أن تكون "شخصية قيادية" في الحياة مطلب الأفراد والمجتمعات والدول، وذلك لإيجابية "الشخصية القيادية" المعنوية والمادية ولما تحققه في الإسهام بتقدم المجتمعات والدول، فلذلك نجد المختصين في الموارد البشرية أو علم النفس والاجتماع يهتمون بالشخصية القيادية وطرق تعليمها وتعلمها، وبعوامل وكيفية نشوء الشخصية القيادية، والدول بقطاعاتها المختلفة والمؤسسات غير الحكومية والفعاليات المجتمعية تخصص المسابقات والجوائز التشجيعية في هذا المجال. إلا أن ما سبق لا يحقق الشخصية القيادية من الناحية الواقعية والفعلية فكل إنسان هو قائد؛ فالأب قائد لأسرته عادة بصورة عامة، وكذلك الأم قائدة لأبنائها الصغار لأنها تتولى كل مهامهم ومسؤولياتهم الحياتية من أبسطها إلى أكبرها، ولكنها قد تتجاوز ذلك على كل أبنائها حتى الكبار، وهذا واقع أغلب حالات "الشخصية القيادية" في مجتمعاتنا- للأسف- هم قادة لكن شخصياتهم ليست قيادية فعليا، وبعض هذه الصور القيادية المختلفة في مجتمعنا قد تتحمل مسؤولية إضافية ممن حولهم فقط لتقاعس ممن يقودونهم أو يتولون أمرهم، وهنالك من يحظى بـ"الشخصية القيادية" فقط لأنه المبادر الوحيد من المشاركين النادرين.
وهذا وإن كان أمراً جيداً لكنه لا يمثل الشخصية القيادية الفعلية والمبتغاة، فكثير من المديرين شخصيتهم قيادية لقيامهم بأعمال من يقودون، ويتناسون أن من أهم مسؤوليات الشخصية القيادية إعطاء كل شخص ممن يقودونه فرصة إبراز دوره وإمكاناته، وليكن كل واحد شخصية قيادية من دوره ومكانه. إن الشخصية القيادية أضحت أمراً معتاداً، والمطلب اليوم هو الشخصية القيادية الأولى وهي التي تنافس الشخصيات القيادية الأخرى بنزاهة في احترافية العمل وجودته، وإيجاد شخصيات قيادية أخرى ممن يقودونهم، ولنسع جميعا لأن نكون "الشخصية القيادية الأولى" فعلاً لا قولاً.
مقالات - اضافات
الشخصية القيادية الأولى
04-09-2020