير، الفنان سامي الخرس، الذي أكد أن الهدف من إقامة المعرض الافتراضي هو مشاركة في الحملة الوطنية لمحاربة مرض كورونا، وتسليط الضوء على الآثار السلبية التي أثّرت على المجتمع من جراء هذه الجائحة، مضيفا: أيضا عالجنا، كرسامين، هذا الموضوع بطريقة كوميدية وساخرة، ناقدة لبعض الممارسات الخاطئة التي يرتكبها بعض أفراد المجتمع للتعامل مع هذا المرض. وأضاف الخرس أنه شارك بثلاثة أعمال تنتقد بعض تصرفات أفراد المجتمع، وتحذّر من خطورة التعامل مع هذا الوباء.وبسؤال الخرس عن وجهة نظره بفن الكاريكاتير، وهل ينقل الواقع بمصداقية أم يضطر للتغير في بعض التفاصيل، قال: «من وجهة نظري أن فن الكاريكاتير من أسهل الوسائل وأفضلها لنقل الوقائع، لكن بطريقة رمزية، فهو يشتمل على تعليق بسيط بما قلّ ودلّ، وأحيانا نضطر إلى الإسقاطات والغموض لتحاشي الرقابة وتقييد حرية الفكر والرأي».
من جانبها، قالت مديرة العلاقات العامة بالجمعية الفنانة منى التميمي إن مشاركتها في المعرض كانت بمجموعة من الأعمال الهادفة، فقد رسمت عملا تبيّن فيه كيفية استغلال الفرد وقته في فترة الحجر المنزلي، لافتة إلى أنها هدفت إلى رصد الأوضاع الاجتماعية بين أفراد الأسرة والمجتمع، أما العمل الآخر فبين فترة الأعياد، وكيف يكون التواصل مع الأهل والأقارب، وأيضا عمل آخر يبين الالتزامات بإجراءات السلامة.وأكدت التميمي أن فن الكاريكاتير يشتمل على عدة جوانب منها الفكاهي، وجرأة التعبير، مشيرة إلى أنه يمكن للفنان أن يختصر المشهد الكبير برسمة معيّنة ذات دقة وتفاصيل، لتصل إلى المتلقي بشكل سريع.
معارض هادفة
بدورها، قالت الفنانة زينب دشتي «المعرض الافتراضي ليس الأول الذي نقيمه خلال جائحة كورونا، بل هو سلسلة غير متوقفة من المعارض الافتراضية الهادفة التي تتحدث عن يوميات الانسان خلال الجائحة، والأحداث العالمية المهمة، وكذلك الرسائل التوعوية التي نوجهها من خلال الرسومات التعبيرية البسيطة لإرسال رسائل عميقة، مضيفة أن المعرض يعبّر بشكل خاص عن فترة الحظر واتباع التعليمات والإرشادات الصحية». وقالت دشتي: «أشارك بثلاثة أعمال، وحاولت أن أنوّع من الرسائل الموجهة، ففي أحد الأعمال رسمت طريقة المعايدة في عيد الأضحى قبل زمن «كورونا» وبعده، وركزت على موضوع التباعد الاجتماعي والسلام وعدم الاختلاط واتباع الإرشادات الصحية. وفي عمل ثان رسمت حال الأسر في وقت الحظر، وفي ظل توقف العديد من الأنشطة، أما في العمل الأخير فرسمتُ كيف ان فيروس كورونا يطارد الناس ويسبب الخوف والهلع، والهدف من العمل هو الالتزام بالجلوس بالمنزل وعدم التعرّض للتجمعات». وبيّنت دشتي أهمية الثورة التكنولوجية قائلة: «لقد ساهمت التكنولوجيا والعصر الرقمي في انتشار الأعمال الكاريكاتيرية والمعارض الافتراضية، وخدمت وسهلت توصيل الرسائل بشكل سلس وبسيط سهل الوصول للمتلقي والجمهور بشكل آمن وبعيد عن الاختلاط. وتعتبر «الإنترنت» نقطة مهمة في عالم فن الكاريكاتير الحديث، فقد مكنت الطفرة التقنية والمعلوماتية من تسخير هذا النوع من العلوم والتكنولوجيا لمصلحة الفن، سواء في موضوع الدقة أو حتى النشر السريع، إضافة الى المشاركة الفعالة في العديد من الفعاليات العالمية بشكل أسهل وأبسط».شكر للصفوف الأولى
من جانبه، ذكر الفنان حسين الصراف أن مشاركته كانت بلوحتين بالمعرض، ومنها لوحة شكر للصفوف الأولى، لافتا إلى أن سبب توجهه لفن الكاريكاتير هو أنه فن يبسّط أي حالة اجتماعية أو ظاهرة سلبية أو إيجابية أو نقد بشكل سهل للمتلقي، حيث يكون بأسلوب كارتوني. من جانبها، قالت الفنانة أمل البقشي إن الموضوع الأساسي الذي طرحته من خلال مشاركتها هو الخيال، وكيف نخلق واقعا موازيا للواقع الذي نعيشه، لافتة إلى أنها ركزت على المواضيع الإيجابية، ومثال على ذلك اختراع جديد يحلّ هذه الأزمة. وأضافت البقشي أنها رسمت شخصيات جاءت بشكل قصة متسلسلة، وتتضمن أكثر من جزء يجذب المتلقي. أما أحمد هيشان فقد شارك بخمسة أعمال، تشتمل على مواضيع متنوعة جاءت بعناوين منها «التعايش مع كورونا، وانتهاء فترة الحجر المنزلي، والزواج في زمن كورونا، وتباعدوا».