بعد تعثر تحركات وسطاء من حلف شمال الأطلسي «الناتو» و«الاتحاد الأوروبي» لاحتواء الأزمة بين تركيا واليونان وتفادي انزلاق الوضع إلى مواجهة عسكرية، أعلنت أنقرة أنها ستطلق مناورات عسكرية بمناطق متنازع عليها في شرق البحر المتوسط.

وذكرت وزارة الدفاع التركية، أن القوات المسلحة وقيادة قوات السلام في جمهورية قبرص الشمالية، غير المعترف بها دولياً، ستطلقان مناورات «عاصفة البحر المتوسط»، في حين تحدثت أثينا عن مؤشرات على دعم أميركي لموقفها في الأزمة بشأن حقوق استخراج النفط والغاز من شرق البحر المتوسط.

Ad

وأفادت وزارة الدفاع التركية بأن المناورات ستنطلق اليوم وحتى 10 سبتمبر الجاري وتشمل تدريبات للقوات البحرية والجوية تزامناً مع مناورات للقوات البرية.

في موازاة ذلك، قال وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، إن «الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أعلن مبادرة لعقد اجتماعات بين العسكريين الأتراك واليونانيين على خلفية التوتر شرقي المتوسط، وإن بلاده تدعم هذه المبادرة».

وشدد آكار على أن القوات المسلحة ستحمي حقوق ومصالح تركيا وفقاً للقوانين الدولية، متهماً اليونان بنشر أسلحة على 16 جزيرة في بحر إيجة في خطوة تعد انتهاكا لاتفاقية لوزان.

وجدد اتهام بلاده لفرنسا بتأجيج الوضع في شرق المتوسط عبر مشاركتها في مناورات عسكرية إلى جانب اليونان وقبرص.

في المقابل، أجرى وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، اتصالات مع الأمين العام لـ«الناتو» والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ومساعد وزير الخارجية الأميركي فليب ريكر لبحث الأزمة.

ونقل عن الوزير قوله عقب المحادثات، إن الأميركيين يكثفون جهود تخفيض التوترات، وإن جملة من المؤشرات تُظهر أن الطرف الأميركي يتبع نهجاً مؤيداً لبلاده.

وجاء ذلك بعد أن أعلن ستولتنبرغ أن البلدين العضوين في «الناتو» اتفقا على الدخول في محادثات تقنية في مقر الحلف لوضع آلية من أجل منع وقوع أي نزاع عسكري وخفض احتمال وقوع حوادث في شرق المتوسط.

لكن اثينا نفت صحة المعلومات التي تحدثت عن موافقتها على عقد المحادثات الفنية وهو ما رد عليه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو باتهامها بالكذب وبالتراجع بعد الموافقة على عقد المفاوضات.

ولاحقاً، ذكرت تقارير أنّ ستولتنبرغ سلّم «وثيقة من ورقة واحدة» تعرض أفكاره، إلى الممثّلين العسكريّين لليونان وتركيا.

وفي وقت سابق، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل أنه يخطط لعقد مؤتمر متعدد الأطراف للمساعدة في تخفيف حدة التوتر في شرق المتوسط بشأن الأنشطة التركية للتنقيب عن الغاز.