التغيير مهم
![د. نبيلة شهاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1561655694216414500/1561655924000/1280x960.jpg)
ولكن لو لم تنجح كل تلك الخطوات ولم نعد نشعر بأي قبول لهذه الخيارات، فلا حل أمامنا سوى تغييرها واستبدالها بما يناسبنا ويناسب ظروفنا، ويجعل حياتنا أكثر راحة وأكثر سعادة.والأمثلة على تلك الخيارات كثيرة؛ منها التخصص العلمي ومن بعده العمل، وطريقة تعاملنا مع الآخرين، وعلاقاتنا وحدودها وأسس قيامها وغيرها الكثير. حدثتني غالية عن تجربتها الصعبة في تغيير طريقة تعاملها مع بعض صديقاتها والمقربين لها، فبعد أن وجدت أن بعض الصديقات قمن باستغلال طيبتها الزائدة وعطائها اللامحدود وتفضيلهن على نفسها وتعاملن معها بأنانية وجحود مؤلم، قررت أن تأخذ خطوة مهمة في الدفاع عن نفسها والابتعاد عن التفاني في علاقات غير مثمرة، والتعامل معهن بالمثل، وباتخاذها هذه الخطوة الجريئة والشجاعة من المتوقع أن تسترجع راحتها النفسية وتتغلب على أي شعور بالاضطهاد والاستغلال والإجحاف ونكران الجميل، وبالفعل بدأت تشعر بالاعتزاز بنفسها أكثر وبالهدوء والرضا، وتخلصت من الضيق الذي كان يلازمها كثيراً. وقد تجد الأم أن أسلوب التشدد غير مجد في تربية الأطفال، فتغير من طريقة تعاملها معهم، ولا يعتبر ذلك فشلاً أو ضعفاً بل على العكس تماماً، فتخلصنا من أي مبدأ أو أسلوب تعامل أو منهج حياة يزعجنا وقد يضرنا أو يضر الآخرين واستبداله بآخر هو خطوة جريئة وشجاعة تدل على قوة الشخصية وثقة بالنفس عالية. من المهم أن نؤمن بأننا نستطيع إن أردنا تغيير أبسط الأشياء كلون غرفنا أو ملابسنا الى أصعبها، وهي تغيير المبادئ والقيم التي أصبحت لا تناسب هذه الفترة من حياتنا ولا ظروفنا، ولا نبالغ أو نكون مخطئين لو قلنا إننا نستطيع تغيير من نتعامل معهم لو وجدنا أن تلك العلاقات أيا كان نوعها مؤذية ومضرة، ولا تجلب لنا الرضا أو السعادة والهدوء النفسي. التغيير مطلوب لراحتنا النفسية وللحفاظ على ثقتنا بأنفسنا وكرامتنا ولاستمرارنا في العطاء بالطريقة الصحيحة المثمرة لنا وللجميع.