السعودية تفتح أجواءها لكل الدول للعبور إلى الإمارات

• عبدالفتاح السيسي لنتنياهو: نثمن «اتفاق إبراهيم»
• جاريد كوشنر يجري مباحثات مع محمد بن سلمان وأمير قطر

نشر في 03-09-2020
آخر تحديث 03-09-2020 | 00:06
سمحت السعودية لكل الدول بعبور أجوائها إلى الإمارات، في خطوة تسمح لأبوظبي وإسرائيل بالمضي في خطط تسيير رحلات مباشرة بينهما، بينما أجرى مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر مباحثات في الرياض والدوحة، في إطار جولة إقليمية.
في أول تأكيد رسمي سعودي على السماح للطائرات من كل الدول، وبينها إسرائيل، بعبور أجوائها من الإمارات وإليها، وبعد رحلة تجارية إسرائيلية لأبوظبي عبرت في سماء المملكة مطلع الأسبوع، أكّدت السعودية أمس، أنّها وافقت على السماح لكل الرحلات الجوية القادمة إلى دولة الإمارات والمغادرة منها بعبور أجوائها.

وأعلنت هيئة الطيران المدني السعودية في تغريدة «الموافقة على الطلب الإماراتي بالسماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة إليها والمغادرة منها إلى كل الدول».

وهذا أول تأكيد رسمي سعودي، بعدما كان مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر كشف عن ذلك الاثنين الماضي في أبوظبي لدى وصوله مع وفد إسرائيلي في أول زيارة من نوعها لدولة خليجية.

بن فرحان

وسارع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى التأكيد على «تويتر»، أن «مواقف المملكة الثابتة والراسخة تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني لن تتغير بالسماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة لدولة الإمارات العربية المتحدة والمغادرة منها إلى كل الدول»، مضيفا «كما أن المملكة تقدر جميع الجهود الرامية إلى تحقيق سلام عادل ودائم وفق مبادرة السلام العربية».

جولة كوشنر

وجاء تأكيد فتح الأجواء بعد ساعات قليلة من لقاء بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وكوشنر، الذي بدأ في أعقاب إعلان الإمارات وإسرائيل عن «اتفاق ابراهيم» بينهما عقب وساطة أميركية، جولة في عدد من الدول الخليجية، شملت أبوظبي والمنامة والرياض التي غادرها متوجهاً الى الدوحة، حيث استقبله أمس أمير قطر الشيخ تميم بن حمد.

وكان كوشنر وبن سلمان بحثا «الشراكة بين البلدين الصديقين وأهمية تعزيزها في المجالات كافة، خصوصاً بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، وما يضمن تعزيز الأمن والسلم الدوليين»، وفقا لـ «وكالة الأنباء السعودية» الرسمية (واس)، مشيرة الى أنه «تم أيضاً بحث آفاق عملية السلام في المنطقة، وضرورة استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتحقيق السلام العادل والدائم». ولم تصدر أي تصريحات من بن سلمان أو كوشنر بعد اللقاء.

وكانت تقارير أفادت بأن كوشنر سيحاول إقناع بن سلمان بحضور توقيع الاتفاق الاماراتي ـــ الاسرائيلي في واشنطن.

وأفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) بأن أمير قطر استقبل، في مكتبه بقصر البحر، كبير مستشاري الرئيس الأميركي، حيث جرى استعراض العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين قطر والولايات المتحدة، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.

نتنياهو

وبعيد الإعلان السعودي، أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان: «هذه هي ثمار السلام المرتبطة بالسلام الحقيقي. أود أن أشكر جاريد كوشنر والشيخ محمد بن زايد على هذه المساهمة المهمة»، مشيراً إلى أن أول رحلة تجارية بين إسرائيل والإمارات «لن تكون الأخيرة».

وقال نتنياهو: «أعمل منذ سنوات على افتتاح سماء إسرائيل نحو الشرق. كانت هناك بشرى كبيرة قبل عامين عندما سمح لشركة طيران الهند بالقيام برحلات جوية مباشرة إلى إسرائيل، ‏والآن، تم تحقيق إنجاز عملاق آخر وهو إمكان طائرات إسرائيلية وطائرات تابعة لجميع الدول، الطيران مباشرة من إسرائيل إلى أبوظبي ودبي والعودة إلى هنا»، معتبراً أن «هذا الأمر سيؤدي إلى تخفيض أسعار الرحلات الجوية وتقصير مدة الرحلات، وسيطور السياحة بشكل هائل ويعزز اقتصادنا».

السيسي

وفي القاهرة، أعلن الناطق باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث أكد السيسي «دعم مصر لأي خطوات من شأنها إحلال السلام بالمنطقة بما يحافظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ويتيح إقامة دولته المستقلة، ويوفر الأمن لإسرائيل»، مثمنا الإعلان عن الاتفاق الإماراتي- الإسرائيلي باعتباره «خطوة في هذا الاتجاه».

وأكد الرئيس المصري «أهمية عدم إقدام الجانب الإسرائيلي على اتخاذ إجراءات أحادية الجانب تقوّض من فرص إحلال السلام، وخصوصاً الامتناع عن ضم أراض فلسطينية، بهدف إتاحة المجال لتضافر الجهود بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لتحريك الجمود الحالي الذي تشهده القضية الفلسطينية، والدفع باتجاه استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وصولا لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفق المرجعيات الدولية، وتحقيق الأمن والسلام والازدهار لشعوب المنطقة».

مندوبو «الجامعة» يناقشون «اتفاق إبراهيم»

يبحث مجلس الجامعة العربية في دورته العادية على مستوى المندوبين الدائمين الأحد المقبل تداعيات «اتفاق ابراهيم» بين الامارات وإسرائيل على القضية الفلسطينية، بطلب من فلسطين.

وأعلنت الجامعة العربية، في بيان صحافي أمس، بنود جدول أعمال المجلس في دورته الـ154 المقرر عقدها بمقر الإمانة العامة للإعداد للاجتماع الوزاري المقرر عقده الثلاثاء القادم عبر تقنية الفيديو كونفرانس برئاسة فلسطين.

وأعدت الأمانة العامة مشروع جدول الأعمال لاتخاذ ما يراه المندوبون من توصيات لعرضها على مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية. ويضم جدول الأعمال ثمانية بنود دائمة إضافة إلى طلب فلسطين مناقشة الإعلان الثلاثي الأميركي الإماراتي الإسرائيلي وتداعياته علي القضية الفلسطينية ومبادرة السلام العربية.

ومن بنود الاجتماع التدخل الايراني والتركي في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأمن الملاحة وإمدادات الطاقة لدول الخليج، إضافة إلى التضامن مع لبنان.

الرئاسة الفلسطينية

وفي رام الله، أكدت الرئاسة الفلسطينية أمس، التمسّك بمبادرة السلام العربية التي تبنّتها جامعة الدول العربية عام 2002 لـ «إسقاط التطبيع المجاني» مع إسرائيل.

وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن الاجتماع الذي سيعقد اليوم بمشاركة الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس لأول مرة منذ سنوات «بمثابة رسالة واضحة للجميع بأن فلسطين بشعبها ومقدساتها أكبر من كل المؤامرات».

وأوضح أبو ردينة أن الهدف الأساسي للاجتماع هو البدء بخطوات مهمة على طريق تجسيد الوحدة لـ «إسقاط مؤامرة الضم والأبرتهايد والاستيطان وتهويد القدس».

قرقاش وبن شباط

وقبيل مغادرة الوفد الاسرائيلي أبوظبي أمس الأول، اجتمع وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات أنور قرقاش مع مستشار ورئيس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شباط، الذي ترأس وفد بلاده الى الامارات، في ديوان عام وزارة الخارجية والتعاون الدولي بأبوظبي.

ونقلت «وكالة أنباء الإمارات» الرسمية (وام) عن قرقاش، أنّ «الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل يمثل خطوة إيجابية في دفع فرص السلام في المنطقة، وسيؤسّس لعلاقات ثنائية راسخة في مجالات عدة: اقتصادية وعلمية وتكنولوجية وتنموية وثقافية وسياحية، لتصب نتائجها في مصلحة البلدين والمنطقة عموماً».

وأضاف قرقاش أن «الاتفاق ساهم في تعليق ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ووفر فرصة تاريخية للعودة إلى المفاوضات في مسعانا المشترك للوصول إلى سلام مستدام يعزز أمن المنطقة واستقرارها».

مواقفنا تجاه القضية الفلسطينية راسخة ولن تتغير بقرار عبور الرحلات وزير الخارجية السعودي
back to top