في فصل جديد بمسلسل الحرب الكلامية بين البلدين العضوين بحلف شمال الأطلسي (الناتو) على خلفية النزاع بينهما بشأن حقوق استخراج النفط والغاز، أكد نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي أنّ بلاده لا يمكّنها التنازل عما ما وصفه بـ «الأولويات الأمنية لأنقرة وجمهورية شمال قبرص التركية» أمام مطالب اليونان في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وقال أوقطاعي بالتزامن مع انطلاق مناورات «عاصفة المتوسط»، التي تجريها أنقرة بمشاركة جمهورية قبرص التركية، غير المعترف بها دوليا، أمس: «لن نتنازل عن الأولويات الأمنية لبلدنا ولقبرص التركية».

Ad

وأضاف المسؤول التركي أن المناورات، التي تستمر حتى الخميس المقبل، وتتم بمناطق متنازع عليها، تظهر إرادة بلاده الصلبة ضد «الساعين لحبس تركيا في خليج أنطاليا، ولتجاهل القبارصة الأتراك»، لكنّه شدد في الوقت نفسه على أن الخطوة تأتي لضمان السلام في البحر المتوسط. وأعرب عن اعتقاده بأنه لا غنى عن الحلول الدبلوماسية للخلاف مع اليونان وقبرص اليونانية المعترف بها دوليا.

وجاء وضع أنقرها لأولوياتها غداة تقارير عن حشدها لقوات على حدودها مع اليونان، وبعد ساعات من تهديد شديد اللهجة اطلقه الرئيس رجب طيب إردوغان ضد أثينا.

ونقلت تقارير تركية عن مصادر عسكرية قولها إن «قافلتين تحملان معدات ونحو 40 دبابة غادرت منطقة الريحانية بمحافظة هاتاي على الحدود مع سورية. وأنه من المتوقّع أن يتم إرسال الدبابات إلى أدرنة المتاخمة للحدود اليونانية بالقطار».

وفي حين لم يصدر بيان رسمي حول الخطوة نقلت وكالة الأناضول، عن مصادر عسكرية، نفي إرسال دبابات إلى الحدود، مؤكدة أن «التنقلات العسكرية عمل مخطط له من قبل قيادة الجيش بولاية ملاطية».

في المقابل، حذّر المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس تركيا من استمرار التوتر، وقال إنه في حال لم تتخذ أنقرة خطوات فعلية نحو خفض التصعيد، فإنّ الأوضاع ستؤول إلى منحنى خطير للغاية بـ «النسبة لإردوغان في المجلس الأوروبي». وتوعد بيتساس أنقرة بمواجهة المزيد من عقوبات الاتحاد الأوروبي بسبب أنشطة التنقيب عن الطاقة في شرق البحر المتوسط.

وشدد بيتساس على أنه لـ «المرة الأولى هناك قائمة عقوبات صارمة، ويمكن تنفيذها كلياً أو جزئياً» خلال القمة المقبلة للاتحاد الأوروبي أواخر سبتمبر الجاري.

في موازاة ذلك، قال وزير التنمية اليوناني أدونيس جورجياديس إن بلاده «لا تخشى الدخول في مواجهة مع تركيا».

وذكر جورجياديس أن أردوغان «يعيش الأوهام ويسعى لإحياء الإمبراطورية العثمانية».

وأكد الوزير أن اليونان «قادرة على التصدي لأطماع إردوغان»، مشددا على أن أثينا اتخذت استعداداتها لأي مواجهة. وتابع: «لا نخاف تركيا ولن نخضع للتهديدات». وقالت تقارير يونانية إن الجيش اليوناني دخل في حالة تأهب.