جو بايدن يزخم حملته ودونالد ترامب يطالب بالتصويت مرتين!

أعمال عنف واعتقالات في بورتلاند... و«فيسبوك» توقف الإعلانات السياسية الجديدة

نشر في 04-09-2020
آخر تحديث 04-09-2020 | 00:04
الرئيس دونالد ترامب يتحدث بمناسبة الذكرى 75 لنهاية الحرب العالمية الثانية أمام البارجة نورث كارولينا في ويلمنغتون أمس الأول 	(أ ف ب)
الرئيس دونالد ترامب يتحدث بمناسبة الذكرى 75 لنهاية الحرب العالمية الثانية أمام البارجة نورث كارولينا في ويلمنغتون أمس الأول (أ ف ب)
بعد أشهر من حملة باهتة بدأ المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية يسلك طريق منافسه دونالد ترامب الذي وجّه دعوة صادمة طلب فيها من أنصاره التصويت مرتين لمصلحته في الانتخابات المقررة في 3 نوفمبر المقبل، في وقت وقع مذكرة لقطع ​التمويل الفدرالي عن مدن لا تواجه الاضطرابات العرقية بشكل يرضيه.
بعد يومين من زيارة الرئيس دونالد ترامب لمدينة كينوشا، حاول خصمه الديمقراطي جو بايدن إبراز التناقض معه في السباق للرئاسة، عبر لقاء في المدينة ذاتها مع عائلة جايكوب بليك الذي جرح برصاص الشرطة ما أدى إلى تأجج الغضب ضد العنصرية، وموافقته للمرة الأولى منذ أسابيع على الرد على أسئلة صحافيين في معقله ديلاوير بولاية واشنطن.

وفي العلن، يريد نائب الرئيس السابق أن يزور المدينة الواقعة في ولاية ويسكنسن الأساسية في الانتخابات «لبلسمة جروح» كينوشا. لكن الإشارة الواضحة هي أنه بعد أشهر من أقصى درجات الحذر بسبب الوباء سيعود السياسي المخضرم إلى الساحة. وقام بايدن (77 عاماً) الاثنين بأول رحلة رسمية بالطائرة متوجهاً إلى بيتسبرغ في ولاية أساسية أخرى هي بنسلفانيا.

وبينما ضاعف ترامب رحلاته قبل شهرين من الانتخابات وزار بعد كينوشا مدينة ويلمينغتون في ولاية كارولاينا الشمالية، قال بايدن، أمس الأول، «أرغب في الخروج أكثر مما أفعل الآن لكن أعتقد أن أي رئيس يتحمل مسؤولية أن يكون نموذجاً يحتذى» عبر احترامه إجراءات الوقاية للحد من انتشار فيروس كورونا.

وبعد مشاورات مع خبرائه الطبيين، قرر نائب الرئيس السابق التوجه إلى كينوشا الواقعة على ضفاف بحيرة ميشيغان الكبيرة، التي تشهد أعمال شغب ليلية منذ إصابة الأميركي الأسود جايكوب بليك بجروح خطيرة بسبع رصاصات أطلقها عليه شرطي أبيض أمام أبنائه في 23 أغسطس.

وقال بايدن، في مؤتمر صحافي نادر أمام بضعة صحافيين فقط وقفوا بعيداً على دوائر كبيرة رسمت على الأرض، «يجب أن نبلسم الجروح».

وبعد ذلك سترافقه زوجته جيل بايدن في محطة أخرى في ويسكنسن، لم تكشف بعد.

جمع التبرعات

وخلافاً لمنافسه، يدين بايدن باستمرار «العنصرية المؤسسية» في الولايات المتحدة. وفي ما بدا رداً على الملياردير النيويوركي الذي يتهمه بالتراخي في مواجهة أعمال الشغب، انتقد أيضاً لأيام عدة بحماس أكبر «العنف والحرائق وأعمال النهب».

وفي هذه الأثناء، أعلنت حملة بايدن جمع تبرعات بقيمة 364.5 مليون دولار في أغسطس، محطماً بذلك الرقم القياسي الشهري السابق، على الرغم من أن الجزء الأكبر من داعيته جرت عبر الإنترنت.

وعبّر بايدن عن شكره لفريقه، موضحاً أن «57 في المئة من هذه الأموال جاء من تبرعات عبر الإنترنت من أشخاص مثلكم دفعوا خمسة أو عشرة دولارات أو عشرين دولاراً».

ورأى أن ذلك يجعل من أغسطس «أفضل شهر لجمع التبرعات عبر الإنترنت في التاريخ السياسي» الأميركي.

التصويت مرتين

وفي خطوة اعتبرها مراقبون دعوة صريحة للتزوير، اقترح ترامب على أنصاره التصويت لمصلحته في مواجهة خصمه الديمقراطي جو بايدن عبر البريد ثم الذهاب شخصياً إلى مراكز الاقتراع للتصويت له مرة ثانية.

وفي فيديو نشرته أمس شبكة «سي إن إن»، قال ترامب، لصحافيين قبل استقلاله طائرته الرئاسية، «دعهم يرسلونه، ودعهم يذهبون للانتخاب، وإذا كان نظامهم جيداً كما يقال فلن يستطيعوا التصويت»، مضيفاً: «وإذا كان عكس ذلك فسيتمكنون من التصويت، هذه هي الطريقة وهذا ما يجب عليهم القيام به».

ومع استمرار ترامب بإثارة المخاوف حول نزاهة انتخابات الرئاسة في 3 نوفمبر 2020، اعتبر النائب العام ويليام بار أمس الأول، أن إرسال بطاقات الاقتراع عن طريق البريد عرضة للتزوير لأن دولاً أجنبية يمكن أن ترسل آلاف بطاقات التصويت المزورة.

وقال بار، للشبكة ذاتها، «أنا أستند في ذلك إلى المنطق القلق يساور الناس بشأن النفوذ الأجنبي، وإذا استخدمنا نظام الاقتراع الذي تحاول الولايات الآن اعتماده، فإنه يترك إمكانية التزوير مفتوحة».

وعلى وقع الانقسام غير المسبوق وتوسع موجة الاحتجاجات العرقية وأعمال الشغب، وقع ترامب​ مذكرة تهدف إلى قطع ​التمويل الفدرالي عن مدن وصفها بأنها مناطق «فوضوية» وبينها واشنطن ونيويورك وسياتل وبورتلاند.

وقال ترامب، في مرسوم نشره البيت الأبيض أمس، «لن تسمح إدارتي بإرسال الدولارات من الضرائب الفدرالية لتمويل المدن التي تسمح لنفسها بالتحول إلى مناطق خارجة عن القانون»، مضيفاً: «من المهم جداً أن تقوم الحكومة الفدرالية بمراجعة السماح للسلطات المحلية التي تتسامح مع الفوضى والعنف والتخريب في المدن، باستخدام الأموال الفدرالية».

وكلف ترامب، الذي صنف الاحتجاجات المستمرة منذ أشهر في كينوشا بورتلاند بأنها أعمال «إرهاب داخلي»، المدعي العام بوضع قائمة تضم «السلطات الفوضوية» التي «ترفض اتخاذ خطوات معقولة» لاستعادة النظام العام. وأمره بإعداد مقترحات في غضون شهر حول كيفية حرمان هذه المدن من المساعدات الفدرالية.

أعمال عنف

إلى ذلك، أعلنت شرطة مدينة بورتلاند اعتقال بعض المتظاهرين بعدما رشقوا أفرادها بالحجارة والمقذوفات، مؤكدة أن «الحشود استمرت في التجمع بشارع نورث إيست إمرسون رغم التحذيرات».

وتشهد بورتلاند تظاهرات يومية منذ أكثر من ثلاثة أشهر للمطالبة بإصلاح الشرطة وبالعدالة الاجتماعية. وتتحول هذه المظاهرات في بعض الأحيان إلى اشتباكات بين المحتجين والشرطة، وكذلك بين جماعات من اليمين واليسار.

إلى ذلك، ووسط قلق من استغلال أي تراخٍ يتعلق بحرية الرأي في حدوث تدخل في التصويت مرة أخرى، أعلنت شركة فيسبوك أمس أنها لن تقبل نشر إعلانات سياسية جديدة في الأسبوع السابق على انتخابات الرئاسة، وستضع علامة أمام منشورات المرشحين أو الحملات الانتخابية التي تحاول إعلان الفوز قبل النتائج الرسمية، وستوسع معايير المحتوى الذي ستحذفه باعتباره مسعى لتكميم الناخبين.

وستستمر «فيسبوك» في السماح للحملات الانتخابية وغيرها بنشر الإعلانات السياسية الموجودة على نظام الشبكة بالفعل، وستسمح لها بتغيير مبالغ الإنفاق وقاعدة استهداف المستخدمين، لكنها ستمنع إدخال أي تعديل على محتوى الإعلانات أو تصميمها.

الرئيس الأميركي يوقع مذكرة لقطع ​التمويل الفدرالي عن مدن لا تواجه الاضطرابات العرقية بشكل يرضيه
back to top