أعطت السعودية، أمس، الضوء الأخضر للرحلات الجوية المباشرة بين الإمارات وإسرائيل بالتحليق في أجوائها، بعد الرحلة التاريخية بين البلدين التي جرت قبل أيام، وكانت تقل وفداً أميركياً ـــ إسرائيلياً. ونقلت "وكالة الأنباء السعودية" الرسمية (واس) عن الهيئة العامة للطيران المدني السعودية أنها وافقت على طلب الإمارات السماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة إليها والمغادرة منها لكل الدول.
ومن دون أن يشير إلى المملكة، نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شريطاً مصوراً أوضح فيه أنه بات يمكن للطائرات الإسرائيلية الطيران مباشرة إلى الإمارات، متتبعاً مسار الرحلة على خريطة وواضعاً إصبعه فوق المملكة. وفي تصريحات لاحقة، علق نتيناهو على القرار بأنه "يعمل منذ سنوات على فتح سماء إسرائيل نحو الشرق"، موجهاً الشكر لكبير مستشاري الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.في المقابل، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن قرار المملكة فتح مجالها الجوي "لن يؤثر على موقف الرياض الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني".
وجاء إعلان القرار بعد ساعات فقط من استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لكوشنر، الذي يقوم بجولة إقليمية تهدف إلى إقناع العدد الأكبر من قادة المنطقة بحضور حفل توقيع الاتفاق بين إسرائيل والإمارات في واشنطن. ولم يصدر أي إعلان من الرياض حول مشاركة على أي مستوى في التوقيع الذي لم يحدد موعده بعد.وبعد أبوظبي والمنامة والرياض، زار كوشنر، أمس، الدوحة حيث استقبله أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الذي جدد "موقف بلاده الداعي إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين، وبما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة".من ناحيته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، إن "المنطقة تتغير بحرص الرئيس ترامب على إقامة علاقات جيدة بين إسرائيل ودول الجوار"، معتبراً الاتفاق الإماراتي ـــ الإسرائيلي "دليلاً على إمكانية تحقيق السلام"، وداعياً إلى الاتحاد في وجه إيران.وفي القاهرة، أعلن الناطق باسم الرئاسة المصرية أن الرئيس عبدالفتاح السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الإسرائيلي، موضحاً أن السيسي أكد "دعم مصر لأي خطوات من شأنها إحلال السلام بالمنطقة بما يحافظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويتيح إقامة دولته المستقلة ويوفر الأمن لإسرائيل"، مثمناً إعلان الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي باعتباره "خطوة في هذا الاتجاه".