مع تزايد الدعم الروسي للرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو، الذي يحكم البلاد منذ 26 عاماً، تحاول المعارضة التي تسعى إلى تغيير النظام في مينسك التقارب مع الاتحاد الأوروبي، لكنها تسعى في الوفت نفسه إلى عدم استفزاز موسكو، لتجنب السيناريو الأوكراني، حيث اندلعت حرب أهلية بسبب الانقسام بين دعاة التقارب مع أوروبا وحلفاء موسكو.

في هذا السياق، أعلن وزير الثقافة البيلاروسي السابق بافل لاتوشكو، الذي بات عضوا في مجلس للمعارضة، إنّ المعارضة البيلاروسية ترغب في حال حدوث تغيير للنظام في مينسك، بتوثيق العلاقات الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي، لكن ليس على حساب العلاقات مع روسيا.

Ad

وقال لاتوشكو من فيلنيوس عاصمة ليتوانيا العضو في الاتحاد الأوروبي، التي لجأ اليها مع زعيمة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا، إن "المجتمع البيلاروسي ينتظر إشارة ملموسة جدا لِما يمكن للاتّحاد الأوروبي أن يُقدّمه"، غير أنه شدد، في الوقت نفسه، على أنّ المعارضة لا ترغب في عزل روسيا، الحليف التقليدي لبلاده.

وقال لاتوشكو: "لا نريد صداقة مع الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، ولا صداقة مع روسيا ضد الاتحاد الأوروبي". وحضّ لاتوشكو الغرب على عزل لوكاشنيكو وإدارته بمجرّد انتهاء فترة ولايته الحالية في 5 نوفمبر.

وكانت تيخانوفسكايا ناشدت، أمس الأول، الأمم المتحدة تقديم المساعدة، ودعت إلى فرض عقوبات على المسؤولين عن التزوير الانتخابي المفترض، وانتهاكات حقوق الإنسان في الدولة السوفياتية السابقة.

واندلعت احتجاجات غير مسبوقة في بيلاروسيا في أعقاب إعلان لوكاشينكو فوزه في الانتخابات بحصوله على 80 في المئة من الاصوات بالاقتراع في 9 أغسطس الماضي. وتُصرّ تيخانوفسكايا على أنها الفائزة في الانتخابات.

من جهته، ندّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، خلال مؤتمر صحافي مشترك بينه وبين نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي، عُقد في ختام محادثاتهما في موسكو، «بالضغوط الخارجية على القيادة البيلاروسية، والتي تقدم في الوقت ذاته دعماً علنياً للمعارضة». وفي تعليقه على مطالبة بعض الدول بإلغاء نتائج تلك الانتخابات التي فاز بها لوكاشينكو وإعلان فوز المعارضة، وصف لافروف هذا الطلب بـ «الاستفزازي»، مؤكداً تمسك روسيا وبيلاروسيا بموقفهما الواضح إزاء تحركات «الذين يحاولون زعزعة الوضع في بيلاروسيا عن طريق مغازلة مينسك وقطع هذه الجمهورية عن روسيا، وتخريب دعائم وجود الدولة الاتحادية».