واصلت روسيا تحدي التهديدات بفرض عقوبات جديدة عليها في إطار اتهامها بتسميم المعارض أليكسي نافالني بمادة كيماوية سامة من نوع "نوفيتشوك". وبينما تمسكت باريس وبرلين بموقفهما المتشدد ضد روسيا، بدأت تظهر بوادر "تشقق" في "الجبهة الغربية" مع تصريح قابل للتأويلات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ودعوات داخل المانيا الى وقف مشروع "نورد ستريم 2" الحيوي مع موسكو الذي طالما دافعت عنه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وانتقدته واشنطن.

ونددت وزارة الخارجية الروسية، أمس، بـ "بيانات معادية" تستهدف روسيا، ذاكرة خصوصا البيان المشترك الذي صدر أمس الأول عن وزيري الخارجية الألماني، هايكو ماس، والفرنسي، جان إيف لودريان.

Ad

ونفت "الخارجية" أن تكون روسيا الدولة الوحيدة المصنعة لـ "نوفيتشوك". وقالت في بيان:"على مدار سنوات عدة كان خبراء في العديد من الدول الغربية والأجهزة المختصة في الناتو يعملون على تصميم المواد التي تضمّها هذه المجموعة الكبيرة. أما في الولايات المتحدة، فقد تم منح أكثر من 150 براءة اختراع لمصممي تقنيات استخدامها للأغراض العسكرية.

ودعا ماس ولودريان في بيانهما موسكو إلى "تحديد هوية المسؤولين عن هذا العمل الشنيع وإحالتهم على العدالة"، واعتبرا أن "الهجوم على شخصيات من المعارضة الروسية هو مع الأسف ليس عملاً منعزلاً"، وشجبا الاستخدام المفترض لـ "نوفيتشوك" المحظور بموجب الاتفاقيات الدولية بشأن الأسلحة الكيماوية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنّ وزارة العدل الألمانية لم تتشارك حتّى الآن أيّ معلومات مع المدّعين الروس. وأضاف "حين نتلقّى جوابًا سنردّ".

من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي تجمعه "علاقة معقّدة" مع برلين خصوصاً، أنّه لم يرَ أيّ أدلّة حتّى الآن على تسميم نافالني، لكنّه أضاف في الوقت نفسه أنّه ليس لديه سبب للتشكيك في ما قالته برلين التي تؤكّد أنّ لديها "أدلّة قاطعة" في هذه القضيّة.

ونافالني المحامي (44 عاماً) يتعالج في المانيا وما زال في غيبوبة اصطناعية منذ أسبوعين. لكنّه مرض عندما كان في رحلة جوية داخل روسيا وعولج بمستشفى في سيبيريا ليومين قبل السماح بنقله الى برلين.

وشكك المتحدّث باسم "الكرملين"، ديمتري بيسكوف برواية برلين، قائلا إن الأطباء الروس الذين عاينوا نافالني استبعدوا تسممه.

وقال ألكسندر ساباييف، وهو خبير في عِلم السموم مقرب من "الكرملين" إن نافالني لجأ أخيرا إلى حمية لخسارة الوزن، مشيرا إلى أن "التدهور المفاجئ في صحته قد يكون نجم عن أيّ عامل خارجي حتى مجرّد عدم تناول وجبة الفطور".

في بروكسل، دعا حلف شمال الأطلسي إلى تحقيق دولي بشأن تسميم نافالني، وطالب موسكو بكشف تفاصيل برنامجها لغاز نوفيتشوك.

وداخل المانيا، طالب نوربرت روتغن، خبير الشؤون الخارجية بالحزب المسيحي الديمقراطي الألماني الذي تتزعمه إنجيلا ميركل، بلاده وفرنسا بوضع حد لـ "السياسة المنفردة" في التعامل مع روسيا.

وأشار روتغن المتقدّم للترشح لرئاسة الحزب خلفا لميركل الى أن "المحور الرئيسي لاستراتيجية أوروبية مشتركة هو عدم إتمام مشروع نورد ستريم 2" الذي ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا مباشرة عبر بحر البلطيق، مذكرا بأن موافقة ألمانيا على هذا المشروع الروسي كانت منذ البداية ضد الغالبية العظمى من الشركاء الأوروبيين.

في سياق آخر، شارك حوالي 8 آلاف شخص في مسيرة معارضة بمدينة خاباروفسك، بشرق روسيا، أمس، هي التاسعة على التوالي خلال عطلة نهاية الأسبوع، دعما للحاكم السابق للمنطقة، وهو قيد الاعتقال حاليا، وبتحديد موعد لمحاكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومؤيديه.

ورفع المشاركون في المظاهرة لافتات كتب عليها "يجب محاكمة عصابة بوتين"، و"بوتين.. اختطف حاكمنا". ويحتج هؤلاء على اعتقال سيرجي فورغال المتهم بإصدار أوامر بقتل شخصين عندما كان رجل أعمال قبل 15 عاماً.

ويقول المتظاهرون إن الاتهامات ملفقة، وإنه جرى إزاحة فورغال من منصبه، لأنّه منافس لحزب بوتين "روسيا المتحدة".

روسيا فلاديمير بوتين