وسط الاحتجاجات الحاشدة على إعادة انتخاب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، أعلن وزير خارجية بيلاروسيا فلاديمير ماكي، أمس، أن بلاده تمكنت من منع تكرار السيناريو الأوكراني، ومنعت اندلاع ثورة ملونة منظمة من الخارج.

وأضاف ماكي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو: «علينا أن نرد على التحديات الداخلية والخارجية، ولن نسمح بتنفيذ السيناريو الأوكراني، وهو سيناريو ثورة ملونة منظمة من الخارج»، شاكرا لافروف على موقف موسكو الثابت والواضح، بشأن الوضع في بيلاروسيا.

Ad

كما أعلن أن الإصلاح الدستوري في بيلاروسيا هو أفضل خيار لتطبيع الحوار في المجتمع، وقال: «الآن يتم تشكيل مجموعة عمل، حيث يتم إعداد تعديلات محددة. بالطبع، ستجرى مناقشة التعديلات مع جميع فئات السكان. لا أستبعد أنه سيتم إنشاء بعض الهياكل التي سيتم من خلالها مناقشة هذه التعديلات».

من ناحيته، اعتبر لافروف، أن موسكو تمتلك معلومات مؤكدة حول وجود أعمال لزعزعة استقرار بيلاروسيا يتم تنفيذها من أراضي أوكرانيا، موضحاً أن هذه المعلومات تخص وجود نحو 200 عنصر متطرّف تم إعدادهم في أوكرانيا.

كما أعلن لافروف أنه من المتوقع وصول رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين اليوم إلى مينسك، في أول زيارة لمسؤول روسي بهذا المنصب منذ بداية الأزمة السياسية.

وأشار لافروف إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين سيستقبل في موسكو قريباً نظيره البيلاروسي، مؤكدا أن لقاء القمة سيعقد في غضون الأسبوعين القادمين.

وتأتي هذه الزيارة وسط تظاهرات حاشدة كان آخرها احتجاج نظمه مئات الطلاب الجامعيين أمس الأول، في شوارع مينسك ضد لوكاشينكو مع بدء العام الدراسي الجديد، بعد 3 أسابيع من الاحتجاجات المستمرة ضد إعادة انتخابه لولاية رئاسية سادسة.

واعتقلت شرطة مكافحة الشغب نحو 10 طلاب هتفوا «فاشيون» و»هذه مدينتنا» أثناء محاولتهم تشكيل سلسلة بشرية وسط العاصمة.

إلى ذلك، أكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن أي تهديد خارجي يحدّق بإحدى الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي يمثل تهديداً لجميع أعضاء هذه المنظمة.

وكان لوكاشينكو أعلن الجمعة الماضي، عزم مينسك وموسكو تفعيل القوة العسكرية المشتركة إذا حدث أي «تحرك عدواني طائش» على الحدود الغربية للدولة الاتحادية، التي تشكلها روسيا وبيلاروسيا.

وتضم منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تم تشكيلها عام 1992، ست دول هي: روسيا وبيلاروسيا وأرمينيا وقرغيزستان وطاجيكستان وكازاخستان.

ورد بيسكوف على سؤال عما إذا كان لوكاشينكو قد نسق بيانه مع نظيره الروسي بالقول: «لا، إنه لا يوافق على مثل هذه التصريحات. ولا داعي لذلك».

كما نفى بيسكوف وجود أي مناقشات بين موسكو ومينسك بشأن إنشاء قاعدة عسكرية روسية في بيلاروسيا، لافتاً إلى ضرورة استمرار التعاون بين عسكريي البلدين، وإلى أن العلاقات بين الدولتين تشمل طيفاً واسعاً جداً من المجالات.

وردا على سؤال حول إمكان توصل الحكومتين إلى اتفاق بشأن إعادة تمويل الديون البيلاروسية خلال زيارة ميشوستين لمينسك اليوم، قال بيسكوف إن «الاتصالات مع مينسك بشأن إعادة تمويل ديون بيلاروسيا مستمرة، دعونا ننتظر، ميشوستين سيسافر وعلينا انتظار نتائج الزيارة».

وفي نهاية الشهر الماضي، أعلن لوكاشينكو، أنه اتفق مع بوتين على إعادة تمويل مليار دولار من ديون بلاده لروسيا.

إلى ذلك، يشارك وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين، في اجتماع مشترك لوزراء دفاع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي وبلدان رابطة الدول المستقلة الذي سيعقد في موسكو غداً.