«لوكاندة بير الوطاويط» سلسلة جرائم غامضة تدمي ماضي القاهرة

صادرة عن دار الشروق للكاتب أحمد مراد

نشر في 03-09-2020
آخر تحديث 03-09-2020 | 00:03
قدمت رواية "لوكاندة بير الوطاويط" لأحمد مراد صورا كثيرة لصاحب اليوميات سليمان السيوفي، قبل إنشاء جهاز شرطة منظم.
في منتصف القرن التاسع عشر بدأت سلسلة جرائم بشعة تستهدف أبناء الطبقة الحاكمة في مصر، لكن شخصا واحدا استطاع أن يمسك بطرف الخيط المؤدي للكشف عن الجاني، ذلك الرجل هو ساكن لوكاندة بير الوطاويط التي اختارها الروائي المصري أحمد مراد عنوانا لأحدث رواياته.

وتأتي الرواية، الصادرة عن دار الشروق بالقاهرة، في 253 صفحة من القطع المتوسط، وهي السابعة في رصيد الكاتب، الحاصل على جائزة الدولة للتفوق في الآداب.

وتنطلق الأحداث من عام 2019، أثناء ترميم لوكاندة بير الوطاويط المجاورة لمسجد أحمد بن طولون في حي السيدة زينب، حيث عُثر على يوميات تعود لعام 1865، مدفونة وراء حائط الغرفة رقم 7 بالطابق الثالث في اللوكاندة ومحفوظة بشكل جيد.

خبرة كبيرة

وصاحب اليوميات هو سليمان جابر السيوفي، الذي عمل مصورا للموتى لسنوات، قبل إنشاء جهاز شرطة منظم، وله خبرة كبيرة في تحليل الجرائم، وإن كان في الوقت ذاته غريب الأطوار وذا خيال واسع.

ويعود المؤلف للقرن التاسع عشر، ليبدأ سرد الأحداث من واقع المذكرات التي دونها صاحبها في متوالية رقمية وليس بتواريخ الأيام، ويختار لنا المذكرات من رقم 34 إلى 53 فقط، وهي إن بدت قليلة فبداخلها أحداث اجتماعية وسياسية وتاريخية غاية في الإثارة.

ومنذ استدعاء سليمان السيوفي للمشاركة في حل لغز الجريمة الأولى يجد القارئ نفسه مشدودا للمشاركة في البحث عن الجاني بسبب الطريقة الغريبة التي يتفنن بها في تعذيب ضحاياه قبل إنهاء حياتهم، بل وتركه تذكارا مميزا في مسرح الجريمة للتفاخر بفعلته.

وتتوالى الأحداث وتتفرع الرواية إلى 3 مسارات لا تنفصم، الأول هو جرائم القتل التي يؤدي دأب البطل في الكشف عن مرتكبها وذكاؤه في البحث والتحليل إلى وضعه هو شخصيا في ذيل القائمة، بحسب ما توعده الجاني رغم عدم صلته بالشخصيات المرموقة المستهدفة.

والمسار الثاني هو القاهرة قديما في زمن شق قناة السويس، وإبان حكم الخديوي إسماعيل والسلطان العثماني عبدالعزيز الأول، حيث تتجلى الشوارع والأزقة وتطل "تكية المكفوفين"، ويلوح من بعيد سوق الرقيق الذي تتنافس فيه وكالة المحروقي مع وكالة السلحدار على جلب وتوريد الجواري والعبيد من أنحاء العالم.

كما تظهر بين السطور أسماء بعض المهن التي اندثرت بحكم الزمن، مثل "المشاعلية" الذين كانوا يشعلون العواميد بعصيهم ليضيئوا ليل المحروسة.

والمسار الثالث هو الحياة الشخصية لسليمان السيوفي، ذلك الشخص الغريب الذي يسكن لوكاندة بير الوطاويط ومولع بالنساء، ويظن أن لديه ملكات خاصة، ويربي في حجرته "حيوانا أليفا" ما هو إلا ذبابة ضخمة يتحدث إليها وتلهمه في حل القضايا والخروج من المآزق التي يقع فيها.

بعد رومانسي

وبجانب البطل وحاشية أفندينا والقاتل العنيد تظهر الجارية قشطة، تلك الفتاة القادمة من أدغال افريقيا، والتي تضيف علاقتها بسيدها سليمان السيوفي بعدا رومانسيا عذبا للرواية.

والمؤلف أحمد مراد كدأبه في أعمال سابقة استخدم وسائل التواصل الاجتماعي في نشر صور ومقاطع مصورة متخيلة لبعض أحداث وشخصيات الرواية، وهو ما ساهم بشكل رئيسي في الترويج للعمل، وأبقى على شغف القراء بالرواية حتى بعد الانتهاء منها ومعرفة الجاني.

بطل اليوميات سليمان السيوفي عمل مصوراً للموتى لسنوات

الرواية تسير في ثلاثة مسارات لا تنفصم
back to top