تختتم اليوم الدورة السادسة من مهرجان أفلام السعودية الذي نظمته جمعية الثقافة والفنون في الدمام بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران "إثراء"، وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة.وشهد المهرجان تقديم عدة عروض سينمائية وبرامج يومية، مع عرض أفلام "ثاد، مخرج 5، ابن فرزان، أصدقاء للأبد، حياة، حواس، خيط معقود، الهاوية، رقص شجرة زيتون في الريح، سيجارة الصباح، مؤنس". وضمن المهرجان، أقيمت نشاطات بمقهى صناع الأفلام، والمعنونة بـ "رسم المكان"، وتكوين الصورة في الفيلم، وآلية البدء من النص إلى البحث عن المواقع المناسبة للتصوير، وصولاً إلى دراسة التكوين داخل المشهد، واستضاف بحلقته الكاتب والمخرج محمد السلمان عبر الأثير مدير التصوير عمر العماري، ومدير التصوير عبدالله العطاس، ومصمم الإنتاج أحمد باعقيل، ومصمم الإنتاج عبد الرحمن أبو الفرج.
وناقشت الحلقة عدة محاور بدءاً بالحديث حول البدايات وأسس اختيار العمل واشتراطات النص، إضافة إلى الفكرة وتأثير الحقبة الزمنية على العمل، واختيار المواقع المناسبة للتصوير، وعوامل اختيار المكان والفروقات بين الاستوديو والتصوير الخارجي، وتوزيع العناصر واختيار العدسات المناسبة والإكسسوارات والأزياء، وأهمية الإضاءة، وكيف يمكن لها أن تعبر عن المشهد، وكيفية توظيفها، وأخيراً أهمية العمل كفريق وعلاقة الارت دايركت بالمصور، وعلاقة المصور والمصمم مع المخرج.
القاعدة الجماهيرية
أما محور "تجسيد شخص آخر" فتمت فيه استضافة أربعة ممثلين وممثلات هم خالد صقر، وفيصل الدوخي، وخيرية أبو لبن، وميلا الزهراني، مع إجابات الضيوف عن سؤال: ماذا بعد النص والموافقة عليه؟ وقال خالد صقر إنه يفضل دراسة الشخصية جيداً قبل البدء، بالإضافة إلى المقابل المالي بسبب كونه متفرغا بشكل تام لمهنته، وهو ما اتفقت معه فيه ميلا الزهراني التي أكدت أن القاعدة الجماهيرية الجاهزة للفنانين الكبار تجعل منتجي الأفلام يخصصون لهم ميزانية أكبر، وتعد هذه مشكلة بالنسبة لبعض الفنانين، والتي جعلتهم يتجهون إلى تكوين قاعدة جماهيرية خاصة بهم، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وحول ما يهم الممثلين عند اختيارهم عملاً ما، قالت خيرية أبولبن: "أسأل عن النص والإخراج، وثمة أعمال أذهب معها لأجل الفن والفكرة، وليس لأجل المقابل المادي". بدوره، قال فيصل الدوخي عن تجربته مع المسرح: "انتقلت منه للأفلام، فالمسرح كان منصة تجربة، وللتصرف وللعرض، أما في مجال الأفلام فالممثل يتعلم من كل مخرج شيئاً مختلفاً". ولفت الدوخي إلى أنه يرفض العمل عندما تعجبه شخصية أخرى في النص، ويقدر فريق العمل الذي يهتم بالبروفات والتحضير المسبق ومذاكرة الشخصيات.شجرة الحكايات
واستضاف برنامج "كتاب المهرجان" الذي يخرجه عقيل الخميس، ويقدمه السينمائي محمد الفرج، الكاتب والسينمائي البحريني أمين صالح، الذي ينشر هذا العام كتاب "شعرية السينما"، حيث قال صالح في بداية الحوار عن بداياته: "بدأت بالقصة، بتأثير من حكايات الجدة، عندما كنا صغارا وكانت هي شجرة الحكايات، نجلس حولها، كانت غنية جدا وتلعب على مسألة التشويق، تصب لنفسها الشاي أو تكمل الحكاية في ليلة ثانية". وأردف: "تحول هذا إلى شغف بالسينما، عندما تشاهد صورة بصرية للقصص، تريد أن تعرف من صنع الفيلم؟ من الذي صوره؟ وأنا اقرأ وأطلّع على هذا، اكتشفت سينما أخرى غير التي نعرفها" مضيفاً: "حاولت أن أدرس السينما في الثمانينيات ولكنها كانت تجربة خائبة بامتياز، النقود كانت قليلة، ثم عدت لأعوض هذا فبدأت بكتابة الدراما، أولاً كتبت للسهرات الدرامية، ثم كتبت مسلسلات التلفزيون". وترجم أمين صالح عدة كتب مثل: "النحت في الزمن، براءة التحديقة الأولى، السينما التدميرية" لكنه يقول عن ذلك: "لا أميل للترجمة، ولكني كنت مضطرا لها لأنني لاحظت أن هناك كتباً كثيرة كنت أقرؤها والمكتبة العربية تفتقدها، وفي المعرفة لا يكفي أن تعرف يجب أن تمرر المعرفة للآخرين، الحضارة البشرية قائمة على النقل من شخص لآخر، من صديق لآخر، من شعب لآخر، وعندما ترجمت (السينما التدميرية) كنت أعتقد أنني سأكتفي به، ولكن عندما قرأت النحت في الزمن وجدته مهماً أيضا، واستمر هذا كلما وجدت كتابا جيدا". وبين صالح: "يسألني الكثير من الشباب عن معنى الشعر، ولكن لا يمكنك تعريف الشعر على الإطلاق، يمكنك تعريف القصيدة بأن لها وزناً وقافية، ولكن الشعر شيءٌ عام، تحس به من ثقافتك وحساسيتك تجاه الصورة والحوار والموسيقى". ورأى صالح أن كل الأشكال الفنية تحمل طاقة شعرية، كالسرد النثري والصورة والتشكيل، ولكل مجال شاعريته الخاصة، لكن شعرية الصوة تختلف عن الشاعرية الأدبية، وكل فيلم سينمائي يحمل الشعر حتى بدون مشيئة المخرج أو الكاتب لأن جوهر الفن هو الشعر.