النفط حول أدنى مستوى في عدة أسابيع بفعل مخاوف الطلب
البرميل الكويتي يرتفع 12 سنتاً ليبلغ 45.95 دولاراً
تلقّت أسواق النفط بعض الدعم من نفي العراق سعيه للحصول على إعفاء من تخفيضات نفط «أوبك+» خلال الربع الأول من العام المقبل.
ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 12 سنتا ليبلغ 45.95 دولارا في تداولات يوم الأربعاء مقابل 45.83 دولارا في تداولات يوم الثلاثاء وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.وفي الأسواق العالمية، تحوم أسعار النفط قرب أدنى مستوى في عدة أسابيع أمس، إذ تضررت المعنويات بفعل قلق إزاء انخفاض استهلاك البنزين في الولايات المتحدة وتعثّر التعافي الاقتصادي من جائحة كوفيد-19.وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي أربعة سنتات أو ما يعادل 0.10 بالمئة إلى 41.55 دولارا للبرميل وانخفض خام برنت سنتا، أو ما يعادل 0.02 بالمئة إلى 44.42 دولارا للبرميل.
وانخفض الخامان القياسيان ما يزيد على 2 بالمئة الأربعاء، فيما تراجع خام غرب تكساس لأدنى مستوى إغلاق في نحو 4 أسابيع وبرنت لأضعف مستوى منذ 21 أغسطس.وهبط الطلب على البنزين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى 8.78 ملايين برميل يوميا من 9.16 ملايين برميل يوميا قبل أسبوع.كما غذت بيانات أخرى، مثل أن أرباب الأعمال في القطاع الخاص الأميركي وظفوا عددا أقل من المتوقع من العاملين للشهر الثاني على التوالي في أغسطس، المخاوف من أن التعافي الاقتصادي يتعثّر.لكن أسواق النفط تلقّت بعض الدعم من نفي العراق سعيه للحصول على إعفاء من تخفيضات نفط أوبك+ خلال الربع الأول من العام المقبل.ويحذّر محللون من أن أعمال الصيانة القادمة لمصافي التكرير ونهاية موسم الصيف الذي تنتعش فيه قيادة السيارات قد تحدان من الطلب على الخام.وقالت إيه. إن. زد للأبحاث في مذكرة اليوم إن خام غرب تكساس يتعرّض لضغوط «بعد أن حددت شركات التكرير الأميركية قائمة طويلة من إغلاقات الصيانة خلال الأشهر القادمة، مما سيؤثر دون شك على طلب النفط الخام».ويتوقّع بنك كومنولث أن يبلغ خام برنت في المتوسط 46 دولارا في الربع الرابع، قبل أن يرتفع إلى 55 دولارا بحلول نهاية 2021.وذكرت فاندانا هاري (مؤسسة الشركة الاستشارية في مجال الطاقة «فاندا إنسيتس») أن أسعار النفط من المرجح أن تواصل الارتفاع بسبب ضعف الدولار، لأنه الداعم الوحيد لها. وصرحت هاري في حديثها مع شبكة «سي إن بي سي» قائلة: فيما يتعلق بالأساسيات، فإنه لا يوجد الكثير من العوامل لتحريك أسعار النفط في أي من الاتجاهين. وأضافت أنه كان هناك انتعاش طفيف في أسعار النفط خلال شهري مايو ويونيو، مع إعادة تشغيل الاقتصادات بعد الإغلاق بسبب الجائحة، ولكن الطلب على النفط تراجع في شهري يوليو وأغسطس في بعض الدول مثل الهند. وتتوقع أن تظل العملة الأميركية تحت الضغط حتى العام المقبل، إذ من مصلحة الاقتصاد الأميركي إبقاء الدولار منخفضًا، وسيمنح ذلك بعض الدعم لأسعار النفط. وأشارت إلى أن جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحفاظ على ازدهار أسواق الأسهم ستساعد أيضًا، وسيشمل ذلك الكثير من التحفيز النقدي والمالي والأنباء الإيجابية عن لقاح لفيروس كورونا. وتخفض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء، فيما يعرف باسم مجموعة أوبك+، الإنتاج حاليا بنحو 7.7 ملايين برميل يوميا حتى ديسمبر لدعم الأسعار، مع تقوّض الطلب بفعل أزمة فيروس كورونا.
خطط «أرامكو»
على صعيد ذي صلة، أوردت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مصادر مطّلعة أن «أرامكو» السعودية تعكف على مراجعة خطط للتوسع محليا وخارجيا، وذلك في مواجهة انخفاض حاد لأسعار النفط وعبء توزيعات الأرباح.وأفاد التقرير بأن «أرامكو» ستعيد النظر في خطة حجمها 6.6 مليارات دولار لإضافة إنتاج بتروكيماويات بمصفاتها موتيفا في تكساس، وكذلك في مشروع كبير للغاز الطبيعي مع سيمبرا إنرجي في تكساس أيضا.وقالت الصحيفة إن الشركة التي تديرها الدولة ستعلّق أيضا استثمارات في مصافي تكرير بالصين والهند وباكستان. تقلص شركات النفط في أنحاء العالم شتى أوجه الإنفاق لدعم السيولة، في الوقت الذي يواجه القطاع توقعات لأسعار نفط منخفضة لفترة طويلة، بعد أن بددت جائحة كوفيد-19 الطلب على الوقود. وأضاف التقرير أن «أرامكو» ستؤجل لمدة عام خططا لتعزيز الطاقة الإنتاجية للخام داخل السعودية إلى 13 مليون برميل يوميا من 12 مليون برميل يوميا حاليا.وفي الشهر الماضي، أوردت صحيفة فايننشال تايمز أن الشركة تعتزم خفض إنفاقها الرأسمالي إلى ما بين 20 و25 مليار دولار هذا العام، لدفع توزيعات أرباح تبلغ 75 مليارا تعهّدت بها للمستثمرين لدى طرحها العام الأوّلي في العام الماضي. ولم ترد «أرامكو» حتى الآن على طلب من «رويترز» للتعقيب.