واقعنا حزين بعد أن تحول إلى دفتر لجرد محتويات ومخلفات زمرة عاثت في الأرض فسادا، واستخدمت كل أدواتها من أجل تكفير الناس بالديمقراطية بسبب "المتمقرطين" الذين دمروا الدور الفعلي للعمل السياسي والدور الحقيقي للعمل البرلماني، والذين تجردوا من كل الصفات الحقيقية للمبادئ البسيطة للوطنية، والتفتوا إلى مصالحهم الخاصة، وانشغلوا بتنفيذ ما يطلبه منهم الآخرون، حتى بتنا لا نفرق بين الإصلاحيين و"الحرامية" الذين لا يختصون بسرقة الأموال فقط إنما عبر مواقفهم السيئة، وأدوارهم التي اقتصرت على اتهام الآخرين والدفاع عن المتجاوزين وحماية الفاسدين، وكأنهم أصبحوا بلاء يزيد معاناة الناس الذين يتحملون المسؤولية بسبب مخرجاتهم لبعض من أصبحوا يصدحون في مجلس الأمة باسم الديمقراطية وهي براء منهم ومن أمثالهم.لقد مللنا من مشاهد مؤسفة وأحداث متكررة ومواقف مخزية، ورغم ذلك يتباهى بعضهم بإنجازاتهم التي بدؤوا يتسابقون في استعراضها لخوض الانتخابات المقبلة، لأنهم اعتادوا الضحك على ذقون الآخرين عبر تمرير معاملات أو مناصب لبعض الفئات، في حين أصبحت الكويت اليوم تدفع الثمن، ويبرر بعض النواب مواقفهم سيئة الذكر بأنها من باب الديمقراطية التي ارتضيناها، دون أن يفقهوا أو يعتادوا على المعرفة والعلم والتعلم، بل إنهم وجدوا أنفسهم في قاعة عبدالله السالم يجلسون على الكرسي الأخضر وهم لا يعلمون ما هي قيمته الحقيقية أو دوره الفعلي، والكارثة الكبرى أن منهم من يصوت على بعض التشريعات وهو لا يفقه فيها، وبداية أي نقاش ينكشف وتجده يغرد خارج السرب.
ليست هذه الديمقراطية الكويتية وليس هؤلاء من يمثلونها، ولا يستحق الشعب الكويتي كل ما يحدث من مهازل أصبحت على مرأى ومسمع الجميع.الكرسي الأخضر ليس للوجاهة أو التباهي أو استعراض تفاصيل كشخة البعض المضروبة، إنما دوره أكبر من هؤلاء، وتاريخه أفضل منهم، نعم هناك نواب نعتز بهم سواء في المجالس السابقة أو في المجلس الحالي ممن يعملون للإصلاح لا غسل مخلفات الفاسدين.إن هؤلاء "المتمقرطين" وغيرهم من المهرجين السياسيين لابد أن توجه لهم صفعة قوية، ويجب أن ينتفض الشعب الكويتي لإعادة رسم الصورة الجميلة لكويتنا وسياستنا وترتيب الأوراق، ولملمة ما تبقى منها بعد أن تناثرت بفضل الفاسدين والعابثين بمقدرات الناس، فارحموا هذا الوطن الذي أصبح يئن في كل يوم على فضيحة جديدة، وارحموا درة الخليج التي افتقدت بريقها، وارحموا ثرواتها التي أصبحت تهدر بسبب التكالب لنهبها... آه ياوطني.
مقالات - اضافات
شوشرة: المتمقرطون
04-09-2020