أعلن البنك الدولي، أمس، أنه أبلغ الحكومة اللبنانية وقف تمويله لمشروع بناء سد بسري، الذي كان يهدف لتوفير مياه الشفة لبيروت وعارضه ناشطون بيئيون ومجموعات مدنية، «لعدم إنجاز السلطات شروطاً مسبقة للبدء ببنائه». وقال البنك، في بيان، أمس، إنه أبلغ الحكومة اللبنانية بقراره إلغاء المبالغ غير المصروفة من مشروع زيادة إمدادات المياه (مشروع سد بسري)، موضحاً أن «قيمة الجزء المُلغى من القرض تبلغ 244 مليون دولار أميركي».
وكان البنك الدولي بانتظار رد من الحكومة اللبنانية حول مسائل أثارت قلقه واعتبرها شروطاً مسبقة تتضمن الانتهاء من وضع خطة التعويض الإيكولوجي كجزء من التقييم البيئي والاجتماعي للمشروع. وهي تتضمن إعادة التشجير والحد من مخاطر الحرائق، والانتهاء من وضع ترتيبات التشغيل والصيانة. وأوضح بيان المؤسسة الدولية أن «الحكومة اللبنانية لم تعالج تلك المسائل على النحو المطلوب».واعتبر قرار البنك الدولي إلغاء التمويل ضربة سياسية لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي كان من أبرز عرابي المشروع. وقال باسيل، أمس، انه «سيأتي يوم تطالب فيه الدولة اللبنانية ومعها كل أهالي بيروت وجزين وصيدا والشوف وبعبدا وعاليه بتمويل سدّ بسري، سيسقط النكد السياسي وستظهر الحاجة للمياه عندها لن ينفع البكاء». وكان الحراك الشعبي الذي شهده لبنان لأشهر عدة منذ 17 نوفمبر الماضي أعاد الروح في الحملة المعارضة لبناء السد. وجرى تنظيم تحركات عدة من اعتصامات وتظاهرات وحتى اقتحام لموقع المشروع.جاء ذلك، بينما أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر الذي أنهى زيارة إلى بيروت، لنواب مستقيلين التقاهم خلال زيارته، أن رزمة جديدة من العقوبات الأميركية ستصدر في الأسبوع المقبل وقد تطال شخصيات على علاقة بحزب الله. ومنذ أشهر تلوح عدة أطراف بورقة العقوبات ضد سياسيين مؤيدين لحزب الله خصوصاً، ونقل عن شينكر تأكيده «أن رزمة من العقوبات على شخصيات سياسية لبنانية ورجال أعمال ستصدر قريباً، وهي ستكون ضمن ثلاثة أطر: قانون ماغنيتسكي، قانون قيصر وقانون مكافحة الإرهاب».من المنتمين إلى «التيار الوطني الحر» المتهم بمنح الحزب غطاء مسيحياً. حتى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لوح بعقوبات على كل السياسيين في حال لم تشكل حكومة تبدأ الإصلاحات المطلوبة.ويواصل رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب مساعيه واتصالاته لتشكيل حكومة اختصاصيين، وفق المباردة الفرنسية، التي يعتقد أن واشنطن لن تحكم عليها قبل ظهور تركبيتها ونتائج عملها. ونقل عن شينكر قوله، إن ماكرون نسق مبادرته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ويبدو في هذا الإطار أن العقوبات دخلت في سباق مع تأليف الحكومة.
نبض بيروت
في السياق، واصل عمال إنقاذ أمس، لليوم الثالث على التوالي عمليات البحث عن ناجٍ محتمل تحت أنقاض مبنى تدمر جراء الانفجار الذي وقع قبل شهر في مرفأ بيروت رغم أن «الأمل ضئيل»، وفق ما أفاد الدفاع المدني اللبناني. ورصد فريق إنقاذ تشيلي وصل حديثاً إلى بيروت، عبر أجهزة حرارية متطورة، «نبضات قلب»، تحت ركام مبنى في شارع مار مخايل، استدلّ الكلب «فلاش» المدرّب برفقتهم عليه.وقال مدير العمليات في الدفاع المدني اللبناني جورج أبوموسى أمس، إن «عمليات البحث مستمرة منذ الخميس الماضي، لكن الاحتمال ضئيل جداً»، مشيراً إلى أنه تم إنجاز الجزء الأكبر من العمل ولم يظهر شيء حتى الآن».وعلى الرغم من شبه استحالة وجود حياة بعد شهر على الانفجار، أحيت الأنباء عن إمكان العثور على شخص على قيد الحياة، آمال كثيرين، ثم تضاءلت تدريجاً مع عدم رصد أي مؤشرات حياة.في سياق منفصل، بعد أسبوعين على الجريمة التي هزت منطقة الكورة في شمال لبنان وأدت إلى مقتل ثلاثة شبان من بلدة كفتون، من دون أن يعرف الكثير من التفاصيل عنها، كشف الأمن اللبناني أمس، عن توقيف خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم «داعش» كانت تعد لتنفيذ عمليات أمنية في البلاد.