ألكسندر لوكاشينكو يحذّر من «مذبحة» إذا تخلى عن الحكم
موسكو ترفض وساطة خارجية وواشنطن ترفض تدخلها عسكرياً
اعتبر رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، أنه في حال وصول قوى المعارضة إلى السلطة فستشهد بلاده «مذبحة وسيكون وضعها أسوأ مما أصبحت عليه أوكرانيا المجاورة».ونقلت وكالة «سبوتنيك بيلاروس» عن لوكاشينكو قوله أمس: «لا أريد أن يقطع بلدي إرباً إرباً، هذا البلد الذي بنيته على أنقاض الإمبراطورية. ولا أريد أن يُذبح الناس الصادقون والمحترمون الذين عملوا من أجل هذا الهدف».وأضاف: «لن يقتصر الأمر في حال انتصار المعارضة على تطهير، كما يقول البعض، بل ستكون هناك مذبحة. وبالمقارنة معها، سيبدو ما حدث في أوكرانيا مجرد لعبة أطفال»، في إشارة إلى انقلاب عام 2014 في كييف الذي كان من تداعياته النزاع المسلح في شرق البلاد.
وحذر لوكاشينكو المسؤولين الذين انضموا إلى المجلس التنسيقي المعارض من أنهم سيحاسبون وفق القانون، مذكراً أنه تم رفع دعاوى جنائية على خلفية تأسيس هذه الهيئة باعتبارها «محاولة للاستيلاء على السلطة». وفي الوقت ذاته استبعد لوكاشينكو، في تصريحات أخرى أمس، إمكان نشوب حرب أهلية في بلاده، مؤكداً تمسك بيلاروس بمبدأ «تعدد المسارات» في سياستها الخارجية. في غضون ذلك، دعا فريق زعيمة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا المقيمة في ليتوانيا، إلى إضراب عمالي على مستوى البلاد أمس، في اليوم الأول من العام الدراسي في بيلاروسيا.وقال فريق تيخانوفسكايا في بيان: «الأول من سبتمبر هو يوم المعرفة. معرفة معنى التضامن البيلاروسي. أنضم إلى هذا الإضراب الذي يستمر يوماً واحداً، وأدعم العمال وأظهر للحكومة من هو المصدر الحقيقي للسلطة».وأوصى الفريق بأن يمتنع الأطباء ورجال الإطفاء وغيرهم من العاملين الأساسيين عن الإضراب. ودعا جميع العمال الآخرين إلى أخذ يوم إجازة من العمل ودعوا طلاب الجامعات إلى عدم الحضور. وأمس الأول، قالت تيخانوفسكايا في مقابلة مع صحيفة «بوليتيكو»، إن العشرات من الأشخاص الذين قُبض عليهم أثناء احتجاجهم على الانتخابات الرئاسية اختفوا ولا يزال مصيرهم مجهولاً.بدورها، أعلنت السياسية البيلاروسية المعارضة ماريا كوليسنيكوفا، تأسيس حزب جديد سيسعى إلى إجراء إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية في البلاد.ويهدف الحزب الجديد المسمى «فميستي» أو «معاً» إلى توفير منصة لأولئك الذين يسعون للتغيير، حسبما ذكرت كوليسنيكوفا (38 عاماً).وفي موسكو، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن تسوية الوضع في بيلاروسيا لا تتطلب أي وساطة من القوى الخارجية، متهماً سلطات ليتوانيا بمحاولة زعزعة الاستقرار في بيلاروسيا.وقال لافروف في محاضرة لطلاب معهد العلاقات الدولية في موسكو امس، «برأي لقد تجاوز جيرانا الليتوانيون كل حدود اللياقة. لدينا ما يدعو للاعتقاد أنهم يتعاملون مع السيدة تيخانوفسكايا بأساليب ليست ديمقراطية على الإطلاق ولا تبدي احتراماً كبيراً لسيادة جمهورية بيلاروسيا».وشدد الوزير الروسي على أنه ليس هناك أي حاجة لخدمات وساطة خارجية في تسوية الوضع في بيلاروسيا، ولا داعي لفرضها، منتقداً التصريحات التي يدلي بها القادة الغربيون مثل الأمين العام لحلف الناتو وممثلي الاتحاد الأوروبي وقادة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حول التطورات في بيلاروسيا.ورداً على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعرب عن استعداده للتدخل عسكرياً في حال تفاقمت الاحتجاجات بذريعة وجود اتفاقيات أمنية ودفاعية، دعت الناطقة باسم البيت الأبيض كايلي ماكاناني، روسيا «لاحترام سيادة بيلاروسيا وحق شعبها في انتخاب قادته، بحرية وإنصاف».وتشهد بيلاروسيا منذ الانتخابات الرئاسية في 9 أغسطس موجة احتجاجات تقودها المعارضة التي وصفت نتائج الانتخابات بالمزورة ورفضت الاعتراف بفوز لوكاشينكو، مطالبة بتنحيه وإجراء اقتراع جديد.