بروتوكول مالي بين إسرائيل والإمارات... وجاريد كوشنر في البحرين

● صهر دونالد ترامب: دول كثيرة تحسد أبوظبي
● شينكر في الدوحة: إيران تستفيد من الخلاف الخليجي

نشر في 02-09-2020
آخر تحديث 02-09-2020 | 00:05
مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مودّعاً أحد المسؤولين الإماراتيين في مطار أبوظبي أمس (ا ف ب)
مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مودّعاً أحد المسؤولين الإماراتيين في مطار أبوظبي أمس (ا ف ب)
عاد الوفد الإسرائيلي من أبوظبي بعد زيارة تاريخية للإمارات تم خلالها التوقيع على أول بروتوكول تفاهم بينهما «للتعاون المستقبلي في القطاع المصرفي والمالي»، في وقت وصل كبير مستشاري الرئيس الاميركي والوفد المرافق إلى المنامة ضمن جولته التي قادته حتى الآن إلى القدس وأبوظبي.
بعد زيارة تاريخية للإمارات تم خلالها الاتفاق على بدء تدشين التعاون في مجالات عدة بين الدولتين، بانتظار توقيع الاتفاق النهائي في البيت الأبيض خلال أسابيع بحضور قادة الدولتين، غادر، أمس، الوفد الإسرائيلي أبوظبي.

وأقلعت الطائرة من العاصمة الإماراتية عائدة إلى إسرائيل وعلى متنها الوفد الإسرائيلي برئاسة مستشار الأمن القومي مائير بن شباط.

والطائرة التي جاءت من مطار بن غوريون قرب تل أبيب أمس الأول وعبرت الأجواء السعودية نحو أبوظبي بموافقة سلطات المملكة، هي أول رحلة تجارية بين الدولتين الساعيتين لجني ثمار التطبيع الاقتصادية سريعاً.

وإلى جانب الوفد الإسرائيلي، حملت الطائرة على متنها وفداً أميركياً برئاسة مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر.

أول بروتوكول

وتم أمس، في ثاني أيام زيارة الوفدين الأميركي والإسرائيلي إلى أبوظبي، توقيع أول بروتوكول تفاهم مالي ومصرفي بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة يقوم على تشكيل لجنة مشتركة للتعاون في الخدمات المالية بهدف تشجيع الاستثمار بين البلدين.

ووقع بروتوكول التعاون نائب المدير العام لديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية رونين بيرتس ومحافظ البنك الإماراتي عبدالله حميد سعيد.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان أمس، أن أحد محاور التركيز سيكون على «التعاون في مجال الخدمات المالية وإزالة الحواجز المالية أمام الاستثمار بين الدولتين، فضلاً عن تشجيع الاستثمارات المشتركة في أسواق المال».

وذكر نتنياهو أن «لجنة مشتركة ستعمل على تعزيز التعاون في مجال التمويل والاستثمار»، مؤكداً أنه «سيعلن قريباً عن اتفاقات في مجالات السياحة والتجارة وتسير الرحلات الجوية».

وسارع مسؤولون إسرائيليون لإظهار الفوائد الاقتصادية للاتفاق، الذي فور إضفاء الصبغة الرسمية عليه سيشمل اتفاقات بشأن السياحة والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والأمن ضمن مجالات أخرى.

بيان ثلاثي

وكانت الإمارات والولايات وإسرائيل، أصدرت بياناً ثلاثياً مشتركاً مساء أمس الأول، قالت فيه، إن «اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل، التي جرى التوصل إليها برعاية أميركية، في 13 أغسطس، يُعد خطوة شجاعة نحو منطقة شرق أوسط أكثر استقراراً وتكاملاً وازدهاراً».

ونقلت «وكالة الأنباء الإماراتية» الرسمية (وام) عن البيان، أن «المعاهدة توفر تفكيراً جديداً حول طريقة معالجة مشاكل المنطقة وتحدياتها، وتعمل على خفض تصعيد النزاعات القائمة ومنع نشوب صراعات جديدة في المستقبل».

ورأت الدول الثلاث، أن «الاتفاق يأتي في الوقت المناسب، إضافة إلى إطلاقه فرصة تاريخية في إقامة علاقات اعتيادية بين الإمارات وإسرائيل والتي أدت إلى وقف خطط ضم دولة إسرائيل الأراضي الفلسطينية».

ودعا البيان القادة الفلسطينيين إلى «إعادة الانخراط مع نظرائهم الإسرائيليين في المناقشات الرامية إلى تحقيق السلام»، وأشار إلى إلغاء الإمارات السبت الماضي قانون مقاطعة إسرائيل الذي صدر قبل 40 عاماً، وذلك على نحو يسمح للشركات والأفراد من البلدين بإقامة علاقات تجارية مباشرة.

ولفت البيان إلى أن مسؤولين إماراتيين وإسرائيليين وأميركيين، سيناقشون آفاق التعاون الثنائي في مجالات الاستثمار، والتمويل، والصحة، وبرنامج الفضاء المدني، والطيران المدني، والسياسة الخارجية والشؤون الدبلوماسية، والسياحة والثقافة، تمهيداً لـ»إقامة تعاون واسع بين دولتين هما من أكثر اقتصادات المنطقة ابتكاراً وديناميكية».

من ناحيته، قال متحدث باسم الخارجية الاسرائيلية من موقع قناة «العربية» السعودية، إن الرحلات المباشرة بين إسرائيل والإمارات قد تبدأ بحلول نهاية 2020.

كوشنر

من ناحيته، اعتبر جاريد كوشنر في حديث لقناة «سكاي نيوز عربية»، أن دولاً أخرى في المنطقة تسعى للاقتداء بالإمارات. وأضاف: «تحدثنا مع دول أخرى، وأجرينا الكثير من المناقشات معها، وأعتقد أن معظمها كانت تحسد الإمارات على الخطوة التي اتخذتها».

وقال إن «هذه الدول مصرّة على عدم تحديد الماضي لمستقبلها، إذ يريدون شرقاً أوسطاً أكثر سلاماً وازدهاراً وتواصلاً»، مشيراً إلى أن «شعوب المنطقة تتطلع إلى شرق أوسط أكثر سلاماً وازدهاراً».

وتابع: «كانت الأصداء إيجابية جداً في الإمارات، وهذا أمر مهم بالنسبة لدول أخرى. الآن سنبرم الكثير من الاتفاقات لتبدأ الأعمال. ناقشنا أمس فتح حسابات مصرفية بين البلدين لبدء العمل، كما ناقشنا فرص السفر وزيارة المعالم الدينية».

واعتبر أن «الرحلة المباشرة بين تل أبيب وأبوظبي، ليست إلا الخطوة الأولى نحو تحولات أكبر في المنطقة».

الظفرة

وقام كوشنر أمس بجولة في مسجد الشيخ زايد في أبوظبي وفي متحف اللوفر أبوظبي، وزار لاحقاً قاعدة الظفرة الجوية، في جنوب أبوظبي حيث ينشر فيها الجيش الأميركي مقاتلات F35 التي تطمح أبوظبي لامتلاكها مع أنّ نتنياهو أكد أنه يعارض الخطوة التي قد تقلل من من تفوق بلاده العسكري الجوي في المنطقة.

ورافق كوشنر مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، واستقبل الوفد الأميركي عدداً من المسؤولين الإماراتيين بينهم الوكيل المساعد للسياسات وللشؤون الاستراتيجية في وزارة الدفاع الإماراتية اللواء فلاح القحطاني، الذي وصف بلاده بأنها «شريك موثوق به».

وأضاف أن «البلدين يسعيان لتحقيق السلام والأمن والاستقرار الذي من شأنه أن يجلب الرخاء إلى هذه المنطقة، وهي منطقة كما تعلمون معقدة وغير مستقرة وتحيط بها قوى إقليمية تسعى للهيمنة».

وبعد ظهر أمس، وصل كوشنر والوفد المرافق إلى المنامة حيث أجرى اجتماعاً فور وصوله في قصر الصافرية مع العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة​، الذي شدّد على أنّ "الاستقرار والتضامن الخليجي يعتمد، في جميع المواقف، على الشقيقة الكبرى ​السعودية​، وأنّنا معها في السرّاء والضرّاء بما يحقّق الاستقرار والازدهار في المنطقة".

وإذ أكد "اعتزاز البحرين بعمق ومتانة العلاقات الاستراتيجيّة التاريخيّة مع ​الولايات المتحدة ​الصديقة"، معرباً عن شكره "لما تقوم به ​الإدارة الأميركية​ من جهود متواصلة تهدف لإحلال الأمن والسلام والاستقرار في منطقة ​الشرق الأوسط​"، أشاد العاهل البحريني بـ "المواقف التاريخيّة الثابتة للإمارات في الدفاع عن قضايا ومصالح الأمة العربية والإسلامية، ومساعيها الحثيثة للوصول إلى حلّ عادل وشامل، يضمن نيل ​الشعب الفلسطيني​ لحقوقه المشروعة ويحقّق السلام الدائم في المنطقة".

خامنئي

من ناحيته، اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي الاتفاق «خيانة» داعياً الإماراتيين الى التراجع عنه، واصفاً كوشنر بأنه «اليهودي في عائلة ترامب».

ورداً على سؤال حول تصريحات خامنئي، قال جمال المشرخ المسؤول بوزارة الخارجية الإماراتية، إن طريق السلام ليس مفروشاً «بالتحريض وخطاب الكراهية».

وأضاف "هذا النوع من الخطاب يأتي بنتائج عكسية لرؤية التطلع إلى خلق مستقبل أفضل للمنطقة".

شينكر

وأمس الأول، دعا مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، الدول الخليجية إلى تقديم تنازلات لحل الأزمة المستمرة منذ أكثر من 3 أعوام.

وبينما قال في حوار مع قناة "الجزيرة" القطرية، إن "حل الأزمة الخليجية يمثل أولوية بالنسبة لإدارة الرئيس دونالد ترامب"، اعتبر شينكرالذي يزور قطر ضمن جولة قادته إلى الكويت وسينهيها في بيروت خلال أيام، أن "الخلاف الخليجي لا يخدم أحداً سوى طهران، وأنه بسبب هذا الخلاف ليس هناك موقف موحد تجاه التهديد الإيراني"، مشيداً في الوقت نفسه بـ"الجهود العظيمة التي بذلتها الكويت من أجل حل الأزمة".

تصريحات خامنئي خطاب كراهية المشرخ
back to top