في ظل مساعيه المستمرة منذ أشهر لتحويل انتخابات 2020 من حكم على إدارته لأزمة كورونا إلى خطاب سياسي محوره «القانون والنظام»، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في مدينة كينوشا بأنها أعمال «إرهاب داخلي» تمارسها حشود عنيفة، وطالب بإدانة «الخطاب الخطير المناهض للشرطة».وذكى ترامب حالة الاستقطاب والجدل، برفضه أيضاً إدانة الوجود المتزايد للحراس والميليشيات المسلحة في الشوارع، واصفاً عمليات القتل المزعومة بأنها «موقف مثير للاهتمام».
ووجد الرئيس الجمهوري ضالته في مدينة كينوشا، التي تشهد موجة احتجاجات جديدة ضد العنصرية وعنف الشرطة، بعدما أطلق شرطي أبيض النار على الأميركي الإفريقي جايكوب بليك سبع مرات عن قرب في ظهره أمام أنظار أبنائه الصغار الثلاثة، وقال بعد جولة في المناطق المتضررة: «هذه ليست أعمال احتجاج سلمية، لكنّها إرهاب داخلي حقيقي».وأقامت الشرطة والحرس الوطني حواجز معدنية على طول طريق موكب ترامب في كينوشا، حيث اصطفت على الأرصفة الحشود المؤيدة له من جهة وأنصار حركة «حياة السود تهم» من جهة أخرى، وهم يتبادلون الهتافات المضادة عبر الطريق.وفي ظل إجراءات أمنية مشددة، زار ترامب متجراً محترقاً، ثم مركز قيادة مؤقتاً للإشادة بقوات الحرس الوطني، التي استدعيت لدعم الشرطة المحلية بعد تحوّل الاحتجاجات السلمية إلى السلب والحرق العمد وإطلاق النار.ومع بلوغ التوتر ذروته بعد مقتل شخصين وجرح ثالث على يد شاب انضم إلى مجموعة مسلحين يريدون «حماية» المدينة، هدد الرئيس الجمهوري بإرسال المزيد من الشرطة الاتحادية إلى مدن يحكمها ديمقراطيون حتى لو عارضوا ذلك، وقال: «في وقت ما يتعيّن أن نقوم بذلك بأنفسنا».
إعمار وتهديد
وفي وقت لاحق، لفت إلى أن إدارته خصصت ما لا يقل عن 47 مليون دولار لإنفاذ القانون في ولاية ويسكنسن والشركات الصغيرة وبرامج السلامة العامة. وقال ترامب: «سنعيد كينوشا إلى ما كانت عليه».ويرى الديمقراطيون ودعاة إصلاح الشرطة في كينوشا رمزا للعنصرية المؤسسية التي تؤدي إلى مواجهات قاتلة بين الضباط والمشتبه بهم السود.ويعد الديمقراطيون أشخاصا من مؤيدي ترامب، رمزا للميليشيات اليمينية التي تزداد جرأة بشأن التلويح بالأسلحة خلال الفعاليات السياسية ومحاولة العمل كجهات لإنفاذ القانون من الهواة.ورغم هذا الوضع المتفجّر على الأرض، أوضح ترامب أنه يأتي مع أولوية مختلفة: مواجهة ما وصفه مرارا بـ «الفوضى» في المدن التي يقودها الديمقراطيون.بايدن وحملته
وبعد الزيارة، التي طلب حاكم ويسكنسن توني إيفرز ورئيس بلدية كينوشا إلغاءها خوفاً من أن تزيد التوتر القائم، قالت حملة خصمه الديمقراطي جو بايدن، في بيان، «فشل ترامب مرة أخرى في ملاقاة الواقع، رافضا التفوه بالكلمات التي يحتاج إلى سماعها سكان ويسكنسن والأميركيون: إدانة للعنف بكل أنواعه بغضّ النظر عمّن يرتكبه».وبعد خطابه في بيتسبرغ، أعرب بايدن، أمس الأول، عن دعمه لإنفاذ القانون، وقال بايدن: «أريد أن أضيف 300 مليون دولار إلى ميزانياتها المحلية للتعامل مع الشرطة المجتمعية، والشخص الوحيد الذي يفكك التمويل هو الرئيس.. انظر إلى ميزانيته. إنه يدعو إلى خفض نصف مليار دولار في تطبيق إنفاذ القانون المحلي».ومع توجيه العديد من الأشخاص الانتباه إلى عدم المساواة العرقية في نظام العدالة، تناول بايدن أيضاً اتهامات بأن الولايات المتحدة دولة عنصرية. وقال: «لا، لكن يجب التعامل مع العنصرية. إنها أقلية صغيرة جدًا».وشنّ ابن شقيق الرئيس الأسبق جورج بوش، هجوماً على بايدن بسبب إعلانه العزم على تخليص الاقتصاد من الاعتماد على الوقود الأحفوري.وكتب بوش، الذي يشغل منصب مفوض أراضي ولاية تكساس على «تويتر» أمس الأول: «يجب أن يرعب هذا أي شخص تعتمد معيشته على صناعة الطاقة، هذه فكرة راديكالية من شأنها أن تدمر قدرة عدد لا يحصى من الأميركيين على إطعام عائلاتهم».الانتخابات
من جهة ثانية، حجبت شركة «فيسبوك» أمس الأول شبكة حسابات وصفحات مزيفة أنشأها عملاء روس جندوا صحافيين لكتابة مقالات يحاولون من خلالها توجيه الأميركيين خلال الانتخابات المقررة في 3 نوفمبر.وقالت الشركة إنها اكتشفت الشبكة المكونة من 13 حساباً مزيفًا وصفحتين مبكراً، قبل أن تتاح لهما فرصة كسب جمهور كبير، مؤكدة أن إجراءها «يدل على فعاليتها المتزايدة في استهداف عمليات التضليل الأجنبية قبل انتخابات 2020».في غضون ذلك، أصبح جو كينيدي الثالث أول عضو في العائلة الشهيرة في الساحل الشرقي يخسر انتخابات في ولاية ماساشوسيتس بإقراره أمس الأول بتغلّب السيناتور الحالي إيد ماركي عليه في الانتخابات التمهيدية للحصول على مقعد مجلس الشيوخ.ومنذ أن تم انتخاب جون إف كينيدي للكونغرس في عام 1946، كانت عائلته تفوز في الانتخابات بمسقط رأسها في ماساشوسيتس على مدى الأجيال.وكان كينيدي، الذي تم انتخابه بمجلس النواب في 2013 يأمل في أن يصبح واحداً من الاثنين الأعضاء في مجلس الشيوخ عن ولاية ماساشوسيتس. وينظر إليه باعتباره جزءا من الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي.